الأسير أبو وردة.. إعلامي واجه الاحتلال بالكلمة والصورة

الصحافة في الضفة الغربية تصبح على ما تمسي عليه.. ملاحقة على مدار الساعة؛ فلا يتوقف الاحتلال عن استهداف الصحفيين بالقتل أحيانًا، أو بالإصابة أحيانًا أخرى، أو بالاعتقال والأسر لفترات مختلفة خشية فضح الممارسات والاعتداءات الصهيونية بحق المواطنين؛ حيث كان آخر هذه الاستهدافات اعتقال الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة من مخيم بلاطة شرق نابلس.

وعن معاناة الصحفي أبو وردة؛ تقول زوجته (أم عمر): “حرم الاحتلال زوجي من إكمال درجة الدكتوراه ومنعه من السفر، وسجنه عشرة أشهر إداريًّا، وأفرج عنه ليعيد اعتقاله صباح الأربعاء (15-4)”.

وتضيف: “اضطر زوجي أن يكمل الدكتوراه بالمراسلة في جامعة أخرى، وحصل عليها، وقبل اعتقاله الأخير راسل جامعته الأولى كي يقدم رسالته بطرق إلكترونية مرئية كون الاحتلال يمنعه من السفر”.
 
وتابعت: “زوجي أمين عبد العزيز أبو وردة قبل اعتقاله الأخير كان قد طبع كتابه بعنوان “بصمات في الصحافة الاعتقالية” كتجربة إعلامية خلف قضبان الأسر كما وصفها هو بنفسه؛ والآن عاد مجبرًا ومكرهًا ليكرر بصمته الاعتقالية من جديد”.

وقد استنكر صحفيو نابلس اعتقال أبو وردة، عادّين ذلك محاولة من الاحتلال لتكميم الأفواه ومنع نشر وفضح  اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، كما نظموا وقفة تضامنية في نابلس تضامنًا مع الأسير أبو وردة، ونشرت مواقع كثيرة على الـ”فيس بوك” حملات تضامن معه، ما يزال بعضها مستمرًّا.

وتحدث المؤلف الأسير الصحفي أبو وردة قبل اعتقاله الأخير عن كتابه قائلاً: “بعيدًا عن شخصنة حكاية الأسير، لكن اعتبار وجود الصحفي رهن الاعتقال، بداية لمهمة صحفية، تبدأ من اللحظات الأولى للأسر، ويتخللها كل المحطات التالية، ولا تنتهي بالإفراج، بل تتواصل بأشكال أخرى، لا تقل أهمية عن معايشة الحالة”.

وعن اعتقال زوجها تقول (أم عمر) إن جنود الاحتلال فتشوا المنزل وأرهبوا الأطفال قبل أن يقتادوا زوجها للاعتقال مقيد اليدين ومعصوب العينين؛ حيث تؤكد أنه سيفرج عنه لأنه لا يوجد عليه شيء سوى عمله في مجال الإعلام فقط، ومدير لمكتب أصداء للصحافة.

وعن الكتاب قالت: “كتاب “بصمات في الصحافة الاعتقالية” جاء حصيلة تجربة عاشها شخصيًّا زوجي الأسير خلال اعتقاله الإداري الأخير، ويضم الكتاب الذي جاء في 232 صفحة من الحجم المتوسط، مدخلاً نظريًّا حول الصحافة الاعتقالية وأبوابًا تطبيقية في ألوان العمل الصحفي، كلها منبثقة من البيئة الاعتقالية التي عايشها زوجي بحذافيرها”.

وأردفت: “واحتوى الكتاب على ثلاثة أبواب: الأول إطار نظري يتضمن مفهوم الصحافة الاعتقالية، وأهمية تحويل الصحافة الاعتقالية إلى مساق تعليمي، ووظيفة الصحافة الاعتقالية، والبيئة الاعتقالية، والتجربة الذاتية وانعكاسها على الحالة العامة، ومميزات ومعيقات التجربة الصحفية الاعتقالية، وتناول أيضًا الأشكال الصحفية الممارسة داخل السجون، ووسائل الإعلام السائدة في البيئة الاعتقالية، وجهود الأسرى للحصول على الأخبار والمعلومات، وتصنيف الأسرى حول اهتماماتهم الإعلامية، ودور الاحتلال ومصلحة السجون في التأثير على اهتمامات الأسرى الإعلامية، وتقييم الأسرى لطبيعة تناول وسائل الإعلام لقضيتهم، ومطالب الصحفيين الأسرى من وسائل الإعلام، وأهمية البحث الإعلامي في البيئة الاعتقالية، ودور الصورة في توثيق البيئة الاعتقالية، وأهمية المصطلحات المستخدمة إعلاميًّا بخصوص قضية الأسرى”.

وأكملت: “أما المبحث الثاني فقد احتوى تطبيقات عملية ميدانية، أما المبحث الثالث فقد احتوى على خواطر اعتقالية”.

وتضامنًا مع الأسير أبو وردة يطلق موقع أصداء للصحافة مساء اليوم الجمعة (17-4) الساعة التاسعة حملة تضامن مع أمين أبو وردة من نابلس، على ثلاثة مواقع هي: فيسبوك، وتويتر، وانستغرام.