الثلاثاء 13/مايو/2025

سناء الحافي.. زيارة الضفة انتهت بالاعتقال على مشارف غزة

سناء الحافي.. زيارة الضفة انتهت بالاعتقال على مشارف غزة

على غير عادته أخفى عليٌّ (10 سنوات) شهادته المدرسية التي حصل فيها على معدل 90% في قميصه رافضاً أن يراها إخوته قبل والدته. طفولته البريئة لم تدرك بعد أن والدته “سناء” قد يطول غيابها خلف قضبان الاحتلال.

منذ أن اعتقلت سناء الحافي (43 سنة) على معبر “بيت حانون” لا تنقطع أسئلة أصغر أطفالها “علي” عن موعد عودتها: “متى تعود؟ بينفع أروح عندها؟ بينفع أزورها؟”، مشدداً بمفرداته الصغيرة على عظيم اشتياقه لها.

واعتقلت قوات الاحتلال “سناء” قبل أسبوعين وهي في طريق عودتها من زيارة عائلتها في مدينة رام الله، ووجهت لها تهمة “تحويل أموال لكيان معادٍ” حسب نص المحكمة الصهيونية، وبعد التحقيق معها لعشرة أيام نقلوها لسجن “هشارون”.

تهمة باطلة

 
في حجرة الضيافة بمنزل “الحافي” يتفرّق أبناؤها في مهمات اختيارية فابنها “إسماعيل” منشغل بتحديث معلومات وردت قبل ساعة عن تأجيل محاكمتها للأسبوع القادم على صفحة أنشأها في “فيسبوك”.

على الجانب الآخر تجرّعت أفنان (18 سنة) آلام فراق أمها أكثر من أشقائها؛ فأجواء امتحانات الثانوية العامة زادت من حاجتها لوالدتها، وقد منعتها جَلَبة الزوار والأقارب في اليومين الأوّلين من امتحانات الثانوية العامة من الدراسة.

في الغالب يتولى ابنها البكر أيمن (27 سنة)، وهو محامٍ تحت التدريب مهمة الحديث لوسائل الإعلام نائباً عن ستة أشقاء وأبيهم، موضحاً عدوان الاحتلال على أمه التي كانت في طريق عودتها لبيتها.

ويضيف: “بعد زيارة امتدت لـ 27 يومًا، اعتقلوها وهي لم تزر أهلها من سنة 2001 سوى مرتين، وليلة اعتقالها اتصلت بنا من هاتف مخابرات الاحتلال، وقالت سيسألونني مسائل بسيطة وأعود”.

في الصباح أكد الصليب الأحمر نبأ اعتقالها رسمياً، وبعد مرور 10 أيام على التحقيق في سجن “المجدل” نقلوها لسجن “هشارون”، لتكون الأسيرة رقم 29، وتهمتها تحويل أموال لما وصفوه بـ”كيان معاد”.
 
ويتابع: “أمي امرأة بسيطة ترعى سبعة أبناء، واعتقالها أضرّ بحالة أشقائي الصغار وشقيقتي في امتحان الثانوية العامة، وأخي علي حاولنا تسليته بقرب عودتها لكننا اضطررنا مؤخراً لإخباره بالحقيقة”.
 
أسندت الأسرة قضيتها لمحامٍ من الفلسطينيين في الـ48، ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، لكن أبناءها يطالبون السلطة الفلسطينية وكافة مؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل وتحريرها من تهمة باطلة، كما يقولون.
 
ويمضي شقيقا “سناء” أحكاماً متفاوتة في سجون الاحتلال، أولهم “سامر أبو كويك (33 سنة)، وحكمه 3 مؤبدات و10 سنوات، وهو معتقل من سنة 2002، ثم حسين أبو كويك (60 سنة)، وقد جددوا له سجنه الإداري 4 شهور قبل أيام.

مفاجأة رمضان

 
لا يتخيّل “إسماعيل” شهر رمضان الذي سيحلّ بعد أيام وأمه غائبة عن البيت؛ فلها برنامج وتعليمات وطقوس خاصّة عودت أسرتها عليها خاصّة في وقت السحور والإفطار.

من ساعة سفرها في رام الله متوجهة إلى غزة كان “إسماعيل” على اتصال هاتفي مستمر مع أمه، وعندما وصلت حاجز “بيت حانون” انتظر لساعات على البوابة حتى أخبره بعض المسافرين أنهم شاهدوا المخابرات تقتادها للتحقيق.

ويضيف: “انتظرت حتى الساعة 2 فجراً، وأخبرني الارتباط أنها ستظل لدى الاحتلال، كان أمراً مفاجئاً، حيث كنا مشتاقين لها بعد غياب أسابيع، والآن لا أتخيل الحياة بعد 15 يومًا من اعتقالها، ونشعر بمرارة غيابها”.

برنامجها الذي يفتقده “إسماعيل” في رمضان المقبل هو: إيقاظ أبنائها مبكراً للسحور والصلاة، وقبيل الإفطار تكون كغيرها منشغلة في إعداد الطعام، أما حصتها من ختم القرآن فهي (4-5) مرات.

ويتابع: “لا أدري كيف سيأتي رمضان؟! كنت أراقبها وهي تتجهز لصلاة التراويح، وتقرأ القرآن فتسبقنا، ولو قصّر أحدنا تؤنّبه، وتذكرنا دوماً بالصلاة والعبادة.. لا أدري كيف سنمضي الشهر المقبل؟!”.
 
وتناشد أسرة “سناء” مؤسسات حقوق الإنسان والسلطة الفلسطينية بضرورة التحرك الجادّ والعاجل للإفراج عنها من سجون الاحتلال الذي اعتقلها وهي في طريق عودتها لأبنائها السبعة، ووجّه لها تهمة تفتقد لأي إثبات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات