الأربعاء 14/مايو/2025

إسرائيل الشجرة المُرّة

إسرائيل الشجرة المُرّة

سر الزيتونة أنها تعمر طويلاً، وكلما زاد عمرها زادحِملها. أشجار التفاح والخوخ لها طعم أحلى لكن عمرها قصير. فلسطين زيتونة جذورهاضاربة في الأرض، «إسرائيل» فاكهة في فم من أنشأها، لكنها علقم في فم أصحاب الأرضالشرعيين، عمرها قصير.. ولا مذاق لها في فم التاريخ.

الشجرة تهتز الآن بمجرد أن هددت مؤسسات وشخصيات أوروبية،وليس حكومات، بمقاطعة “إسرائيل” اقتصادياً، وبعضها بدأ بالفعل المقاطعةالفعلية. وهو ما وصفه توماس فريدمان في «نيويورك تايمز» بـ «انتفاضة ثالثة» ضد “إسرائيل”.وما توقع عميرا هيس في «هآرتس»، بأنه خطوة نحو الانفجار الكبير.

يقول هيس، وهو كاتب إسرائيلي مرموق، في مقال بعنوان«أصوات عالمية تنادي بشطب إسـرائيل من الوجود»: الانفجار الكبير لم يحدث،والغالبية العظمى من الجمهور وممثليه لم يربطوا بعد بين تهديدات المقاطعة (سواءالكلامية أو الفعلية)، وبين سلوكهم كشعب متعالٍ.

وتراجع مدير عام أورنج السريعة، يرفع معنوياتهم حتىالمفاجأة القادمة. يوجد للدولة آلاف الجنود (بالزي العسكري ودون الزي العسكري)،ينفذون مهامها العنيفة الروتينية، أولاد الماما الذين يقتحمون البيوت، وأولادالبابا الحلوين الذين يطلقون النار على الصيادين..

والآباء المحبوبون الذين قرروا أن هناك أُناساً يجب ألايبقوا في المكان الذي ولدوا فيه، على أراضيهم. ولكن لا مشكلة أن يسكن هناك الشعبالمتعالي، وهناك الأب المحبوب، والبطل الذي يوقع على الأمر القاضي بالقضاء علىمصادر لقمة العيش لآلاف الأشخاص.

يدرك الإسرائيليون أن بقاءهم في الأرض التي احتلوها عام1948 و1967، مرهون، ليس بقتل وتجويع الفلسطينيين، بل بإفساح المجال لهم بالحياة«دولة إلى جانب دولة»، وذلك كمرحلة مؤقتة، وليس أبدية، لأن الأبدية تعني انهيارالمشروع الصهيوني، وزوال «دولة إسرائيل»، وهذا ما جاءت به الكتب السماوية، بمافيها التوراة.

في الأسابيع الأخيرة، جرى جدل قوي داخل الحكومةالإسرائيلية بشأن تهديد المقاطعة الأوروبية، ولا سيما بين وزير الاقتصاد بينيت،ووزيرة القضاء تسيبي لفني، حيث اتهم بينيت، لفني، بأنها تحذر من تهديد المقاطعات،لأنها في واقع الأمر تطلب عقوبات أخرى على “إسرائيل”.

وتقول لفني إن بينيت ووزراء اليمين في الحكومة، الذينيؤيدون استمرار البناء غير المحدود في المستوطنات، ويعارضون التفاوض السياسي، همالذين يشجعون المقاطعة مع “إسرائيل”، التي ستفضي إلى إضرار باقتصادها.

وتعتقد أنه يجب على “إسرائيل”، كي تبدأ في صدتهديد المقاطعة، أن تعلن تجميداً تاماً للبناء في المستوطنات المعزولة خارج الكتلالكبيرة التي تريد الحفاظ عليها في يديها لتسوية دائمة مع الفلسطينيين، وأن توافقفي مقابل ذلك على مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

ويعتقد بينيت أن المقاطعة والعقوبات تهديد حقيقي، لكنهتهديد يبالغون في شدته، وأن “إسرائيل” واجهت مقاطعات دولية منذ إنشائها،والحل كما يرى بينيت، تخصيص موارد أكبر للدعاية لمكافحة سلب “إسرائيل”شرعيتها.

التهديد بالمقاطعة هزّ أركان الحكومة الإسرائيلية، التياجتمعت بصورة طارئة، في جلسة ترأسها نتنياهو، وحضرها وزير الخارجية ليبرمان ووزيرالاقتصاد بينيت ووزيرة القضاء لفني ووزير المالية لبيد ووزير التربية شاي بيرونووزير العلوم يعقوب بيري ووزير الزراعة يئير شمير ووزير شؤون الاستخباراتوالاستراتيجية يوفال شتاينيتس ووزير الدفاع موشيه يعلون والمستشار القانونيللحكومة..

ومنسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة،والمدير العام لوزارة الخارجية وممثلو الموساد وأمان والشاباك. وجاءت الجلسةتحديداً، على إثر قرار شركة التقاعد الهولندية الضخمة بي.جي.جي.إم، بسحباستثماراتها من البنوك الخمسة الكبرى في “إسرائيل”، لمشاركتها فيالإنفاق على جهات لها صلة بالبناء في المستوطنات.

وقبل ذلك ببضعة أسابيع، ألغت شركة المياه الهولندية«فيتانس»، عقداً مع شركة «مكوروت» لسبب مشابه. خطوة صندوق التقاعد الهولندي، تعتبرارتفاع درجة خطير بصورة مميزة، وسبب ذلك أن ليس الحديث عن عقوبات على المستوطنات،بل على جهات اقتصادية إسرائيلية مركزية، موجودة في داخل الخط الأخضر «فلسطين1948»، بسبب علاقتها غير المباشرة بالمستوطنات في الضفة الغربية.

كما كشفت صحيفة «هآرتس»، النقاب عن قيام شركة التأمينالنرويجية KLP،بسحب استثماراتها من شركتين إسرائيليتين لمواد البناء، بسبب نشاطهما غير الشرعي،واستغلالهما للموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووفق الصحيفة، فإنالشركة النرويجية سحبت استثمارها البالغ خمسة ملايين دولار من شركتي هيلبرغسيمنتوسيميكس، لأنهما تستغلان الموارد الطبيعية في منطقة محتلة، خلافاً لمعاهدة جنيف.

لكن كما هو الحال دائماً، كلما أوشك الضمير الأوروبي علىالاستيقاظ، تتصدى له الولايات المتحدة الأميركية. فبدل أن تدعم واشنطن صحوة الضميرالأوروبي، أرسل مجلس النواب الأميركي إلى البيت الأبيض صياغة قانون لدفع التجارةالحرة بين أميركا وأوروبا، ومن هذه الصياغة، رفع المقاطعة الأوروبية المفروضة علىالمستوطنات الإسرائيلية.

وفي حالة موافقة الرئيس الأميركي بارك أوباما، فإنالقانون الجديد سيتيح الفرصة لرفع المقاطعة الأوروبية المفروضة على “إسرائيل”،والمتمثلة في وضع علامة على البضائع المستوردة من المستوطنات غير الشرعية،كالموجودة في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وينص القانون على معاقبة أي شركة أومنظمة أوروبية وافقت على القانون الجديد، مقاطعة “إسرائيل” اقتصادياً.

قد ترضخ أوروبا للتهديد الأميركي، لكن ثمة صحوة شعبيةوثقافية وأكاديمية أوروبية ضد الكيان الإسرائيلي. فقد أعلن نحو 700 فنان ومثقف، مندول مختلفة، مقاطعتهم ل”إسرائيل”، إلى أن «ينتهي القمع الاستعماريللفلسطينيين»، وفقاً لرسالة وقعها هؤلاء الفنانون. وجاء في الرسالة، التي أرسلهاالفنانون والمثقفون إلى صحيفة «غارديان» البريطانية، أنهم لن يستمروا في «علاقةالعمل المعتادة» مع “إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...