مستوطنات نابلس.. إرهاب يقتل الحياة

على مدار سنوات من الاحتلال، تنامت التجمعات الاستيطانية المحيطة بنابلس، شمال الضفة الغربية، على شكل خلايا سرطانية، تخنق جبل النار، وتمثل بؤراً؛ لانطلاق وشنّ الاعتداءات الإرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
ومرّ السرطان الاستيطاني في محافظة نابلس بعدة مراحل إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم؛ ففي الفترة الممتدة من عام 1967م إلى 1976م، تم تأسيس مستوطنتين في محافظة نابلس بصورة انتقائية، ليبلغ التوسع ذروته في الفترة الممتدة من1977م إلى 1984م، حيث تأسست فيها 10 مستوطنات من أصل 13 مستوطنة موجودة حاليًّا.
وشهدت تسعينيات القرن الماضي إقامة مستوطنة واحدة جديدة، بالتوازي مع تنفيذ عمليات توسيع المستوطنات المقامة، سواء من حيث أعداد السكان، أو من حيث إقامة وإنشاء أحياء جديدة ضمن حدود المستوطنات القائمة.
وحتى منتصف عام 2015م بنت سلطات الاحتلال، 13 مستوطنة؛ بالإضافة إلى مستوطنة “حومش” المخلاة، و37 بؤرة استيطانية، تحتل مساحة إجمالية قدرها أكثر من 10 آلاف دونم، ويبلغ عدد المستوطنين الذين يقطنونها حوالي 13 ألف مستوطن، فيما يوجد في محافظة نابلس 14 موقعاً عسكرياً تابعاً لجيش الاحتلال، وتحتل هذه المواقع مساحة تقدر بحوالي 3000 دونم.
وإجمالاً تبلغ مساحة المستوطنات “الإسرائيلية” القائمة ومناطق النفوذ الأمنية والتوسعات المستقبلية حوالي 28093 دونمًا، وهي ضعف المساحة الحالية للمستوطنات في محافظة نابلس.
يذكر أن المساحة التي تحتلها هذه المستوطنات هي تلك الأراضي التي تقع ضمن السياج الذي يحيط بالمستوطنات، بالإضافة إلى مساحة مسطح البناء فيها؛ لكن يوجد لهذه المستوطنات مناطق تحيط بها يصعب على المواطن الفلسطيني وأصحاب الأراضي المحيطة بالمستوطنة الوصول إليها واستغلالها، إلا بتنسيق أمني، وبعد معاناة شديدة، خاصة في موسم قطف الزيتون، ويطلق عليها “مناطق نفوذ أمني”، أو مناطق عسكرية مغلقة؛ وهذه الأراضي تقدر بمئات الآلاف من الدونمات.
وجاء بناء المستوطنات في محافظة نابلس وفق مجموعة من المحاور الاستيطانية الرامية إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وتقسيمها إلى كنتونات يسهل محاصرتها والسيطرة عليها.
وعلى أرض الواقع، تحولت المستوطنات، كبؤر إرهاب، تنطلق منها عصابات المستوطنين؛ لتنفذ هجمات واعتداءات ضد القرى والبلدات الفلسطينية، عبر مهاجمة حقول الزيتون، والمنازل، والاعتداء على المواطنين، وحرق المساجد، وتدنيسها، حتى وصل الأمر مؤخراً إلى حرق المنازل وأصحابها داخلها كما حدث مع عائلة دوابشة، ضمن نطاق نابلس.
وفيما يلي عرض لأبرز المستوطنات المقامة على أراضي نابلس:
أنشئت المستوطنة في عام 1977 ضمن كتلة مستوطنات شومرون في منطقة نابلس على أحد معسكرات الجيش الأردني قبل عام 1967، على بعد 15 كم شمال غرب مدينة نابلس، على أراضي قرية دير شرف، وفي عام 1978 تحولت إلى مستوطنة دائمة.
أقيمت في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) باسم “معاليه هناحل” بتاريخ 30/1/1978. ورغم مضي عدة أعوام على إخلائها، إلا أن المستوطنين ما زالوا يرفضون الأمر الواقع؛ ويقومون بزيارات استفزازية إلى موقع المستوطنة المخلاة.
في البداية أقيمت المستوطنة داخل معسكر لجيش الاحتلال “الإسرائيلي”، في أواخر عام 1978م، وفي عام 1979م، قررت حكومة الاحتلال، وبعد مقاومة فلسطينية وعالمية واسعة، نقل المستوطنة إلى منطقة الجبل الكبير أو جبل الشيخ بلال، الذي يقع إلى الشرق من مدينة نابلس، قرب قرية دير الحطب؛ وفي 9/12/1979م، شُرع في العمل بإقامة المستوطنة رسميًّا في موقعها الجديد على الجبل الكبير.
أنشئت في عام 1984 جنوب شرق مدينة نابلس على أراضي قرى وبلدات: عورتا وروجيب وبيت فوريك ويانون، وهذه المستوطنة تابعة لحركة “غوش أمونيم”. وقامت سلطات خلال السنوات 2008 و2009 بإصدار عدة إخطارات عسكرية تضم وضع اليد على العديد من الأراضي؛ بهدف إقامة أبراج مراقبة عسكرية تخدم المستوطنة، وتم مصادرة مئات الدونمات، بهدف إقامة سياج عازل يحتوي على شبكات إنذار في محيط المستوطنة.
أقيمت مستوطنة “براخا” في عام 1983م، إلى الجنوب من مدينة نابلس، وتتبع هذه المستوطنة لحركة “غوش أمونيم”. وقد أقيمت في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) عام 1982؛ وبعد ذلك تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1983. وتقع على أجزاء من جبل جرزيم، وبالتحديد، على أراضي قرى: كفر قليل، وبورين، وعراق بورين.
أقيمت في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) بتاريخ 1/8/1983، وتحولت إلى مستوطنة دائمة بتاريخ 23/7/1984. تقع على بعد 8 كم جنوب غرب نابلس، في الطرف الجنوبي لجبل جرزيم، وعلى الطريق الرئيس الواصل بين نابلس ورام الله والقدس.
أقيمت عام 1972 كنقطة عسكرية (ناحال) عرفت باسم “تل طال”، وفي عام 1975 تحولت إلى مستوطنة دائمة، وتقع على السفوح الشرقية لجبال نابلس على أراضي قرى وبلدات: عقربة ومجدل بني فاضل وخربة الطويل.
أقيمت في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) باسم “كور” في 28/12/1972، في منطقة جبال نابلس الشرقية، بين نابلس والجفتلك، ثم تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1973. وتعد من المستوطنات الزراعية، وتوسعت على الأراضي المصادرة من قرى وبلدات بيت فوريك وبيت دجن وعقربة.
أقيمت عام 1984، على الطريق المؤدي إلى الغور، على أراضي قرى وبلدات: قصرة وجوريش ومجدل بني فاضل، وجميع أبنيتها دائمة، وهي تتقاطع مع مستوطنات المحور الجنوبي لمحافظة نابلس (“شيلو”، وعيلي، و”معاليه لفونا”)؛ وتشرف أيضًا على غور الأردن؛ إضافة إلى إشرافها على طريق “ألون” وطريق “عابر السامرة”.
بدأت مستوطنة “معاليه لفونا” كنقطة عسكرية (ناحال) في آب 1980، ثم تحولت إلى مستوطنة دائمة بتاريخ 9/5/1984. تقع في الجنوب الغربي من محافظة نابلس، على أراضي قرى وبلدات اللبن الشرقية، وعبوين، وسنجل، ودير نظام، على قمة “جبل الباطن”.
أقيمت عام 1984م على أراضي قرى وبلدات اللبن الشرقية، وقريوت، والساوية، وتلفيت. أقامتها حركة “غوش أمونيم” “الإسرائيلية”؛ وتشكل مع مستوطنات أخرى شريطاً استيطانيا استعمارياً ممتداً من كفر قاسم داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، يفصل بين شمالي الضفة الغربية (نابلس، جنين، طولكرم) ووسطها (رام الله).
تأسست عام 1978م، جنوب شرق نابلس وشمال شرق رام الله، على أراضي قرى: قريوت والمغير ودير أبو فلاح وترمسعيا وسنجل، على بعد 3 كم إلى الشرق من اللبن الشرقية على طريق رام الله – نابلس.
أقيمت هذه المستوطنة في عام 1992، وهي مستوطنة (حي) أقامها المستوطنون خلف مستوطنة “شيلو”؛ رداً على رفض منحهم ترخيصاً لإقامة مستوطنة جديدة على أراضي قرية يتما (مستوطنة “رحاليم”)؛ وتم إقامة مستوطنة “شفوت راحيل” على أراضي قرى قريوت وجالود وترمسعيا؛ ومعظم سكانها من المتدينين وغلاة المستوطنين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...