الثلاثاء 13/مايو/2025

فيديو المناصرة.. مشاهد قاسية تؤجج انتفاضة القدس

فيديو المناصرة.. مشاهد قاسية تؤجج انتفاضة القدس

ما إن بثت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ شريط فيديو يظهر الطفل المقدسي أحمد صالح مناصرة (13 عاماً)، وهو ملقى على الأرض جريحا، ويطلب إسعافه وسط شتائم بذيئة، من أحد المستوطنين وشرطة الاحتلال؛ حتى تأججت مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين، وباتت الجريمة المروعة وقوداً جديداً لانتفاضة القدس.

انعكاسات تتفاعل

 وما تزال انعكاسات بث الشريط تتفاعل بقوة في أوساط الفلسطينيين؛ وهو ما ترجم بسلسلة عمليات صباح الثلاثاء (13-10)  قال الإعلام الصهيوني عنها إنها بسبب الشريط؛ حيث قالت القناة الثانية العبرية بأن “السبب الرئيس للهجمات الآن هو الفيديو المسجل يوم أمس للطفل أحمد مناصرة”.

ويظهر في الفيديو الطفل مناصرة بعد تعرضه لجريمة الدهس العمد على سكة “القطار الخفيف” في المنطقة، وأنه رغم إصابته ونزف دمه وصيحات استنجاده، إلا أن المستوطنين وأفراد من شرطة الاحتلال وجهوا له الشتائم والألفاظ النابية، ونادوا بقتله بطريقة بشعة. 

ويوثق الفيديو أيضاً وجود طاقم إسعاف تابع لنجمة داود الحمراء الصهيونية، في مكان الحادث، لم يقدم الإسعافات اللازمة له في الوقت المناسب نزولا عند رغبات المستوطنين الذين كانوا يصرخون: “مت مت”.

“الأنسنة” تخيف الاحتلال

وطالب “الييور ليفي” مراسل صحيفة “يديعوت أحرنوت ” العبرية للشؤون الفلسطينية، بعدم بث مثل هذه الأشرطة بدعوى أن الشريط “تسبب بضرر إعلامي كبير لإسرائيل”.

كما أبرز الإعلام العبري مخاوفه من الحملة الإعلامية الفلسطينية التي تقوم على “أنسنة” قضية الطفل مناصرة.

وتداول نشطاء فلسطينيون مقطع الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وسط حالة من الغضب والإدانة لجرائم الاحتلال، كما أدانت جريمة استهداف الطفل والتنكيل به مؤسسات حقوقية فلسطينية.

 وحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية؛ فإن نشر مقطع الفيديو، يثير مخاوف الكيان من “تحويل إصابته لحدث إنساني يؤثر على العالم العربي والإسلامي والدولي، على غرار ما حدث بالانتفاضة الثانية، عند استشهاد الطفل محمد الدرة؛ الذي أصبح رمزًا من رموز انتفاضة الأقصى، والذي استفزّ مشاعر العالم العربي والإسلامي وجلب تعاطفا دوليا مع انتفاضة الأقصى الثانية”.

واستشهد الدرة (12 عاما) في 30 سبتمر/ أيلول عام 2000، وهو في أحضان والده بعدما استهدفتهما قوات الاحتلال بعشرات الرصاصات، وهما يحتميان خلف مكعب إسمنتي، قرب مفترق الشهداء شرقي ما كان يعرف بمستوطنة “نتساريم” جنوب مدينة غزة، وتم في حينه تسجيل وقائع الجريمة من مصور فلسطيني تواجد بالمكان.

تشكيك في رواية الاحتلال

وتقول المقدسية شيماء عزيز لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الشريط جعلها تبكي؛ حتى إنها لم تستطع النوم وصورة الفتى وهو يصارع الموت لا تفارق مخيلتها، قائلة: “لا يوجد في العالم أبشع ولا أجرم من هكذا جريمة؛ أن يترك طفل يموت وينزف وسط الكلام البذيء”.

بدوره، أكد الباحث المختص بشؤون الاستيطان أحمد صب لبن استشهاد الطفل حسن خالد مناصرة، وإصابة ابن عمه الفتى أحمد مناصرة بجراح أثناء عودتهما من المدرسة بحجة تنفيذهما عملية طعن ضد مستوطنين، وفقاً للرواية “الإسرائيلية” المزعومة.

وأوضح صب لبن في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن أحدهما (حسن) تعرض لإطلاق نار من شرطة الاحتلال، فيما تعرض الآخر (أحمد) لعملية دهس أثناء ملاحقتهما، مكذبا رواية الاحتلال وادعاءاته، لاسيما وأن الفيديو لم يُظهر أيّ إصابات في صفوف المستوطنين أو شرطة الاحتلال.

ويقطن الشهيد المناصرة وابن عمه المصاب في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة بشكل ملاصق لمستوطنة “بسغات زئيف”، وينحدر أصلهما من قرية بني نعيم شرق الخليل.

وتدحض عائلة المناصرة رواية الاحتلال، مؤكدة أن حسن، الطالب في الصف العاشر في مدرسة ابن خلدون، وابن عمه أحمد الطالب في الصف الثامن في مدرسة الجيل الجديد، عادا ظهر أمس من مدرستيهما إلى منزليهما في بلدة بيت حنينا، وخرجا متوجهين إلى المجمع التجاري القريب من منزليهما في مستوطنة “بسغات زئيف”، وكان حسن يريد شراء (أسطوانة ألعاب)، أما أحمد فكان يريد شراء (حمامة).

وقالت جدة الشهيد حسن، إنها سمعت بخبر استشهاد حسن من خلال وسائل الإعلام، وفوجئت وعائلته بأكملها بالخبر.

وفيما يلي الفيديو:

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات