عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

يوم الأسير.. عنوان ينتهي ومعاناة تتفاقم

يوم الأسير.. عنوان ينتهي ومعاناة تتفاقم

يمر يوم الأسير والذكرى تخجل أن تكون لفظا يتداوله الشارع عبر مكبرات صوت أو لافتات أو وسائل إعلام تنام طيلة العام وتستيقظ لساعة؛ بينما يبقى هناك يوم يتكرر بمعاناته وصبره وجهاده ورباطه في الزنازين ومنازل الأسرى ومن يهتم بهم.

تسجيل مواقف

ويبرق أهالي الأسرى رسائل تختلف هذه المرة عن سنوات سابقة؛ حيث تركز على ضرورة تطوير سبل تفعيل ملف الأسرى بدل الروتين القائم فقط لتسجيل المواقف وتكرارها في كل عام بخلاف واقع مرير يستمر ويتصاعد هناك، حيث الأيام تقتل والساعات تغيب.

ويقول الأسير المحرر باسم الزعارير لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “حان موعد تغيير وتطوير وسائل الإسناد للأسرى وتفعيل قضاياهم، ولم يعد مقبولا أن يمر يوم الأسير وتمر المعاناة معه دون أن يصبح هناك مشروع سياسي كبير تشترك فيه الفصائل والجهات الرسمية لنصرتهم؛ فما يحدث مع النواب والأسرى جميعهم، يدلل على أن هناك عدم تجاوب مع قضيتهم، كما أن هناك تراخيا وترهلا في تفعيل ملفاتهم على الصعيد المحلي والدولي”.

ويشير الزعارير إلى أن ما يجري في السجون تصعيد كبير من قبل الاحتلال، ومحاولة إذلال لا يجب أن تمر على الشارع بشكل طبيعي، بل أن تعاد الرسالة للاحتلال بأن يكون هناك أفق ورؤية واضحة ليصبح ملف الأسرى أولوية.

ويقبع في سجون الاحتلال 6500 أسير بينهم مئات المرضى؛ كما أن هناك 24 أسيرة و230 طفلا موزعين على العديد من السجون، في حين ذكرت هيئة شؤون الأسرى بأن عدد المعتقلين الإداريين وصل إلى 480، ما يدلل على أن قضية الأسرى مغيبة رغم ضخامة الأعداد والمعاناة.

من جانبه، يقول الأسير المحرر الطفل خالد الشيخ لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الأسرى في السجون وخاصة الأطفال الأسرى لا يريدون وقفات تضامنية تستمر لساعات وتنتهي، ولا يريدون هتافات ومطالبات، بل هم بحاجة تحرك جدي لتحريرهم، خاصة وأن معظمهم يقبع في الأسر دون تهمة ويريد الاحتلال أن يلصق بهم تهما عدة لم يفعلوها”.

ويشير الشيخ إلى أن الاحتلال لا يراعي أوضاع الأسرى الأطفال وهم الأكثر تعرضا لممارساته الوحشية.

تساؤلات

ويطرح المواطنون التساؤلات الكثيرة على الفصائل والسلطة والمجتمع الدولي في ملف الأسرى الذي تراجع الاهتمام به في المراحل الأخيرة، وأعادته إلى الواجهة ملفات خطف الجنود على يد المقاومة.

ويقول المواطن أبو زكريا لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “التضييق الحاصل على التفاعل مع ملف الأسرى بات روتينا يمارس من قبل السلطة وبعض الجهات، وإذا ما تحدثنا بأكثر واقعية؛ فإن أسر الجندي شاليط وتحرره بصفقة، وأسر الجندي شاؤول الآن؛ أعادا ملف الأسرى للواجهة، ودب فيهم وأهاليهم المعنويات، فلماذا تبقى جهة واحدة تهتم بالأسرى فعليا، بينما السلطة وأطراف أخرى تتغنى بالبيانات والشعارات والأغاني وفقط”.

ويطرح أبو زكريا تساؤلا على السلطة حول ملف الأسرى والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية في إطار ما بات يعرف بالإفراج بالكفن، وهذا ما حصل مع الشهيدين ميسرة أبو حمدية وجعفر عوض في العامين الأخيرين.

انتهى يوم الأسير وأشرقت شمس يوم جديد على طفل يحلم باحتضان والده، وعلى أسير يبحث عن خيوط الشمس وصوت الحياة من نافذة عزله و”بوسطة” تنقله بين مقبرة وأخرى، ويبقى أمل يفرح أهلا وشعبا وأحرارا بفضل الله أن هناك مقاومة لا تنسى كسر قيود الأبطال بعد أن حطمت روتينا يصر البعض على إلصاقه بيوم الأسير وكأنه حفلة التفاخر فيها بعدد الأسرى لا بمن تحرروا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات