وصفة فورية لإنقاذ الأقصى

ألا يتحرّكون لأجل الأقصى؟ حسناً، إليكم الحيلة!
قولوا لأولئك القوم: إنّ “الروافض” يقتحمونه! وقولوا للآخرين: ها هم “النواصب” يسيطرون على ساحاته! ثم ترقّبوا. ستظهر الأحزمة الناسفة، وتتلاحق المفخخات، ستتزلزل الأرض من تحت الأقدام، وتندفع جحافل المتطوعين عبر الحدود. سعياً إلى حسم الموقف؛ سيهرسون الخصوم في السبُل، ويسحقونهم بالأقدام، ويسحلونهم في الشوارع، ومع كل اقتحام عابث لأداء الصلوات المزعومة؛ سيظهر أحدهم بين الجمهرة ليطلق صيحته الأخيرة إيذاناً بتبعثر الأشلاء وتناثر الدماء من حوله. وسيدرك جميعهم وقتها أنّ الطريق إلى القدس سالكة تقريباً، ولا تمرّ عبر الزبداني.
إن لم تعبأ جماهير الشاشات الملوّنة بما يجري؛ فلا تفوتكم الحيلة! أفزِعوهم بالنبأ: بأنّ معشوقة الجماهير عاجزة عن إطلاق أغنيتها، فهي حائرة في البلدة القديمة بعد أن ضلّت طريقها بين الحواجز. لن تبيت الأمّة قبل أن تشتعل التغريدات جزعاً من هول المأساة، وستتحرك المطالب برفع الحصار عن القدس السليبة وإزاحة الحواجز ونزع العراقيل من أرجائها، سيقرعون الطبول تحذيراً من التهاون مع إرادة الجماهير، وسينشدون من أعماقهم: “الغضب الساطع آتٍ”.
لا تقنطوا من متحدثي الشاشات الراقدة على النيل، اهمسوا في آذانهم: ليسوا إسرائيليين أولئك الذين يقيمون الطقوس العابثة في الأقصى؛ بل هم “إخوان”، أمرهم المرشد “من داخل القفص” باجتياز الأنفاق إلى هناك. ستنعقد محكمة الأمور المستعجلة لتقضي بإعدامات سخيّة، ستظهر العمائم في حملة التأجيج وتتحرّك الصلبان الرسمية، وتتلاحق فتاوى “الضرب في المليان” ودعاوى إنزال حدّ الحرابة بالمارقين واجتثاثهم من فوق الأرض.
لا تنسَوا مَن تعلّقت أبصارهم بأحذية اللاعبين وهي تتقاذف الكرة. قولوا للصفوف المتكدسة في الملاعب: إنّ الحشود التي تقتحم الأقصى هي في حقيقتها “ألتراس” من مشجعي الفريق الآخر، ينازعونكم على الكأس ويزاحمونكم في الصدارة، ويتوعّدونكم بالويل والثبور وعظائم الأمور. سيستلّون السيوف من أغمادها، ويندفعون في الميادين بلا هوادة، وستكون مقتلة عظيمة يُسفك فيها الدم فداءً للشرف المُنتهَك.
إن لم تستفزّ الشعوبَ جوْلاتُ التدنيس في أولى القبلتين وصوْلات العبث في ساحات الأقصى، ولم تحرِّكها الإساءات المندلقة على ألسنة الأوغاد بحقّ الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)؛ فانسجوا حيلتكم لتفور الدماء في العروق: شتائم المحتلين قد نزلت بزعيمكم وطاولت شيخَ قبيلتكم ولحقت بعلَمكم المفدّى ونشيدكم الوطني وبساطكم الأحمر. لن يبيتوا من ليلتهم قبل أن تثور حميّتهم وتنتفض أبدانهم، ولن يطيب لهم الرقاد حتى يستردوا كرامتهم السليبة مهما بلغت الأثمان وتعاظمت التضحيات.
إنها الأمّة في تيهها الكبير؛ يَقِظة ومتحفِّزة. ما عليكم سوى استبدال اللافتات بأخرى، وإعادة تعريف المهانة الكبرى في القدس لتنسجم مع قاموس الاحتراب الداخلي ولغة التشظي المتفاقمة،.. وانتظروا المفاجأة!
الخليج أون لاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الثاني خلال ساعات .. أمن السلطة يقتل مسنًّا في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلامقتلت أجهزة أمن السلطة -اليوم الثلاثاء - مسنًّا، وأصابت آخرين بإطلاق نار مباشر في الحي الشرقي بمدينة جنين، بعد ساعات...

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....