أحجار المرابطين بالقدس.. محطمة أحلام الصهاينة

هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمعاقبة راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة، في أعقاب أحداث الأقصى الأخيرة، واقتحام جماعات المستوطنين المتطرفة، وتصدي الشبان لهم.
قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما كتبه محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت احرونوت الكاتب رون بن يشاي، في مقال تحت عنوان “هذه الأحجار قاتلة”.
وذكر يشاي أن “الإجراءات الأشد صرامة ضد من يرشقون الحجارة من الشبان الفلسطينيين لا تؤتي نتائج ملموسة، والموجة المتزايدة من المناوشات في باحة الأقصى ورشق الحجارة في مناطق التماس في القدس، ليس محض صدفة، بل ينبع من عدة أسباب، أهمها التحريض في شبكات التواصل الاجتماعي الذي يدفع بالشباب الفلسطينيين إلى الشارع للدفاع، كما يقولون، عن المسجد الأقصى، الذي يحاول اليهود ودولة إسرائيل تغيير حاله والوضع القائم به”.
وأكد بن يشاي على أن هذه الموجة من إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة عرفتها القيادة الصهيونية، قائلاً:
“يعرف المسؤولون عمليات رشق الحجارة هذا العام على أنها ظاهرة قوية على وجه الخصوص بعد العملية الإرهابية اليهودية في قرية دوما الواقعة قرب نابلس، التي أودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة، وكانت وفاة الوالدة ريهام، آخر الضحايا، حيث أشعلت الأرض من جديد، ولا يكف التداول بالقضية إعلاميا فيواصل تأجيج المشاعر”.
ويضيف يشاي “يظهر بوضوح أن الحجر والزجاجة الحارقة هما أسلحة فتاكة وقاتلة لا تقل خطرا عن الأسلحة النارية، والمشكلة هي أنه في الدول الديمقراطية الغربية، في أوروبا وأمريكا الشمالية بالأخص -في كل مكان لم تُختبر بعد انتفاضة حجارة حقيقية- يعدّون رشق الحجارة أحيانا مجرد عملية صبيانية وتحريضية مغيظة وخطيرة بنسبة معينة”.
واستدرك: “لكنهم لا يشرعنون استخدام أدوات قاتلة أو شبه فتاكة من أذرع الأمن، ولا نيران حية ولا حتى الرصاص المطاطي، للرد على هذه الحجارة والزجاجات الحارقة، وبالمقابل تتعرض الإجراءات المشددة كالاعتقالات طويلة الأمد لأطفال إلى انتقادات صعبة في الساحة الدولية بشكل يفاقم تأثيرها على أجهزة نزع الشرعية التي تعمل ضدنا”.
وقال يشاي، “يجب أن تتعامل الشرطة مع أحداث باحة الأقصى بحذر شديد ومدروس بعناية، لدرجة بات هناك ما يشبه القالب المعروف للتعامل مع هذه التصرفات بحيث يتحصن الشبان في باحة الأقصى، وقوة الشرطة الإسرائيلية الخاصة تقتحم وتُخلي الشبان رغم المفرقعات والزجاجات الحارقة التي يطلقونها تجاه رجال الشرطة”.
وتابع “ستهدأ الأوضاع لغاية العيد المقبل، ولكن الأعياد اليهودية متزاحمة زمنيا، وبالتالي فإن شهر “تشرين” هو أيضا شهر أعمال الشغب غير المتناهية، وما يحدث في الأقصى قد يعدّ ملعبا مغلقا اكتسبت فيه الشرطة خبرة كبيرة، وأدركت كيفية إدارة الأمور”.
وأشار الكاتب؛ إلى أن معظم راشقي الحجارة هم شبان قاصرون أبناء 10-20 عاما، وأولئك الذين يسببون ضرراً كبيراً على وجه التحديد هم الشبان من سن 14 فما فوق، فهؤلاء يملكون القوة على إمساك حجر أو صخرة أو طوبة وإلقائها على واجهة سيارة مارة يقودها يهودي، لذلك فيجب توجيه معظم الجهود والعقاب ضدهم، يجب فرض غرامات كبيرة على الأهالي، اعتقالات ما قبل المحاكمة واعتقالات إدارية للشباب البالغين قد تؤدي إلى نتائج مباشرة، كما قال.
وختم يشاي حديثه بقوله: آن الدمج بين التواجد العلني والسري لرجال شرطة في الميدان، ووجود كاميرات مراقبة في المنطقة الفاصلة، وحجب المداخل والمخارج للأحياء التي تنطلق منها أعمال الشغب قد تؤدي دون شك إلى تهدئة الأوضاع، ولكن يحظر علينا أن نخطئ بالتصورات، فإن الموجة المقبلة لأعمال الشغب في باحة الأقصى ورشق الحجارة ستعود وتتكرر.
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” رأى في المقال السابق: أنه رسالة لكل المثبطين والمشككين بجدوى رباط المقدسيين وأهل الداخل المحتل، الذين يواجهون الجيش”الذي لا يقهر” بأبسط أدواتهم البدائية، التي باتت تشكل أرقا لدولة الكيان بطرق مجابهتها والقضاء عليها، حيث بات راشقو الحجارة الخطرالثاني بعد منفذي عمليات الطعن.
وأضاف المحلل؛ إن العقوبات القاسية التي تنوي فرضها حكومة الاحتلال على هؤلاء الشبان دليل واضح على نجاعتها وقدرتها على كبح جماح قطعان المستوطنين الحالمين بإقامة هيكلهم المزعوم بعد التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...