الثلاثاء 13/مايو/2025

الكل الصهيوني يرمي الأقصى عن قوس واحدة.. الهدف الهيكل

الكل الصهيوني يرمي الأقصى عن قوس واحدة.. الهدف الهيكل

لم يعد يخفى على أحد أن المسجد الأقصى المبارك، أصبح هدفا لجميع مكونات المجتمع الصهيوني، بكل أطيافه وتنوعاته رغم التبيان في هذا المجتمع، من أجل تهويده وإقامة ما يزعمون أنه الهيكل، ويتم لأجل ذلك ضخ مليارات الدولارات، وتأسيس جمعيات ومؤسسات لنفس الغاية.

إذا أظهر تقرير أعدّه المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى “كيوبرس” أن المجتمع الصهيوني بكل مركباته يتربص بالمسجد الأقصى ويأخذ دوراً في استهدافه، إما بالاقتحامات الميدانية وتدنيسه للمسجد الأقصى، أو بوضع المخططات والدراسات والنشاط التلمودي التهويدي، أو من خلال النشاط السياسي الداعم.
 
وأوضح أن الأفراد الصهاينة العاديين -جماعات وفرادى -هم ضمن أذرع هذه المركبات، بالإضافة الى الجماعات والمنظمات والحركات التي تعنى بهذا الشأن، والشخصيات السياسية والدينية كالوزراء وأعضاء الكنيست والحاخامات.
 
وخلص التقرير الذي حصل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخة منه مساء اليوم، إلى أن هناك أدوار ومهمات تتداخل وتشكل في نهاية المطاف إجماعاً صهيونياً تتكامل أدوراه ويمارس الاعتداء اليومي على المسجد الأقصى، بهدف فرض وجود يهودي يومي فيه، لكنه في نفس الوقت يسعى الى بناء الهيكل المزعوم على حساب أو أنقاض المسجد الأقصى.
 
ويظهر التقرير أن الجماعات والمنظمات اليهودية تغيّر من اسمائها ومركباتها وأسلوب عملها تكتيكياً، لكنها في الأساس تكمل مشوار ما سبقها من منظمات، التي عادة ما تتمحور حول شخصيات فاعلة في مجال استهداف المسجد الأقصى وفي مقدمته الاقتحامات اليومية أو الموسمية، خاصة في فترة الأعياد والمناسبات الدينية والقومية.

كما أن أفراد هذه المنظمات قد لا يتعدى العشرات في بعض الأحيان، او المئات، لكن لهم قطاع عريض من المؤيدين يصعب تحديده، والأبرز في حالة هذه المنظمات ولعلها الظاهرة الجديدة، هي الارتباط المباشر أو غير المباشر مع الأحزاب الصهيونية الممثلة بالكنيست الصهيوني والحكومة الصهيونية، خاصة الأخيرة والتي سبقتها.
 
وننوه في بداية التقرير أننا نستخدم مسميات نرفضها من حيث المبدأ، لكننا نوردها مترجمة حرفيا حتى نتعرف على حقيقة هذه المصطلحات وأبعاد خطرها، ومن أكثرها “جبل الهيكل” -وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، والذي يعرّفه الاحتلال بأنه موقع ” الهيكل الأول والثاني” المزعومين، وموقع “الهيكل الثالث” المزعوم الذي يخطط له الاحتلال.
 
وركز التقرير على المنظمات والحركات الجديدة التي تتصدر المشهد، والشخصيات البارزة والفاعلة في الأشهر والسنوات الأخيرة، كما تطرق الى بعض المنظمات الأقدم التي ما زال نشاطها مستمر حتى هذه اللحظة بشتى الطرق.

المنظمات أو الجماعات والحركات أو الجمعيات التي تعمل على استهداف المسجد الأقصى:
 
1.”المبادرة من أجل الحرية اليهودية في جبل الهيكل-هليبا”

هذه المنظمة جديدة العهد نسبياً، أسسها الحاخام والناشط الليكودي “يهودا جليك” عام 2013، وهو يشغل منصب المؤسس لها والمدير العام. وتسعى المنظمة بحسب برنامجها الى وضع “ترتيبات كاملة لحقوق اليهود في جبل الهيكل”، وتعني وضع ترتيبات للاقتحامات بشكل رسمي وأزمنة محددة، وكذلك إفساح المجال لليهود بإقامة الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية بشكل علني ورسمي في المسجد الأقصى.
 
ومن أهم وسائلها لتحقيق أهدافها تشجيع والمشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى، كما تعتمد النشاط الميداني والتواصل مع عموم الجمهور الإسرائيلي، من خلال برامج توعية ومحاضرات. كما تعتمد المسار القضائي لتحقيق أهدافها، فيما تقترح المساهمة في تمويل السفريات المنظمة من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في علميات الاقتحامات.
 
وتعتبر هذه المنظمة المسمى الآخر أو الواجهة لمنظمة “حقوق الانسان في جبل الهيكل”، التي يقودها أيضا “يهودا جليك”، التي اعتمدت لها اسم “جبل الهيكل لنا”، وتنشر أخبارها اليوم على موقع الكتروني وصفحة فيسبوك باسم “أخبار جبل الهيكل”، ويقف خلفها أكثر من شخصية وفي مقدمتهم جليك.
 
2.صندوق تراث جبل الهيكل والهيكل

هي جمعية مسجلة أسسها أيضا “يهودا جليك” عام 2012 وسجلت كجمعية رسمية عام 2013، ومن أهدافها الرئيسية “تقوية الترابط بين الشعب الإسرائيلي و”جبل الهيكل” و”الهيكل”” وكذلك “تقوية التوعية بمركزية ومحورية “جبل الهيكل” و”الهيكل” في التراث الإسرائيلي، وتشجيع الصعود الى “جبل الهيكل” بحسب الشريعة اليهودية”.
 
ومن وسائلها ونشاطها لتحقيق هذه الأهداف، هي الاقتحامات الفعلية لنشطائها ومؤيديها، نشاط تعليمي تثقيفي شامل: محاضرات وأيام وحلقات دراسية، بالإضافة الى جولات تعليمية للتعرف على “جبل الهيكل”. فيما أدخلت نفسها مؤخراً في مشروع الخطط التعليمية للعام الدراسي 2015-2016، الموضوع على جدول وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وعرضت خطة تعليمية وتقديم دروس تعليمية لكل المراحل التعليمية، ولكل قطاعات المجتمع الإسرائيلي العلماني والمتدين والمحافظ).
 
وبرز نشاط هذه المنظمة أو الجمعية، في الجلسات المختلفة التي تعقد بخصوص ملف اقتحامات واستهداف الأقصى في أروقة الكنيست، خاصة جلسات “لجنة الداخلية ” في دروتها الحالية والسابقة. وللجمعية نشاط إعلامي عن طريق موقع إلكتروني وصفحة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”.
 
3.حركة طلاب من أجل الهيكل 

هي حركة طلابية جامعية تأسست عام 2014 من خلال جامعيين لهم ارتباط مع حزب “الليكود” وتنظيمه الطلابي في الجامعات، وللحركة حضور قوي في الجامعات، وأكثر المنتسبين والمؤيدين هم من العلمانيين والمحافظين. وتنشط الحركة في الاقتحامات الجماعية المنظمة للمسجد الأقصى، وتعتمد منهج التوعية وإقامة الندوات والحلقات في الجامعات الإسرائيلية، ولها نشاط إعلامي ظاهر بالدعوات الى اقتحام الأقصى، وبالذات عن طريق صفحتهم الخاصة على “الفيسبوك”. كما لأعضائها مشاركة في المظاهرات والوقفات التي تنظم في ملف اقتحامات الأقصى والمطالبة بفرض صلوات يهودية فيه. 
 
4.”يرائيه -متطوعون من أجل تشجيع الصعود الى جبل الهيكل” 

نشط وظهر اسم هذا التنظيم أو الحركة عام 2015، ويقوم بتشغيل أو تفعيل متطوعين يستقبلون ويرشدون المقتحمين للأقصى، كما يقومون برصد الاقتحامات ونشر أخباره وتعميم الفتاوى والشعائر المتعلقة بـ “الصعود الى جبل الهيكل”، وتنظيم اقتحام دوري يقوده أحد الحاخامات.
 
وتشارك هذه المنظمة بشكل ملحوظ هذا العام، في الإعلانات والدعوات المنشورة عن الاقتحامات، خاصة في موسم الأعياد اليهودية.
 
5.عائدون الى الجبل

تأسست هذه الحركة عام 2012، وهي حركة نشطة جدا في الاقتحامات وتنظيم الفعاليات – وإن كان جمهورها قليل -وتعمل على تنشيط الاقتحامات في المسجد الأقصى و”تخليصه من الغرباء” – على حد قولها –  كما من أهدافها تقريب موعد بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
 
وهي كذلك حركة شبابية تؤمن بضرورة إزالة وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وفي برنامجها المرحلي تدعو الى العمل على افتتاح أبواب المسجد الأقصى على مدار الساعة أمام اليهود، لتأدية الصلوات اليهودية وتقديم القرابين.
 
كما تعتمد الحركة كتابة مقالات لزيادة الوعي والتعريف بالواقع الميداني في المسجد الأقصى للمجتمع الإسرائيلي، وتنظم المؤتمرات والمظاهرات ونصب الخيام، كمنهج عمل لرفع مستوى الاهتمام الإسرائيلي بقضية الاقتحامات والهيكل المزعوم، ويسعى التنظيم عبر هذه الفعاليات الى توسيع دائرة نشطائه والمنتسبين اليه.
 
ولا يعرف المؤسس الرسمي أو النشطاء المركزيين في الحركة، لكن يلحظ من الصور المنشورة أن الحاخام “بن تسيون جوفشتاين” – زعيم منظمة “لهافاة ” يشارك في فعاليات هذا التنظيم، ويكثر من نشر صوره في صفحة الفيسبوك الخاصة بهذا التنظيم.
 
6. “نساء من أجل الهيكل” 

منظمة نسائية تأسست عام 2001 برئاسة “ميخائيل أفيعيزر”، وعملت عند انطلاقها بالأساس على جمع الحلي الذهبية والأحجار الكريمة استعدادا لبناء “الهيكل المزعوم”، ويحفظ هذا الحلي في “معهد الهيكل”.
 
ومنذ العام 2010، نشطت هذه المنظمة في اقتحامات منظمة للمسجد الأقصى بمشاركة الأطفال، ويبرز نشاطها بتشجيع العرائس اليهودية لاقتحام الأقصى في يوم أو ليلة الزفاف، كجزء من شعائر الزواج اليهودية.
وتعمل هذه الحركة النسائية على رفع مستوى الاهتمام النسوي في “جبل الهيكل” وتشجيع الاقتحامات، من خلال برنامج اقتحام شهري محدد. كما تنظم المحاضرات والحلقات النسوية البيتية وتنشر الفتاوى النسائية المتعلقة باقتحام الأقصى.
 
ومن بين الناشطات البارزات في اقتحام الأقصى في السنوات الأخيرة “رفقا شمعون”، التي شاركت في أكثر من اجتماع في الكنيست الإسرائيلي، او المحاضرات والمؤتمرات الدراسية وما شابه.  
 
7. “أمناء الهيكل”

تأسست عام 1982، ويرأسها الى اليوم “جرشون سلمون”. وهي المنظمة الأقدم التي نشطت في اقتحامات الأقصى وملف الهيكل المزعوم. ويعتبر مؤسسوها من قدامى عصابتي “الايتسل” و”الليحي”، ونشطاء “أرض إسرائيل الكبرى”. وهي جمعية مسجلة لها 957 متطوع، رفعت شعار “جبل الهيكل هو المركز القومي والديني للشعب وأرض إسرائيل”. ويقع مقرّها الرئيسي في مدينة القدس المحتلة، إلا أن لها فرعا في الولايات المتحدة يقوم من خلاله مسيحيون صهاينة من كاليفورنيا بدعمها ماليا.
 
واشتهرت منذ انطلاقها باقتحامات المسجد الأقصى بشكل فردي أو جماعي بأعداد قليلة، كما اشتهرت بعد ذلك بتنظيم فعالية “حجر الأساس” للهيكل المزعوم، حيث كانت تخطط وتدعو الى وضع حجر داخل الأقصى كخطوة رمزية للبدء ببناء الهيكل، لكنها فشلت ومنعت من ذلك، وكانت تعوّضه بتنظيم مسيرة حول القدس القديمة. وأشهر هذه المحاولات كانت وضع “حجر الأساس” عام 1990، ما تسبب في مجزرة الأقصى.
 
ويمنع “جرشون سلمون” منذ سنوات التسعين من اقتحام الأقصى لدواعي “أمنية”، لكنه ينظم وأتباعه مسيرات ومظاهرات محدودة العدد سنوياً عند مدخل ساحة المغاربة، يدعون فيها الى اقتحام الأقصى وإقامة الصلوات فيه. كما أن لـ “أمناء الهيكل” نشاط كثيف وغني في تقديم التماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية، التي أسهمت في نشر فكرة الاقتحامات اليهودية وبناء الهيكل المزعوم.
 
وفي بداية سنوات التسعين من القرن الماضي انفصل عن الحركة النشطاء المتدينون -المنظمة بطابعها العام غير ديني -وأقاموا منظمة جديدة تحمل اسم “الحركة من أجل بناء الهيكل”.
 
8. “معهد الهيكل” 

 تأسس المعهد عام 1984 على يد كل من الحاخام “يسرائيل أريئيل” و”موشي نيمان” و”مايكل بن حورين”، في حي الشرف في القدس القديمة – يطلق عليه الاحتلال اسم الحي اليهودي -، ويؤمن قادته بأن بناء “الهيكل” لن يتم عن طريق المعجزات بل من خلال مبادرات عملية فعالة. وتتلقى هذه المنظمة دعما من الحكومة الإسرائيلية وبعض المنظمات الصهيونية القومية، إضافة إلى بعض الجماعات المسيحية الأصولية. ويعمل المعهد على محورين أساسيين هما إعداد أدوات الهيكل المزعوم -من أبرزها “شمعدان الهيكل” الذهبي -وتنشيط منسوب الاقتحامات للأقصى

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات