الإثنين 12/مايو/2025

قنبلة عباس

إياد القرا
انتظر الجميع سواء المؤيدون لرئيس السلطة محمود عباس أو المعارضون له نتائج القنبلة التي سيلقيها في مقر الأمم المتحدة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول القرارات المصيرية التي سيقدمها رئيس السلطة محمود عباس في كلمته.

الخيبة والإحباط هما ما سيطر على الطرفين من خطاب عباس وأنه لم يخرج عن نطاق التوقعات بأن هناك تحولاً حقيقياً في مواقف السلطة تجاه التعامل مع الاحتلال، وأن الخطاب يحمل روح العجز واليأس من قبل السلطة واستعطاف الأطراف الدولية لاتخاذ موقف ضد الاحتلال بينما لم يقدم أي حل فلسطيني مبادر لمواجهة جرائم الاحتلال.

يفتقد عباس لخيارات المواجهة مع الاحتلال وتنازل عنها بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة، وترك للاحتلال القدرة على المبادرة والتجرؤ على الشعب الفلسطيني والمس بمقدساته بعد أن سلم عباس كل أوراقه للاحتلال ولم يبقِ أيًا منها كورقة قوة في يده.

لم يعد المجتمع الدولي قادرًا على التعاطي مع الخطابات المطلبية أو الاستعطافية، بل يتعامل وفق نظرية المصلحة لتلك الدول بما فيها الولايات المتحدة والاحتلال وخير شاهد على ما يحدث بطريقة تعاملها المذل والمهين مع رئيس السلطة محمود عباس، وإيصاله لمرحلة الاستجداء لبدء المفاوضات مع الاحتلال.

الأسباب كثيرة التي أدت بعباس للوصول إلى هذه المرحلة، في مقدمتها فقدانه الشرعية والشعبية داخلياً نتيجة سلوكه القائم على تجاهل المؤسسات والمرجعيات والتي كان آخرها إقصاء منظمة التحرير عن المشهد الفلسطيني والتفرد باجتماعاتها وإفراغها من مضمونها، ورفض عقد الإطار القيادي المتفق عليه وطنياً.

يضاف لذلك الاستمرار في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي رغم الجرائم التي ترتكب في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مدينة القدس، ومواصلة اللقاءات الأمنية بين قيادة جيش الاحتلال وقيادة الأجهزة الأمنية، وتبادل الأدوار في ملاحقة ومطاردة المقاومين والتعاون مع الأطراف الإقليمية في حصار غزة والتي كان آخرها إنشاء القناة المائية على حدود غزة.

القنبلة المزعومة تعكس واقع السلطة بتفاصيله القائمة على تفرد عباس بالمرجعيات الفلسطينية وإقصاء الأصوات المعارضة له ولو كانت من داخل السلطة نفسها، والاستمرار في التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي يواصل تدنيس المسجد الأقصى، وارتفاع وتيرة الاستيطان، والمساهمة في حصار غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات