الأحد 11/مايو/2025

ساري عرابي: هبة الأقصى تؤسس لمواجهة أكبر مع الاحتلال

ساري عرابي: هبة الأقصى تؤسس لمواجهة أكبر مع الاحتلال

أكد ساري عرابي الكاتب والمحلل السياسي بأن ما يجري الآن في الأراضي الفلسطيني هي نتاج مخزون من الغضب تجاه الاحتلال، وردة فعل طبيعية في ظل فشل مسار التسوية  وقيادته وسيؤسس لمواجهة أكبر في المستقبل.

وأوضح عرابي خلال لقاء خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الأحداث الجارية مهمة، وعظيمة، ومختلفة عن كل ما سبق بزخمها وكثافتها.

فشل التسوية

وأضاف: “الهبة الحالية هي نتاج عمليات مراكمة نضالية خلال السنوات الأخيرة، ودلالة على مخزون الغضب الفلسطيني، وفشل مسار التسوية وقيادته، وكحالة نضالية طبيعية وإن اتخذت عنواناً محدداً في هذه الفترة وهو عنوان القدس والمسجد الأقصى ومواجهة الاستيطان.

وأشار عرابي أنه من المبكر وصف الأحداث الحالية بالانتفاضة موضحاً: “من المبكر وصفها بالانتفاضة، من جهة أن الانتفاضة حالة شعبية تستغرق أكثر أفراد الشعب وتستمر إلى فترة طويلة من الزمن حتى الآن، فهذه الهبة عظيمة ومقدرة وتؤسس لمواجهة أكبر وأوسع، لكنها لا تزال أقل من انتفاضة بالمعنى الكلاسيكي الذي نعرفه نحن الفلسطينيون”.

وفي معرض إجابته حول ما إذا كانت هذه الهبة ستنجح في إعادة الوضع إلى ما كان عليه الأقصى قبل شهور على الأقل من حيث اعتداءات المستوطنين قال: “المسجد الأقصى عامل حاسم في تفجير ودفع هذه الهبة، إلى جانب عاملي ظروف المقدسيين، والاستيطان في الضفة، بالتأكيد ستعطي هذه الهبة العدو مؤشراً هاماً على خطورة الاعتداء على المسجد الأقصى من جهة تداعيات ذلك على أمنه، وحاول العدو جس نبض الفلسطينيين بالاعتداءات المكثفة على المسجد الأقصى في شهر أيلول الماضي، فوجد النتيجة على النحو الذي نلاحظه الآن”.

وشدد عرابي أيضاً على أن الهبة الجماهيرية الحالية والتصادم مع الاحتلال هو السبيل الأفضل لمواجهة الاستيطان وردع المستوطنين من خلال تشكيل مجموعات الحراسة الليلية”.

منع الانتفاضة

وعن ردة الفعل الرسمية المتمثلة بالسلطة اتجاه ما يجري من الأحداث، وإذا ما  كانت ستلجأ إلى محاربتها وقمعها قال: “من الواضح ولأسباب كثيرة، متعلقة ببنية السلطة، وبالتحولات التي طرأت عليها بعد رحيل ياسر عرفات، ثم من بعد الانقسام، أنها غير معنية بالتصعيد، لكنها حتى الآن غير قادرة على رد الجماهير، رغم محاولاتها في بداية الأحداث، وهي على الأرجح ستعمل على استثمارها تكتيكياً لتحسين موقعها التفاوضي.

وحول المساعي العربية لإجهاض الانتفاضة من خلال تكثيف التحركات  والتواصل مع السلطة في الضفة قال عرابي: “الدول العربية ذات الدور الوظيفي المتعلق بالقضية الفلسطينية تعمل بالتأكيد على إجهاض الهبة الحالية ومنعها من التحول إلى انتفاضة. لكن العامل الحاسم متعلق بالفلسطينيين وليس بهذه الدول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات