الثلاثاء 13/مايو/2025

الموتى يبعثون في غزة!

الموتى يبعثون في غزة!

لم يجد الأديب الشاب يسري الغول عنواناً مناسباً لمجموعته القصصية سوى أن “الموتى يبعثون في غزة”، وكأنه يُخيل للقارئ للوهلة الأولى وكأن غزة أصبحت أرض المحشر والميعاد، أو كأنها أصبحت قطعة من وعد الآخرة.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” التقى بالكاتب الغول وتعرّف على زوايا مجموعته عن قرب؛ حيث رأت تلك المجموعة النور في غزة وشقت طريقها لتصل إلى كثير من الدول العربية ومعارض الكتب الدولية.

سيرة الكاتب

يرفض الكاتب الفلسطيني الثلاثيني ابن مخيم الشاطئ التحدث عن نفسه كثيراً تاركاً المجال أمام من عرفوه عن قرب للتحدث عن حياته وعن تواضع شخصه رغم كبرياء ونرجسية قلمه، إلا أنه استدركنا بسيرةٍ قصيرة حيث يُظهر أنه بدأ في كتابة القصص والأدب منذ أكثر من 13 عاماً حيث كان نهماً بالقراءة حينما كان طفلاً في مخيم الشاطئ العتيق في قطاع غزة.

يبعثون في غزة !

وعن سر تسميته لمؤلفه الأخير “الموتى يبعثون في غزة”؛ يؤكد الكاتب الغول لمراسلنا، أن هذا العنوان اسم لإحدى القصص في المجموعة حيث يستحضر فيها روح الكاتب الأمريكي “إرنست همنجواي” والذي شارك في الحربين العالمية الأولى والثانية، وعمل متطوعاً بالصليب الأحمر الإيطالي، يسأله هل لو بقيت حياً لدافعت عن غزة كما دافعت عن غيرها؟!”.

وعن رسالته من هذا العنوان، يشير الكاتب الفلسطيني إلى أن العنوان يحمل أكثر من رسالة أن غزة محضن الأموات، وأن الزمن توقف عند لحظة ما حيث أصبحت الحياة في غزة بلا حياة.

ويتابع: “غزة توقف عليها الزمن بسبب الحصار؛ فالأزمات متراكمة بعضها فوق بعض، من المياه إلى الكهرباء إلى إغلاق المعابر، كل المقومات الإنسانية أصبحت غير موجودة”.

ليضيف: “الإنسانية تعيش الحروب منذ الأزل، ولكن الحق دائماً هو المنتصر”. 

محتوى المجموعة

وتحتوي مجموعة “الموتى يبعثون في غزة” على 15 نصًّا قصصيًّا قصيرًا فيما تتكون من 125 صفحة، تتحدث في أكثرها عن فلسطين كلها، وعن معاناة اللجوء والحصار وحياة المخيم والتشتت.

ويؤكد الكاتب الغول أن بعض القصص قد عايشها بنفسه واقعاً ملموساً، عبر معايشته لبعض الثقافات الأجنبية والعربية.

مؤلفات سابقة

لم تكن مجموعة “الموتى يبعثون في غزة” هي الأولى للكاتب الغول، حيث سبقتها روايات أخرى تتحدث في مجملها عن الهم والمعاناة الفلسطينية.

كان أولى هذه المجموعات “على موتها أغني”، والذي حملت تفاصيل وملامح المعاناة الفلسطينية بكل مكوناتها، فيما جاءت المجموعة الثانية بعنوان “قبل الموت بعد الجنون”.

وكما لم يرغب الكاتب الغول الحديث عن نفسه كثيراً، فكذلك كانت رغبته بعدم الحديث عن مجموعته الجديدة، مستدركاً: “رغبتي هي إفساح المجال للنقاد والقراء والمهتمين أن يقولوا رأيهم في مجموعتي تلك والتي صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمان نهاية العام المنصرم والتي حملت في جعبتها خمس عشرة قصة قصيرة تغلفت بالحديث عن غزة وفلسطين واللجوء والتشرد والموت والخوف وكافة أشكال المعاناة التي تحياها الأمة”.

هاشتاق باسم المجموعة

يقول الغول إنه فوجئ قبل أيام من توقيع الكتاب وانطلاقه رسمياً مطلع شهر مارس الجاري، بانطلاق حملة عبر مواقع الإعلام الاجتماعي لدعم كتابه “الموتى يبعثون في غزة”.

 ولفت إلى أن عدد متابعي الهاشتاق الذي حمل اسم #يبعثون_في غزة وصل إلى أكثر من خمسة مليون مشترك عبر تويتر أو يزيد.

ويضيف: إن “هاشتاق (#يبعثون_في_غزة) كان بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن غزة ما زالت تضج بالحياة، ولن تتوقف حتى تحقيق الحرية والانتصار”.

وبين أن الكثيرين تواصلوا معه باهتمامهم بكتابه الأخير كان رسالة لكل أقرانهم العرب من أن غزة تضج بالإبداع، فرسالتهم كانت بإيصال صوت غزة رغم الحصار والحروب والقتل المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات