محرقــة الصمــت العـــربي!

في ذروة الهولوكوست الصهيوني «المحرقة» الدائر داخل الأقصي يخجل ” الصمت ” من ” الصمت العربي والإسلامي ” ويتواري” الجبن ” خجلا من ” الجبن ” العربي والإسلامي . أصوات النيران التي شبت ببوابات الأقصي وزمجرة التدمير لنوافذه كانت سيدة الموقف …. مشهد الدماء وألسنة اللهب المشتعلة كانت المشهد الشاهد علي شلل العرب والمسلمين في أنحاء العالم حيال تلك الجريمة … صرخات النساء المدافعات بأجسادهن عن أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كانت الصوت الذي قطع الصمت الدولي و شقّ الصمت العربي، لكنه كان صوتاً باعثاً على الحزن والأسى والخجل… فقد تحولنا إلى أشبه بالمتفرجين على حلقة مصارعة، أو متابعين لحرب بين عدوين لا نعرفهما!
لقد تبخرت كل كلمات الدفاع العربي المشترك، وتجمدت كل معاني الأخوة العربية والإسلامية، وتوارت كل القيم الإنسانية، حتى بات أهل القدس والمرابطين داخل الأقصي وحدهم ــ وحدهم فقط ــ يواجهون الاقتحامات التي تدهسهم دون تفرقة بين طفل أو امرأة أو شيخ… ولم تحرِّك ألسنة اللهب وعمليات التدنيس والعدوان وتلك «الدماء» التي تغرق الأرض لم تحرك«الدماء» في عروق عروبتهم، فأي دماء تتحرك وقد جمّد الخوف والهلع الجميع استسلاماً وانهزاماً؟! حتى الشجب والاستنكار توارى، ومن يغضب من الشعوب فالويل له!
لم تُزكم سحب الدخان التي ملأت سماء الأقصي – من شدة الهجمات – أنوف أحد من دول الجوار، ولم توجع صرخات النساء قلوب أحد في تلك الدول.. فكل الحواس توقفت عن العمل.. طالما كان الموضوع « القدس والأقصي ».
لقد فهمت إذاً عبارة «السلام خيار إستراتيجي» التي يكثر ترديدها من معسكر الاعتدال العربي وفق التعريف الأمريكي .. إنها لا تعني سوى الصمت والجمود أمام كل جريمة صهيونية، وما علينا مع كل جريمة هو أن نرفع تلك اللافتة فوق جثث الضحايا في صمت!
أصبحت الحدود لا تعني سوي تلك البوابات الحديدية التي تحول الوطن الفلسطيني سجنا قاسيا علي أهله وأصبح جزاء من يحاول الهروب من الحصار إلى الجانب الآخر ليلتمس كسرة خبز تهديده «بكسر رجله»؟!
عندما اجتاز جوعى غزة الحدود مع مصر بحثاً عما يحفظ عليهم حياتهم انطلقت الحناجر والأقلام دفاعاً عن سيادة الدولة التي لم يجادل أحد فيها، وحرمة الحدود التي لم يدعُ أحد لانتهاكها، فالكل يعلم أن ما دفع أهل غزة – يومها – نحو مصر «الكبرى» كان الهروب من الموت.. واليوم أصيب الجميع بالصمت حيال ما يجري في الأقصي، فقط انطلقت كلمات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع.
أليس من حقنا السؤال عن جدوي وجود كل من جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي التي جاء تأسيسها ( 25/9/1969م – 12/7/1389هـ) خلال أول قمة إسلامية عقب المحاولة الصهيونية لحرق المسجد الأقصى في 21/8/1969م ؟!. كم من حريق أشعله الصهاينة منذ ذلك التاريخ وكم عدوان شنه الصهاينة وكم من عمليات التهويد تمت وكم من شبكات الانفاق تحت جدارانه حفرت وتلك المنظمة الإسلامية عاجزة بدولها السبعة والخمسين ؟!. لقد تحولت جامعة الدول ومنظمة التعاون الإسلامي من كيانين من المفترض أن يكونا داعمين للقضية الفلسطينية إلي مقبرة لتلك القضية وأقصي ما خرج منهما عبر تاريخهما ” جعجعة بلا طحن “.
كما أن دول الجوار الفلسطيني تحولت من حام للشعب الفلسطيني ودعم قضيته إلي محاصر لذلك الشعب ، ثم خادم للمشروع الصهيوني علنا والموقف العربي من الحرب الأخيرة علي غزة خير مثال !
ثم كيف يتحسب الصهاينة لأي موقف عربي والعالم يشاهد براميل بشار المتفجرة علي المساجد قبل البيوبت في سورية ( حصن الممانعة !! ) ومن قبل شاهد العالم كيف حر ق الانقلاب العسكري في مصر المساجد علي من فيها خلال فض اعتصام رابعة العدوية .. ؟!
وقد لخصت جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني يوم حرقت المسجد الأقصي ( عام 1968م ) لخصت الموقف العربي من الأقصي بكلماتها التي تحفظها سجلات التاريخ : ” ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴزحفون علي ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ حدب وﺻﻮﺏ ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ أيقنت أننا أمام ﺃﻣﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ” .
إن الصمت يسيل لعاب الوحوش الكاسرة لتواصل جريمتها، والعجز يدفعها لتنهش لحوم الأبرياء وهي مطمئنة.. أما التواطؤ وغض الطرف فله تعريف آخر..!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...