عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

العيدية.. عادة متوارثة تحقق البهجة في عيد الفطر

العيدية.. عادة متوارثة تحقق البهجة في عيد الفطر

العيد جائزة من الله تعالى لعباده المؤمنين؛ فما أن يبدأ فجر العيد حتى يبدأ الصغار والكبار بفرحة غامرة تكسو وجوههم بلبس ملابس العيد والتجهز للصلاة، بعدها يبدؤون في تبادل المعايدات، وضمنها العيدية التي تعد من مظاهر الفرح التي ترسم البسمة على الصغار وصورة من مظاهر التكافل الاجتماعي والحفاظ على الود والمحبة بين الأقارب؛ كونها تعد عادة متوارثة متعارفًا عليها في المجتمعات الإسلامية.

ويرجع أصل العيدية إلى العصر المملوكي في مصر، حيث اتخذت أشكالا مختلفة لم تكن نقودا فقط كما هو الغالب الآن، بل هناك الحلويات والشكولاتة والطعام، فكل عصر كان يتميز عن الآخر في كيفية إعطائها إلا أنها لم تكن رسمية في العصر المملوكي إلى أن تم تأكيدها في العصر الفاطمي من باب صلة الرحم والأقارب.

كنز الصغار

وبالنسبة لأهمية العيدية للصغار، يرى براء محمد (10 أعوام) العيدية بمثابة الكنز، فيحصلون على عيدية نقدية من الأقارب والجيران، وحول كيفية صرف العيدية يقول: “أشتري أولا اللعبة التي أريدها، ومن ثم ما تبقى أدخره مع أمي كي أشتري ملابس به”.

في حين ترى الطفلة هدى أنور (13 عاما) أن العيدية أجمل شيء في العيد بالإضافة إلى زيارة الأقارب والتنزه، وتوضح “الشيء المثير في العيدية أنه كلما كبرنا نحصل على نقود أكثر، كل سنة تزداد محصلة عيديتي”، مشيرة أنها لا تحاول صرف العيدية في شراء الألعاب أو الذهاب إلى الملاهي “بل أستثمرها في شراء أغراض مفيدة”.

العيدية عربون المحبة

ولا تقتصر العيدية على الصغار؛ بل يتم تقديمها للنساء من الأقارب أيضا، كرمزٍ للتواصل الأسري والحفاظ على المحبة والود بينهم.

 ويحرص محمود أحمد على تقديم العيدية لأطفال عائلته وشقيقاته وعماته؛ في محاولة منه لرسم البسمة والبهجة على وجوههم.

ويضيف: “بالرغم من ميزانية العيدية المكلفة إلا أنها تكون هينة في سبيل إسعاد الآخرين، سعادتي تكمن في سعادتهم”.

وما إن ينتهي الجميع من تحصيل العيدية حتى يبدأ الصغار والنساء في التباهي والتفاخر بالمبلغ المجمع، غير أنها في الغالب تستثمر لصالح الأسرة.

تقول الحاجة فاطمة أحمد: “ظروف الناس صعبة في ظل عدم وجود رواتب والحالة الاقتصادية، ونحن لا نريد منهم، ومع ذلك هم يصرون باعتبار العيدية مظهرا من مظاهر التقارب والتكافل”، لافتة إلى أنها تستثمر العيدية في مساعدة زوجها على قضاء حوائج المنزل، وفي المقابل تحثه على إرسال العيدية لأقاربه؛ كونها تبعث على  السعادة والمحبة بين الأقارب وأيضا حتى يتربى أولادها على هذه العادة المتوارثة.

من ناحية أخرى، ترى علا يونس التي تستقبل العيدية من أشقائها ووالدها أن العيدية ليست بقيمتها المادية على الإطلاق؛ بل هي بقيمتها المعنوية التي تؤكد لها أن أهلها وأقاربها حريصون على التواصل معها ومد جسور المحبة فيما بينهم.

قيمة اجتماعية

من ناحية اجتماعية، يرى الدكتور بلال سلامة، أستاذ علم الاجتماع من الضفة الغربية، أن “للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جدًّا؛ ففي القدم كانت توزع للنسوة لإشعارهن بالمسئولية، وكانت تعد كدخلٍ لهم حيث عمل النساء وقتها كان محدودًا، أما الآن اختلف الوضع فتعطى العيدية من باب زيادة التكافل والود والمحبة”.

وبالنسبة لأثرها الاجتماعي على الأطفال؛ أوضح سلامة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن “العيدية تعطي فرصة للطفل للتصرف بالمال، وبالتالي تزيد من قدرته على اتخاذ القرارات فيما حصّل من نقود”، مؤكدا على ضرورة مراقبة الآباء لأبنائهم في كيفية  تصرفهم في العيدية؛ كي لا ينفقوها على الحاجيات غير المفيدة كالألعاب النارية.

ويرى سلامة أن تشجيع الطفل على التصرف السليم في عيديته يزيد ثقته بنفسه التي قد تكون مؤقتة منبها الآباء على عدم تحصيل العيدية من أطفالهم ليتصرفوا بها على ذوقهم بالإضافة إلى عدم انتقاد أطفالهم صراحةً في طريقة صرفهم للعيدية واتهامهم بالإسراف والتبذير؛ لأن هذا يفسد سعادتهم بها “هذا يومهم، وهذا عيدهم، دعوهم يفرحوا بطريقتهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...