الإثنين 12/مايو/2025

نور وطفلتها رهف…المقاومة أخلاق

خالد معالي

يزعم “نتنياهو” في كل محفل دولي؛ أن جيشه الأكثر أخلاقية في العالم، وانه  الجيش الذي لا يقهر، ولا احد يصدقه بعد رؤيته لصور إعدام الأطفال والفتيات والنساء الفلسطينيات بدم بارد؛ كما حصل فجر اليوم من قتل نور الحامل في شهرها الخامس؛ وطفلتها رهف ابنة العامين فقط في غزة بقصف طيران الجيش الأكثر أخلاقية.

صحيح أن كل إنسان في الدنيا يريد العيش بهدوء وأمان دون عنف أو قتل؛ ولكن عندما تفرض عليه معركة فرضا؛ لا مناص منها؛ فانه يخوضها بقوة وإيمان واقتدار ودون تردد؛ وكيف عندما تكون المعركة أو الانتفاضة أو المقاومة؛ تتعلق بالتحرر والخلاص من الظلم والذل والمس بالكرامة؟!

تحتج أمريكا والغرب على عمليات الطعن التي هي دفاع عن النفس؛ وتستهدف جنودا ومستوطنين؛ ولكن أين الغرب وأمريكا الذين أصموا آذاننا حول حقوق المرأة، ويصمتون ولا نسمع لهم قولا عندما تقتل امرأة حامل وطفلتها، ويطلق الرصاص الحي  على فتيات وطفلات ونساء فلسطين المحتلة وأمام الكاميرات دون أن يرف لهم جفن.

من يفقد الأخلاق؛ تصبح الحياة معه جحيما لا تطاق، وتحت الأرض أفضل من فوقها؛ وهو ما يتجلى كل يوم بجرائم الاحتلال؛ فصباح اليوم اعدم قصف الاحتلال امرأة حامل  وطفلتها؛ وقبل ذلك أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وأمام الكاميرات على إسراء عابد من الناصرة دون أن تشكل أي خطر  على جنود الاحتلال ومستوطنيه في مركز العفولة.

إذا افتقد البعد الإنساني الأخلاقي لدى أي طرف من معادلة الصراع؛ فانه يخسر مبكرا حتى لو بدا أول الأمر انه أكثر قوة؛ فالقوة لا تصنع الأخلاق؛ بل الأخلاق هي من توجد  وتصنع القوة وملازمة لها؛ وهو ما يتجلى كل يوم في عمليات المقاومة التي تتجنب قتل الأطفال؛ برغم أن الاحتلال يعدم وبدم بارد أطفالا ونساء كل يوم؛ وحرق عائلة دوابشة وهم أحياء.

البعد الإنساني الأخلاقي لدى  الشعب الفلسطيني والمقاومة ينتصر كل يوم؛ بعدم المس بالأطفال الصهاينة؛ فالإنسان الذي لا تؤثر فيه صورة طفل أو طفلة شهيدة كما هي الطفلة رهف صباح اليوم؛ أو فتاة ملقاة على الأرض صريعة للرصاص؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ وتحول إلى وحش وشيطان على شكل إنسان.

ترى…ماذا لو افترضنا أن طفلة من دولة الاحتلال قتلت ولو بالخطأ؛ وبالخطأ فقط كون المقاومة أخلاقية ولا تقتل أطفالا؛ عندها لقامت قيامة دول الغرب قبل دولة الاحتلال، ولضجت أمريكا؛ ولصارت صورها تملئ الدنيا صخبا وضجيجا وفي كل شارع  وزاوية من شوارع دول الغرب.

صورة الشهيدة هديل الهشلمون قبل استشهادها؛ أو الجريحة إسراء عابد التي كانت تحمل بيدها نظارتها الشمسية لحظة إطلاق النار عليها، وشروق دويات التي رفضت نزع حجابها؛ وهن ملقيات على الأرض يتألمن من رصاص جنود الاحتلال تبكي حتى الحجر، وأشد القلوب قساوة، وتضرب في أعماق كل من عنده ذرة من شرف وكرامة.

قهر ما بعده قهر؛ أليست مفارقة عجيبة؛ أن يلتف جنود مدججين بالأسلحة الفتاكة والقوية، حول طفلات قاصرات ضعيفات وعاجزات لا يملكن من أمرهن شيئا، ويطلق عليهن الرصاص الحي وسط الصرخات والضحكات؟! هل توجد في الدنيا خسة ونذالة كهذه؟!.

تعسا لـ 12 مليون فلسطيني ؛ و300 مليون عربي؛ ولأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صور طفلات شهيدات وفتيات مسجيات على ارض برصاص جنود الاحتلال؛ ولا تحرك ساكنا، وكأن وامعتصماه باتت من الماضي، ولا دخل لهم به؛ لا من قريب ولا من بعيد.

كيف بنا المشهد عندما يكون؛ طفلة أو فتاة باكية حزينة تستنجد بقادة العرب والمسلمين؛ ولا مجيب ولا مغيث؛ وكيف بنا الحديث عندما يدور عن الطفلة رهف التي كانت تحلم باللعب فقط مع زميلاتها لا أكثر ولا اقل؛ لتتلقى قصفا من طيران الاحتلال ويهدم منزلها فوقها. أما آن لقادة العرب أن يصحوا من غفوتهم التي طالت؛ وان يوجهوا بوصلتهم الوجهة الصحيحة نحو القدس؛ بدل الاقتتال الداخلي واستنزاف طاقاتهم في  معارك جانبية؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات