الثلاثاء 13/مايو/2025

الطفل شراكة.. ثائر فلسطيني رحل مبكراً

الطفل شراكة.. ثائر فلسطيني رحل مبكراً

لم يكن الطفل أحمد شراكة (13عاماً)، من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، يعرف الهدوء؛ فقد كان كثير الحركة والتنقل، ويشارك بقوة وعنفوان، في المسيرات، والمظاهرات المناوئة للاحتلال الصهيوني، بحسب عائلته.

“شراكة”، استشهد أمس الأحد (11-10) في مواجهات اندلعت على مدخل مدينة رام الله الشمالي، وسط الضفة الغربية، إثر إصابته برصاص حي في الرقبة، أطلقها جندي صهيوني، بحسب مصدر طبي فلسطيني وشهود عيان.

ومنذ الأول من الشهر الجاري، تشهد الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة، والداخل المحتل، مواجهات حامية الوطيس، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينياً، وإصابة مئات آخرين.

واندلع التوتر بسبب إصرار المستوطنين الصهاينة على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الصهيونية، والاعتداءات المتواصلة على المرابطين والمرابطات حوله وفي داخله.

ويقول عبد الله شراكة (42 عاماً)، والد الطفل، لوكالة الأناضول للأنباء: “كان أحمد يهرب من البيت دون علمنا؛ للمشاركة في المواجهات مع الجيش الصهيوني”.

ويضيف: “لم يسمع لنصيحة أحد، كنا نعيده للمنزل من باب خوفنا عليه، لكنه يعود من جديد للمواجهات، ويرشق الدوريات العسكرية بالحجارة”.

وأردف قائلا: “كنت خائفا عليه، لأن أخي (عم أحمد) استشهد برصاص الجيش الصهيوني عام 2000، وكنت أخشى أن أفقده كما فقدت شقيقي، لكنه لم يكن يستمع لحديثي”.

ويستدرك قائلا: “كان يرى الأحداث على التلفاز، فتثور الحمية في نفسه، وكان يترك المدرسة، ويذهب للمواجهات (…) الله يرحمه”.

وأحمد هو الابن الخامس لأبويه، وله شقيق واحد، وثلاث أخوات.

أما هدى شراكة (39 عاما)، والدة الطفل، فقالت بينما كانت تقلب بين يديها صوراً له: “قلت له مائة مرة لا تذهب للمواجهات، لكنه لم يكن يستمع”.

لكنها تضيف مستدركة: “أحمد ليس أفضل من غيره، هو كغيره من الشهداء (…)، أسأل الله أن يتقبله معهم”.

وتواصل السيدة حديثها في بيت جد الطفل، في مخيم الجلزون إلى الشمال من رام الله: “اليوم أخبروني أن أحمد كان قد أصيب برصاص مطاطي قبل أيام، لكنه لم يخبرني بذلك، لكي لا أمنعه من الخروج، كان كل يوم يخرج ويشارك في المواجهات”.

وتقول: “كان يقول: أريد أن أكون شهيدًا، ها هو نالها”.

وبحسب الأم، فقد كان أحمد طفلاً محبوباً في بيته، وبين أصدقائه، وبين أبناء المخيم، يساعد الجيران، وكثير الحركة.

وكان وقع رحيل أحمد، قوياً على شقيقته التوأم “حنين”، التي قالت لوكالة الأناضول: “قلت له لا تذهب للمواجهات.. تركني وذهب، لم يستمع لي”.

وتضيف: “كان توأمي في كل شيء، كنا نذهب إلى المدرسة معاً، ندرس معاً، ونلهو معاً، لم يكن يتركني، اليوم فقدته”.

يقول شقيقه الأكبر عدي: “ذهب أحمد، هو أخي الذكر الوحيد، كان صديقي وزميلي وأخي، كنا نلعب معا (…) اليوم أفتقده بلا رجعة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات