الإثنين 12/مايو/2025

وحوش

خالد معالي

الوحوش الضارية في الغابات؛ تقتل وتصطاد فريستها؛ لأجل أن تواصل بقائها، وتكتفي بفريستها وتتغذى عليها فقط؛ إلا انه يوجد شياطين على شكل بشر؛ هم وحوش  تتعوذ منهم الشياطين نفسها؛ كونهم لا يقتلون لأجل البقاء والأكل؛ بل لأجل القتل والاستمتاع بذلك؛ وإلا كيف نفسر رقص المستوطنين خلال حرقهم لعائلة دوابشة من بينهم الطفل علي ابن العامين الاثنين؛ وفرحتهم بجريمتهم النكراء التي تندى لها جبين الإنسانية.

أن يخترق قبل أيام جسد الطفلة هديل الهشلمون من مدينة الخليل؛ والحافظة لكتاب الله؛ عشرات الرصاصات الحاقدة؛ ومن مسافة متر أو مترين وسط الاستهزاء بها واللامبالاة؛ هو قمة الإجرام وعمل لا أنساني وحتى الوحوش تتأفف وتتعوذ منه.

طفح الكيل؛ حيث تأتي مطالبة المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ بـ”وضع المجموعات الاستيطانية على قوائم المنظمات الإرهابية وملاحقة أعضائها أمام المحاكم الدولية”؛ هو في الاتجاه الصحيح  على أن تتابع وتتواصل دون توقف وبزخم اكبر.

يتشرب غلاة المستوطنين من صغرهم أفكار “الغويم”؛ وإنهم شعب الله المختار؛ وتصيبهم اللوثات الدينية وتنمو وتكبر معهم؛ ومن ثم يمارسونها على الشعوب الأخرى؛ كونهم خلقوا لأجل خدمتهم ولا بأس بالتلذذ والاستمتاع بقتلهم؛ بحسب  معتقداتهم الفاسدة.

أن يتلذذ الإنسان بتعذيب الإنسان؛ هو قمة الإجرام والدونية؛ وهو ما يقع على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ بفعل وجود قوة قاهرة محتلة تذيقه أصناف من العذاب وألوان كثيرة منه؛ لم يسبقهم إليه احتلال آخر عبر التاريخ.

الذي يمنع الوحوش الضارية من مواصلة قتلها لغيرها من الحيوانات هو اكتفائها؛ وغريزتها  تغلب عليها وتحد من تحركها نحو القتل لأجل القتل؛ ومع ذلك تبقى فريستها تقاوم وقد تقتل الوحش خلال الصيد؛ ولكن في الضفة يريد المستوطنون القتل لآجل القتل ويريدون الضحية أن تشكرهم على تكرمهم بقتلها وحرقها.

يقتحمون المسجد الأقصى كل يوم ويدنسونه؛ ليشعلوا المنطقة لاحقا بحرب دينية طاحنة لا تبقي ولا تذر؛ ويوقدون نار الحروب؛ كي يشبعوا تخلفهم وكراهيتهم لكل ما هو جميل وإنساني على وجه الأرض.

حتى الغابات يوجد فيها نسق عام ومعادلات طبيعية وجمال؛ رغم وجود الوحوش الضارية فيها التي تعمل ضمن تلك المعادلات والتوازن الدقيق؛ إلا أن المستوطنين لا يسيرون ولا يعترفون بتوازن إنساني ولا معادلات طبيعية من حق وعدل وخير؛ وراحوا يقلبون كل المفاهيم وما تعارفت عليه البشرية بحرق الأطفال وتدنيس المقدسات.

وحوش لا تمت للإنسانية بصلة؛ ومسخهم ربهم من قبل – قردة وخنازير – عقابا لهم؛ وكي يتراجعوا عن ظلمهم وانحرافهم وإجرامهم؛ ولكن هيهات …هيهات؛ فمن شاب على شيء شاب عليه؛ ولا حل معهم سوى تعاضد وتكاتف كل من يحمل صفة الإنسانية لوقف جرائمهم؛ وعدم الوقوف في طريق  حاملي لواء الإنسانية والحق والعدل؛ وإلا لساد الطغيان وعلا؛ وعم الظلام الدامس ربوع  الوطن، والعالم أجمع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات