الرباعيّة الدوليّة حُلّة جديدة وصورة مصبوغة!

وربما كانت إعادة النظر في دوره كموفد للرباعية – هناك نفي أمريكي- هي السبب الأمثل، بعدما تكشفت نوايا أمريكية بأنها ليست معنية بتفعيل توجهاته كممثلٍ له اليد العليا في مقررات اللجنة، وبالتلاقي مع علاقاته السيئة بالسلطة الفلسطينية، التي تمنّت غيابه عن نظرها، باعتباره لم يقدم أي شيء للقضية الفلسطينيّة على مدى فترة تواجده، إضافةً إلى ما أخذت عليه من تماهيه الواضح مع المواقف الأميركية والإسرائيلية، وكانت كشفت واشنطن عن ترحيبها لأفكاره ووجهات نظره في أوقات كثيرة سابقة، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أكثر من مرّة، عن أن مواقفه متطابقة إلى حدٍ بعيدٍ مع المواقف الإسرائيلية.
دائما اشتكى الفلسطينيون من نقص أنشطته كممثل للرباعية باتجاههم، ومن تحميلهم أوزاراً ثقيلة، بناءً على مبادئهم المتبقية لهم، وكانت جملة العلاقات الرابطة معه هي مجرد أعراض لواقع سيّئ ومُقزز في ذات الوقت، وهو الأمر الذي كما يبدو أدّى إلى ارتفاع الشعور لديه، بأنه بات غير مرغوب به فلسطينياً، وأن مستقبله في المنصب لن يكون مرضيّاً عنه، ولا مُحفزاً بشأن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
كان من أبرز ما تدلّ عليه توجّهاته، هو الأهمية التي يُوليها، باتجاه استئناف المسيرة السياسية، باعتبارها تساعد كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، في العودة إلى المفاوضات المباشرة، ليس لضرورة الوصول إلى حلول للقضايا العالقة، وإنما لمساعدة الإسرائيليين في تخفيف حدة الانتقادات الدوليّة باتجاههم، وعلى أن يواصل الرئيس الفلسطيني “أبومازن” تمتعه ببعضٍ من الاستقرار الفلسطيني الداخلي، خاصةً خلال الفترة القاسية، والتي ما فتئت تجُمّ بالأحداث والتوترات، الناجمة عن تأزّم الصراع، ونظراً إلى المآزق السياسية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة الشرق أوسطية بشكلٍ عام.
سارعت السلطة الفلسطينية إلى الإعلان عن ترحيبها بالاستقالة، وبالمقابل ادّعت الرباعية بأنه لن يحصل أي تغيير على الدور المناط بها كـ (مكتب الرباعية)، الذي أصبح بديلاً عن(مكتب ممثل اللجنة الرباعية)، وأكّدت على أن التركيز سيظل قائماً على المحافظة على إمكانية حل الدولتين، وعلى التطوير الاقتصادي والمؤسساتي في الأراضي الفلسطينية.
من نواحٍ عديدة، لا يمكن الادعاء بأن “بلير” هو من أساء عمله بمفرده، برغم ثبوت غرامه بإسرائيل وولائه لها، لكن يمكن الادعاء بأن الرباعية (ككل)، هي المؤسسة التي جرى تهميشها على يد الولايات المتحدة تحديداً، بعد أن استُخلصت الغرض منها، وهو التغطية على القرارات الدولية، وعدم اعتبارها كمرجعية لأيّة حلول محتملة.
كان وزير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” الذي ربما انتهز فرصة استقالة “بلير” أو لوصوله إلى مرحلة يائسة بشأن إمكانية أن تتقدّم الرباعية سنتمترا واحداً فيما أوكل لها، حين اقترح صناعة رباعية أخرى (هيئة دوليّة للمواكبة) تضم دولاً عربية، يكون هدفها المساهمة في (تسهيل) وليس فرض مفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ويدور الحديث الآن حول ضرورة الشروع في ترميمها، وإلباسها حُلّة جديدة، كي تكون قادرة على القيام بالدور الذي هي منوطة به، وذلك من خلال إدخال تعديلات على صيغتها الفائتة، وبضرورة تمكين روسيا – كما الرغبة الفلسطينية- في زيادة دورها في هذا المجال، باعتبارها نجحت أمام الولايات المتحدة والغرب عموماً، بشأن دورها القوي باتجاه الأزمتين السورية والإيرانية.
على أي حال، وسواء في غياب “بلير” أو في حضوره، باعتباره – صديقاً لإسرائيل- فإن من السابق لأونه أن يتم تحقيق اقتراح “فابيوس” القاضي بإدخال دولٍ عربية في إطار الرباعية الجديدة، أو أن تقوم روسيا بوضع رجلها في ركاب الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بشكلٍ أقوى مما هو عليه، وذلك بسبب الممانعة الأمريكية- الإسرائيلية، باعتبار أن أي تغيير سيطرأ عليها، سيكون له الأثر الكبير في تعقيد الأمور وليس تسهيلها، وحتى لو سمحت الظروف بحصول أحدهما أو كلاهما معاً، فإن الرباعية أصبحت ذات صوفة مصبوغة، بحيث لا تُمكّنها من المساعدة في الشق السياسي تحديداً، وخاصة ما دام الأمريكيون يقبضون على أنفاسها، وما دام الإسرائيليون لم يقرروا فيما إذا كانوا يريدون السلام أم لا؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...