نزيه أبو دراز.. رحلة برية انتهت به مصاباً برصاص الاحتلال

لم يكن الشاب نزيه أبو دراز (18 عاماً) يعلم أن خروجه للتنزه في الأطراف الشرقية لمنطقة سكناه شرق خان يونس جنوب قطاع غزة سيجعله هدفاً لقوات الاحتلال التي أصابته بعيار ناري في ساقه.
على سرير الشفاء في مستشفى غزة الأوروبي، رقد أبو دراز، وتحامل على آلامه وهو يروي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وقائع الرحلة البرية التي انتهت به مصاباً يترقب تماثله للشفاء للعودة إلى الحركة بشكل طبيعي “توجهت مساء الجمعة الماضية إلى منطقة السناطي بهدف التنزه في منطقة برية مفتوحة خاصة أنني أعلم أن الكثير من الشباب يتوجهون للمنطقة للتنزه والتواجد في المنطقة العازلة”.
وقال الشاب المصاب “عندما وصلت إلى المنطقة التي تبعد 100 متر عن السياج الأمني لاحظت شرقه، وجود 6 جيبات لقوات الاحتلال وحولها عدد من الجنود المدججين بالأسلحة، وبعضهم يجلسون على ركبة ونصف ويشهرون السلاح تجاه الشباب الذين كانوا يتواجدون في الأراضي الزراعية غرب السياج على مسافات متفرقة”.
وتفرض قوات الاحتلال الصهيوني منطقة عازلة بمحاذاة السياج الأمني على امتداد قطاع غزة، بعمق يتراوح بين 300 – 2000 متر شرق القطاع بما يشكل 17 % من مساحة قطاع غزة.
بدا الألم على الشاب أبو دراز وهو يحاول أن يسند نفسه قليلاً ويحاول أن يمسك رجله المصابة، قبل أن يقول: “لم يكن هناك أية مواجهات أو أمور غير عادية .. فقط الشباب يتجولون ويلتقطون الصور .. فالمكان بري وبه زهور برية، وكذلك الشباب تحب أن تتصور على مقربة من السياج الأمني”.
فمع حلول فصل الربيع تنتشر الزهور البرية في المنطقة خاصة الزهور الصفراء التي تشكل لوحات جميلة تستقطب الشباب للتواجد في المنطقة لكسر روتين الحياة وسط التجمعات السكنية المكتظة.
ويؤكد أن التواجد الشبابي لم يكن يشكل أي خطر على الاحتلال، فأغلب من يتوجهون للمنطقة الحدودية إما أنهم يريدون التنزه أو التقاط الصور في المكان، وبعضهم يتواجد للرعي، أو من حب الاستطلاع بعد أن أصبحت هناك تجمعات عفوية كل جمعة تقريباً”.
صمت الشاب أبو دراز لحظات قبل أن يروي ظروف إصابته قائلاً: “كان الجنود يطلقون النار .. أعيرة قليلة تبدو للتخويف ليس أكثر .. كل عدة دقائق عيار .. شاهدت الرمال تتطاير قريباً من المكان الذي أقف فيه .. فشعرت أن الرصاص اقترب من مكان تواجدي فأردت التراجع وخلال ذلك أصبت “.
أشار إلى رجله التي لفت بالشاش الأبيض وقال :”كان الألم كبيراً شعرت عامود نار اخترق ساقي فسقطت على الأرض وأنا أصرخ وأكبر ..”.
عندما سقط الشاب أبو دراز على الأرض تجمع حوله الشباب وهم يكبرون وحملوه ليجروا به باتجاه الغرب ثم جرى نقله على دراجة نارية سارت به مئات الأمتار قبل أن تصل سيارة إسعاف قامت بنقله للمستشفى لتلقي العلاج.
ورغم آلامه يؤكد المصاب أبو دراز أنه غير نادم على رحلته البرية التي انتهت نهاية غير سعيدة، مؤكداً “هذه أرضنا .. الاحتلال يريد إخافتنا ومنعنا من التواجد ولن يستطيع ذلك”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

6 شهداء وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 6 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة، فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر شن طائرات الاحتلال...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...