عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

بكيرات: تسهيلات الاحتلال في القدس مجرد تسويق

بكيرات: تسهيلات الاحتلال في القدس مجرد تسويق

أكد الشيخ ناجح بكيرات، مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث أن تسهيلات الاحتلال التي أعلن عنها “لا تمس المقدسيين وواقعهم أبدا من خلال ما يجري يوميا منذ بداية شهر رمضان المبارك”.

وأشار بكيرات أن استمرار اقتحام المسجد الأقصى المبارك قبل المستوطنين “يهدف إلى خلق واقع جديد”؛ بينما يتزامن ذلك مع سياسات الإبعاد التي تطال عشرات المقدسيين وأهالي الداخل المحتل.

ونبّه بكيرات الفلسطينيين الذين يزورون المسجد الأقصى من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ضرورة عدم التساوق مع الاحتلال، أو الشراء من المحال التجارية “الإسرائيلية” بدلا من دعم صمود التجار المقدسيين. 

تسويق

وقال بكيرات في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال يريد السيطرة على المقدسات الإسلامية في فلسطين، وتدمير الأرض وهوية الإنسان الفلسطيني، في الوقت الذي يزعم فيه تقديم التسهيلات له والتي لا يراها (الفلسطينيون) واقعا على الأرض.

وأوضح بأن الاحتلال يريد أن يصدم الشعب الفلسطيني من كثرة القرارات والمفاجآت التي تتخذها قيادة الاحتلال حول “التسهيلات” في شهر رمضان المبارك؛ معربًا عن اعتقاده بأن الاحتلال غير معنيّ بعمارة المسجد الأقصى المبارك والقدس، وإنما يحاول أن يستغل دخول الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 1948.

ويضيف “ما يجري اليوم هو عبارة عن تسويق لسحب كل الأموال الموجودة لدى الجمهور الفلسطيني إلى السوق الإسرائيلية، وهي حرب اقتصادية يقودها رئيس الحكومة المتطرف نتنياهو”.

وتساءل بكيرات عن نوايا الاحتلال من وراء هذه التسهيلات التي أعلن عنها وزعم الاحتلال أنها قائمة؛ فإذا كان الأخير يريد أن يسهل على الفلسطينيين فلماذا لا يزيل الحواجز العسكرية، ولماذا لا يزيل الجدار العنصري الجاثم فوق صدورهم، ولماذا لا يزيل الاحتلال وينهيه من أساسه؟! وإن كان يريد راحة أهالي القدس وكل الفلسطينيين وتوجههم إلى القدس فلماذا يضيّق عليهم ليل نهار؟!

ويشير بكيرات أن الفلسطينيين دائما يستبشرون بالشهر الفضيل خيرا ويفرحون لقربه وحلوله فرحة عظيمة لأنه موسم الطاعات؛ ولكن الاحتلال ينغّص عليهم فرحتهم بالاعتقالات والمخططات “الإسرائيلية” التي تهدف إلى خلق واقع جديد من خلال الإجراءات الأمنية والتصاريح وغير ذلك؛ في الوقت الذي يأملون فيه أن يكون رمضان شهر طاعة وحلمًا فلسطينيًّا يتحقق، وأن تكون القدس عاصمة لدولتهم المأمولة بدلا من رؤية جنود الاحتلال في أزقة البلدة القديمة  بكثافة، وهو الأمر الذي يزيد المسّ بذاكرة الفلسطينيين، ويعزز مخاوفهم من استهداف القدس في رمضان كبقية الأشهر.

محاولات “إلهاء”

وعدّ الشيخ بكيرات بأن الاحتلال قام بإقرار سياسة منح التصاريح للفلسطينيين من أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل “إلهائهم” عما يجري يوميا في المسجد الأقصى المبارك؛ وهي الاقتحامات التي تتم من مجموعات المستوطنين.

ورأى بأن الاقتحامات تتم بسياسة منظمة، وبحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة، والتي لا تراعي حرمة لشهر رمضان المبارك، واستمرت (الاقتحامات) رغم بداية الشهر الفضيل. 

وبيّن أن المسجد الأقصى هو ملاذ للمصلين والفلسطينيين الذين لا يجدون مكانا للاعتكاف والعبادة إلا المسجد الأقصى المبارك.

وأكد بكيرات أن الاحتلال يريد التنغيص على هذه الجزئية وعلى حياة الفلسطينيين بشكل عام؛ من خلال السماح باستمرار الاقتحامات خلال شهر رمضان “وكأنه فرض لواقع جديد في المسجد كبقية الأشهر، وهو نوع من التحدي والتصعيد”.

ويتابع “الاحتلال وكأنه في سياسة التصاريح يسلم علينا بيد، ولكنه باليد الأخرى يطعننا بسكاكين قاتلة؛ والاحتلال مهما حاول أن يلمع تلك الصورة الثعلبية له فلن يفلح في ذلك، لأنه هو الذي يحمل الصورة السوداء القاتمة، والتي يعرفها الجميع بغض النظر عن مزاعمه”.

وحول سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك؛ أكد بكيرات بأن أي إبعاد لأي شخصية فلسطينية حتى لو كانت لامرأة أو طفل فإن هذا يعدّ انتهاكا وجريمة بحق المقدسات؛ وذلك لأن أي شخص فلسطيني يحق له الدخول والصلاة في المسجد، ولو كان في أي مكان.

وأوضح أن هذه قضية مخالفة للواقع الإنساني وللاتفاقيات الدولية؛ وأن الاحتلال مهما حاول إبعاد الشبان والمقدسيين عن الأقصى فإنه لا يستطيع التأثير على مجرى العمل للمسجد؛ فهناك محبون وأحرار وروّاد وحراس للأقصى و”المعادلة معقدة ليست كالحرم الإبراهيمي من حيث تجفيف روافده”.

رسالة

ووجه الشيخ بكيرات رسالة إلى أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة “ممن شاءت الأقدار وشاء الله بفضله ونعمته أن يمنّ عليهم بزيارة المسجد الأقصى المبارك ألا يتساوقوا مع الاحتلال”.

وقال إن الأهالي جميعا مرحب بهم في مدينتهم القدس “ولكن عليهم أن يدركوا أن الزيارة بقدر ما لها مكانة وقبول عند الله تعالى بالصلاة والثواب يجب أن يكون لها شروط وضوابط وإلا كانت مفسدة”.

وختم قائلا “الأصل أن يأتي الأهل للتواجد في القدس مع أهلها، وسكانها وأن يشربوا في القدس، ويأكلوا فيها ومع أهلها، وألا يبتعدوا عنها وعن أهلها، وألا يتم التساوق مع الاحتلال أو أن تذهب قوتهم الشرائية للمحال التجارية الإسرائيلية بدلا من دعم صمود التجار المقدسيين، وأي تغيير عن هذه البوصلة في المدينة يعني أن الزيارة أصبحت عبئا علينا وليست خدمة للأقصى والقدس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات