الثلاثاء 13/مايو/2025

نزيه أبو دراز.. رحلة برية انتهت به مصاباً برصاص الاحتلال

نزيه أبو دراز.. رحلة برية انتهت به مصاباً برصاص الاحتلال

لم يكن الشاب نزيه أبو دراز (18 عاماً) يعلم أن خروجه للتنزه في الأطراف الشرقية لمنطقة سكناه شرق خان يونس جنوب قطاع غزة سيجعله هدفاً لقوات الاحتلال التي أصابته بعيار ناري في ساقه.

على سرير الشفاء في مستشفى غزة الأوروبي، رقد أبو دراز، وتحامل على آلامه وهو يروي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وقائع الرحلة البرية التي انتهت به مصاباً يترقب تماثله للشفاء للعودة إلى الحركة بشكل طبيعي “توجهت مساء الجمعة الماضية إلى منطقة السناطي بهدف التنزه في منطقة برية مفتوحة خاصة أنني أعلم أن الكثير من الشباب يتوجهون للمنطقة للتنزه والتواجد في المنطقة العازلة”.

جنود يتربصون

وقال الشاب المصاب “عندما وصلت إلى المنطقة التي تبعد 100 متر عن السياج الأمني لاحظت شرقه، وجود 6 جيبات لقوات الاحتلال وحولها عدد من الجنود المدججين بالأسلحة، وبعضهم يجلسون على ركبة ونصف ويشهرون السلاح تجاه الشباب الذين كانوا يتواجدون في الأراضي الزراعية غرب السياج على مسافات متفرقة”.

وتفرض قوات الاحتلال الصهيوني منطقة عازلة بمحاذاة السياج الأمني على امتداد قطاع غزة، بعمق يتراوح بين 300 – 2000 متر شرق القطاع بما يشكل 17 % من مساحة قطاع غزة.

نزهة والتقاط صور

بدا الألم على الشاب أبو دراز وهو يحاول أن يسند نفسه قليلاً ويحاول أن يمسك رجله المصابة، قبل أن يقول: “لم يكن هناك أية مواجهات أو أمور غير عادية .. فقط الشباب يتجولون ويلتقطون الصور .. فالمكان بري وبه زهور برية، وكذلك الشباب تحب أن تتصور على مقربة من السياج الأمني”.

فمع حلول فصل الربيع تنتشر الزهور البرية في المنطقة خاصة الزهور الصفراء التي تشكل لوحات جميلة تستقطب الشباب للتواجد في المنطقة لكسر روتين الحياة وسط التجمعات السكنية المكتظة.

ويؤكد أن التواجد الشبابي لم يكن يشكل أي خطر على الاحتلال، فأغلب من يتوجهون للمنطقة الحدودية إما أنهم يريدون التنزه أو التقاط الصور في المكان، وبعضهم يتواجد للرعي، أو من حب الاستطلاع بعد أن أصبحت هناك تجمعات عفوية كل جمعة تقريباً”.

هكذا أصبت

صمت الشاب أبو دراز لحظات قبل أن يروي ظروف إصابته قائلاً: “كان الجنود يطلقون النار .. أعيرة قليلة تبدو للتخويف ليس أكثر .. كل عدة دقائق عيار .. شاهدت الرمال تتطاير قريباً من المكان الذي أقف فيه .. فشعرت أن الرصاص اقترب من مكان تواجدي فأردت التراجع وخلال ذلك أصبت “.

أشار إلى رجله التي لفت بالشاش الأبيض وقال :”كان الألم كبيراً شعرت عامود نار اخترق ساقي فسقطت على الأرض وأنا أصرخ وأكبر ..”.

عندما سقط الشاب أبو دراز على الأرض تجمع حوله الشباب وهم يكبرون وحملوه ليجروا به باتجاه الغرب ثم جرى نقله على دراجة نارية سارت به مئات الأمتار قبل أن تصل سيارة إسعاف قامت بنقله للمستشفى لتلقي العلاج.

ورغم آلامه يؤكد المصاب أبو دراز أنه غير نادم على رحلته البرية التي انتهت نهاية غير سعيدة، مؤكداً “هذه أرضنا .. الاحتلال يريد إخافتنا ومنعنا من التواجد ولن يستطيع ذلك”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات