الإثنين 12/مايو/2025

مات محمد فهل خلف بعده رجالا؟!

د. ديمة طهبوب

ترك الفلسطينيون كل شيء و طلقوا الدنيا بزخرفها و متاعها يوم ظنوا مجرد ظن و سمعوا مجرد إشاعة أن نساءهم قد يكن عرضة للخطر و التنكيل و قالوا يهون كل شيء حتى الأرض و لا يهون العرض و هم ليسوا فرادى في ذلك.

فما أمة ذات كرامة إلا واختصت النساء و الأطفال بمنزلة فوق المنازل و امتيازات حتى في الأحوال المضطربة من الحروب و الكوارث و كأنهن فئة فوق القوانين و الاضطرابات، و الحماية و النصرة لهن واجبة مهما كانت الظروف!

يخيل لك و أنت من رحم العرب و المسلمين و لديك تاريخ لرجال أقاموا الدنيا و لم يقعدوها لمجرد أن مُسّ ثوب امرأة و لمجرد امرأة صرخت في سجن في آخر الأرض مستغيثة بالخليفة أن البراكين ستتفجر و تقف الدنيا على قدم و يضطرب الناس و تعلن الطوارئ لو تكرر ذات الحدث ليهوي قلبك من سابع إيمانه بأن الخير ما زال موجودا في الناس و يتحطم على صخرة واقع الخذلان من الأمة بمجموعها.

فمن رضي سابقا بما تعرضت له النساء المسلمات على اختلاف أوطانهن و يتعرضن لهن الآن و تابع حياته دون أن يكون له سهم يذكر في نصرتهن فهل سيتحرك الآن لا لنساء يقتلن بسبب حجابهن و رباطهن و تمسكهن بثغر ضيعه الرجال؟ و كأني بنبوءة اليهود تصدق و هم كاذبون: محمد مات خلف بنات و لكنها لا تقال في موضع التقليل أو الاستهزاء فوالله لو رأى رسول الله بأس حفيدات خديجة و عائشة و أسماء و أم عمارة و سمية لسر خاطره كيوم أحد و قال ما التفت يمنة و لا يسرة إلا و رأيتها تقاتل دوني يقصد أم عمارة.

 والمرابطات الآن يقاتلن دون رجال الأمة فمن لم يحرك فيه انتهاك الأقصى و النساء و الحجاب و الحرمات ساكناً فهو من يوصف بميت الأحياء الذي قد تودع منه!
 
يعجز المرء و هو يبحث عن ما قد يستفز الدم و النخوة في رجال الأمة فقد اكتمل المشهد و بلغ السيل الزبى، الدين و الأرض و العرض و النفس كلها أصبحت مشاعا لأعداء الله و ما تزال الشنبات و العضلات مربوطة في ساقية تحصيل اللقمة أو تتمرن على أجهزة الرياضة لاستعراض و انتفاخ فارغ! 

إن على النساء أن ينظرن نظرة مختلفة نحو أزواجهن، فإذا لم يتحركوا و حرمات المسلمين تنتهك فأين رجولتهم وأين قوامتهم؟ فقد كانت النساء يرسلن رجالهم إلى المعارك و يقولون إن عدتم بغير انتصار فنحن حرام عليكم بل إن هندا في جاهليتها صحبت الجيش تقرع من تسول نفسه بالتراجع و تذكره:
إن تقبلوا نعانق و نفرش النمارق 
أو تدبروا نفارق فراق غير وامق (غير محب)

و أخذت دورا أجل في اليرموك و هي تضرب بالراية كل رجل يفر من أمام العدو، بل إن امرأة التابعي رياح لما رأت تهاونا منه في أمر دينه جلست تندب حظها لا على قلة مال و معاش بل قالت له “مضى الليل و عسكر المحسنون و أنت نائم!! ما الذي غرني بك يا رياح؟!”.

 وكأن رجال الأمة أصبح أغلبهم رياحا فارغة من كل غضبة أو سوءة للعدى و على النساء أن يخرجن في لطم جماعي على حظهن!!!
و صدق دنقل و هو يستغرب من الرجال المتخاذلين عن نصرة المظلومات و قال لهم:
لا تصالح 
كيف تنظر في عيني امرأة 
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجوا غدا لوليد ينام؟ 
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
 
في اليمن جرى العرف أن تكون قمة الاستغاثة بالمجتمع دفاعا عن الحرمات هو قيام النساء بحرق غطاء رأسهن أو ما يعرف بالمقارم تنبيها للغافلين من الرجال و استنهاضا لهممهم! 

في فلسطين و في الأقصى يعرف العدو أن حجاب النساء دونه حياتهن فيقصدونه بداية و يستهدفونه ظانين أنهم سيوجعون الأمة و الرجال أشد الوجع بهذا فماذا كان رد من بقي من الرجال او من سمع بقلب شهيد؟!

ظننا أن شهيدة الحجاب هديل ستكون رمزا و أيقونة لن تتكرر فرجال محمد لا يصبرون على مثل ما حل بها! و اذ بالاعتداء يتكرر و بنفس البشاعة فهل من رجال لبني قينقاع اليوم؟

لقد مات محمد صل الله عليه و سلم و السؤال المؤلم: هل خلف وراءه رجالا؟!
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات