القدس أكبر من فلسطين

ويؤكد ما سبق عقد نتانياهو اجتماع خاص ليلة أمس، ضم عددًا من الوزراء المعنيين بالقدس، وضم قادة الأجهزة الأمنية كلهم، وضم قائد الجبهة الداخلية، وناقش معهم ما بعد التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، وقد ظهر ذلك في تصريحاته عقب الاجتماع إذ قال بلهجة تحدٍّ: “لن نسمح للمتظاهرين الفلسطينيين بأن يمنعوا المصلين اليهود من ممارسة عباداتهم، ولن نسمح لأحد أن يمنع زيارات اليهود إلى المسجد”.
بهذا الحديث الصريح الواضح حسم نتانياهو مصير القدس كلها، وأعلن الحرب على العرب والمسلمين “الأشرار” جميعهم؛ فهم الذين يحتلون المقدسات اليهودية _من وجهة نظره_ وهم الذين يعتدون على اليهود المساكين، الذين يحاولون تأدية شعائرهم الدينية بسلام.
ويدرك كل متابع للأحداث أن تزييف الحقائق على الأرض يفرضه اليهود بأجسادهم وبنادقهم، وهم سادرون في تهويد القدس برمتها، وتصريحات قادتهم لا تتوانى في تأكيد شطب القدس الإسلامية، وتأكيد وجود (أورشليم) اليهودية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو: “إن الحجارة العتيقة في المدينة تكشف عن العلاقة بين الشعب اليهودي وعاصمته المرتبطة به وحده، والتي لن تقسم أبدًا، إن (أورشليم) لم تذكر في القرآن، ولو مرة، لكنها ذكرت في كتاب (تناخ) مئات المرات، سنحافظ على (أورشليم)، سنبنيها، سنطورها، سيبرّك أحدنا الثاني ببركة (أورشليم) العامرة”، وهذا ما ذهب إليه رئيس (الكنيست) الإسرائيلي رؤوفان ريفلن حين قال: “منذ أكثر من ألفي سنة نحن نحلم بالعودة إلى (أورشليم)، اليوم تحقق الحلم وعدنا، ولن نسمح لقوة على وجه الأرض بالحيلولة بين اليهودي وحلمه”، ليدلي شمعون بيرس” برأيه عن القدس، فيقول: “إن (أورشليم) ليست قبلة العرب، (أورشليم) لها أولوية في سياستنا وديننا اليهودي، وستظل (أورشليم) موحدة، وعاصمتنا الأبدية، وستظل الأماكن المقدسة اليهودية والمسيحية والإسلامية تحت سيادتنا”.
تلك التصريحات اليهودية لا تحتمل التأويل، وهي تؤكد يهودية المدينة، وتؤكد أن الوجود الإسرائيلي في هذه البلاد قد أسس على قواعد دينية، وأن عودتهم المزعومة إلى ما يسمونه أرض (إسرائيل) قد جاءت من منطلقات دينية، وليست بدوافع سياسية أو اقتصادية كما يبسطها بعض السياسيين، الذين ضيقوا على القدس آفاقها الإسلامية، ونسوا أن القدس أكبر من فلسطين، ونسوا أن المدينة المقدسة تخص كل العرب والمسلمين، وخلاص القدس لا يتحقق بالتهديد، ولا تنتصر القدس بالشعارات الرنانة، ولا بالاتصال الهاتفي بين القادة، ولا بالاحتجاج السلمي والمنشورات اللغوية.
القدس التي يدافع عنها شبابها وشاباتها بأجسادهم تنتظر الدعم والإسناد من إخوانهم شباب وشابات الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيي الـ(48)، فالحرب على مدينة القدس هي حرب على رام الله ونابلس والخليل وغزة والناصرة وكفر قاسم؛ لأن القدس عنوان الأمة، وهي تنتظر القادة الرجال، القادة الذين يؤمنون بأن القدس من شرقها حتى غربها أرض مقدسة عربية إسلامية، لا “سيادة” يهودية عليها، وهي لب الصراع الدائر على أرض فلسطين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...

الثاني خلال ساعات .. أمن السلطة يقتل مسنًّا في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلامقتلت أجهزة أمن السلطة -اليوم الثلاثاء - مسنًّا، وأصابت آخرين بإطلاق نار مباشر في الحي الشرقي بمدينة جنين، بعد ساعات...

حماس تحذر من تداعيات سلوك أمن السلطة على النسيج المجتمع
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس من تداعيات سلوكيات أجهزة أمن السلطة وتأثيرها على النسيج الوطني والمجتمعي، حيث قتل شاب برصاص...

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...