الثلاثاء 13/مايو/2025

في غزة.. علاج الحوَل وكسل العيون بدون جراحة

في غزة.. علاج الحوَل وكسل العيون بدون جراحة

مع توالي الجلسات العلاجية التي يتلقاها الطفل محمد الأسطل (11 عاماً) في مركز بصريات غزة، التابع لجمعية إعمار في خان يونس، بات يشعر بتحسن في الرؤية؛ ما عزز ثقته بنفسه وسط أقرانه؛ وأدى إلى تحسن مستواه الدراسي.

محمد هو واحد من عشرات المرضى، من فئات عمرية متنوعة، يتلقون علاجاً نوعياً، في المركز الذي حصل على أول ترخيص فلسطيني لتقديم هذا النوع العلاجي، واستطاع أن يحقق نجاحات أعادت الأمل للمرضى الذين يعانون من الحوَل وكسل العيون، بإمكانية تحقق الشفاء دون تدخل علاجي.

وتؤكد والدة محمد أن حالة ابنها الذي يعاني من كسل في عينه اليسرى ونسبة حول عالية 6/60 تحسنت بشكل كبير وباتت ثقته بنفسه عالية بعد أن أصبح النظر لديه 6/12 عبر جلسات علاجية في المركز المتخصص، حتى أن أداءه الدراسي تحسن وفقاً للنتائج النهائية لدراسته في الفصل السادس الأساسي.

لا حاجة لعمليات جراحية

تقول اختصاصية المركز دعاء العبادسة في تصريحات لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “نجحنا في علاج حوَل وكسل العيون دون اللجوء إلى عمليات جراحية، وحققنا إنجازات في ذلك”، لافتة إلى أن ما يتم علاجه من أنواع الحول هو “الحول الوحشي” حين يكون اتجاه العين للخارج.

وأوضحت أن العلاج بالنسبة للحول والكسل يعتمد على جلسات وتمارين رياضية؛ تعمل على تقوية عضلات العين بحيث عندما تكون العضلات عضلات ضعيفة وتتجه إلى الخارج يتم تقويتها وتعديل مسارها فتتجه إلى الداخل.

وأضافت العبادسة إنه “يتم وضع المريض على أجهزة تعتمد اعتمادا كليا على صور يتم دمجها؛ بحيث تعمل على تحريك العضلات من الاتجاه غير الصحيح إلى الاتجاه الصحيح، فبذلك يشد على العضلة ويقويها”، مشيرة إلى أن المريض يخضع لجلسات علاج بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا لمدة تتراوح ما بين الساعة إلى الساعتين.

علاج وتنمية هوايات

وداخل المركز المتخصص، انهمك عدد من الأطفال في الجلسات العلاجية، عبر وضع نظارات خاصة على عيونهم، وممارسة رسومات بحيث تتحقق التسلية والإمتاع بما يحوّل الجلسة العلاجية إلى مزيد من العلاج والترفيه وتنمية المهارات والمواهب.

وتبين العبادسة أنه بالسابق كان علاج الحول وكسل العيون يتم للأشخاص بأعمار محددة؛ بحيث لا تتجاوز العشر سنوات، أما الآن تبدل الحال، حيث “أصبحنا نعالج كافة الأعمار، ونجد المرضى الكبار أكثر تفاعلا وتجاوبا في الجلسات، وتم بالفعل علاج حالات بعمر 21 و24 عاماً”.
 
واستقبل المركز منذ تأسيسه عام 2013، كأحد المراكز التابعة لجميعة إعمار التي تتخذ من خان يونس مقراً لها، 80 حالة، 60 منها أنهت علاجها، حيث حقق 87% منهم شفاءً تاماً، وأغلبهم وصل إلى نسبة نظر 6 على 6، فيما لا تزال 20 حالة تتلقى العلاج.     
                                
وأشارت الاختصاصية المشرفة على العلاج إلى أن المركز لا يقتصر على علاج الحول وكسل العيون، إنما يشمل فحص حدة الإبصار لكل المرضى لمختلف الأعمار، ووصف النظارات الطبية والعدسات اللاصقة لتصحيح مشاكل الانكسار؛ وذلك سواء باستخدام قطرة الفحص أو بدونها حسب الحاجة، وعمل جميع الفحوصات اللازمة لتقييم وتشخيص أي مشكلة بصرية أو وظيفية يشتكي منها المريض، مع رسم خطة كاملة لمعالجتها.

الأول على فلسطين

ويفخر مدير التأهيل الصحي بجمعية إعمار عماد اسليم، أن مركز بصريات غزة التابع للجمعية هو الأول من نوعه بفلسطين والسادس في الشرق الأوسط في معالجة الكسل الوظيفي للعين بالتمارين الطبيعية وتحسين الرؤية، حسب تصنيف شركة Bernell الأمريكية المتخصصة في تصنيع أجهزة العلاج البصري في العالم.

وأكد أن لدى جمعيته خطة لتطوير مرافق المركز ليشمل عيادة عيون تشخيصية يتوفر فيها أحدث الأجهزة في عالم العيون التي تختصر على المريض أشهرًا من الانتظار على قوائم الفحوصات في المشافي الحكومية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات