تفجيرات رفح المصرية.. روتين يومي يسمع صداه جنوب القطاع

لم يغير تكرار دوي الانفجارات من وتيرة الحركة الاعتيادية في رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن اعتاد المواطنون على سماع أصداء الانفجارات القادمة من جهة الأراضي المصرية، غير أنهم شعروا بآثار جانبية تمثلت في زيادة معدلات انقطاع التيار الكهربائي.

وشهد اليومان الماضيان زيادة لافتة في عدد التفجيرات وقوتها، إذ لا تكاد أصواتها تتوقف، لتذكر السكان بأيام الحرب الأخيرة التي لم تنس بهول ما وقع فيها من قصف وما نجم عنها من ضحايا وتدمير.

وغرقت محافظة رفح جنوب قطاع غزة في ظلام دامس مساء الجمعة، بعد تعطل محطة توليد الكهرباء المصرية في مدينة العريش التي تغذي المحافظة.

وقال المواطن عامر قشطة (45 عاماً) الذي يسكن قرب بوابة صلاح الدين: “لقد اعتدنا على هذه التفجيرات، في البداية شعرنا بالخوف خاصة الأطفال والنساء لكن بعد هذه الفترة اعتدنا عليها، خاصة أنها بدأت تبتعد عن المنطقة الحدودية”.
 
كانت قوات الجيش المصري بدأت نهاية أكتوبر / تشرين أول 2014، هدم مئات المنازل في رفح المصرية ضمن مخطط لإقامة منطقة عازلة بعمق يمتد من (500-1000) متر؛ بدعوى القضاء على الأنفاق التي شنت عليها حملة سابقة أدت لتدميرها.

وابتسم قشطة بمرارة وهو يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أكثر ما يخيفنا عندما نسمع دوي هذه الانفجارات وتكرارها أنها تعطينا تنبيها باحتمال انقطاع التيار الكهربائي وزيادة معدلاته عن الوضع المعتاد”.

وتتزود رفح الفلسطينية بخطي كهرباء من الجانب المصري بطاقة 27 ميجاوات، كثيراً ما يؤدي تعطلهما الفني أو نتيجة التفجيرات إلى تقليص كميات الكهرباء الواصلة.

وبحسب شركات الكهرباء في رفح فإن زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي في رفح خلال الأيام الماضية ارتبط بشكل أساسي بعطل أصاب الخطوط المصرية، وتجري اتصالات من أجل صيانتها لتعمل بشكل طبيعي.

وقال المواطن عبد الرحمن الشاعر (55 عاماً) من حي السلام برفح: “لا نخاف من التفجيرات لقد اعتدنا عليها، هي فقط تذكرنا بأيام الحرب وما وقع فيها من قصف وتدمير”، مضيفاً “أيضاً نحن نقلق ونحزن على ما يجري في الجانب الآخر من الحدود فهم أهلنا وربعنا سواء السكان أو الجيش ونحن لا نتمنى لهم إلا كل خير، ونريد أن يتحقق لهم جميعاً الأمن”.

وخلال الموجة الأولى من تدمير المنازل في رفح المصرية لحقت أضرار بالعديد من منازل المواطنين في مخيم رفح القريبة من الشريط الحدودي.

وقالت مصادر حقوقية لمراسل “المركز الفلسطيني للاعلام” إن ما لا يقل عن 25 منزلاً لحقت بها أضرار في النوافذ والواجهات نتيجة تفجير المباني والمنازل في رفح المصرية ومنطقة الأنفاق في المنطقة التي تمتد من حي تل السلطان غرباً وصولاً إلى معبر رفح الحدودي.

ولا يتوقف سماع الانفجارات على رفح بل إنها تسمع بشكل واضح أيضاً في خان يونس، ولمسافات تصل قرابة 8 كيلومتر عن الحدود الفلسطينية المصرية.

فعصر الثلاثاء (10-3) دوى انفجار كبير انشغل الصحفيون والمهتمون في متابعة حيثياته خاصة بعدما تصاعد معه سحب من الدخان قبل أن يتبين أنه أحد التفجيرات الناجمة عن تدمير الجيش المصري لأحد المباني في رفح المصرية.

وقال عامر النجار الذي يقطن في منطقة معن جنوب خان يونس لمراسلنا: “سمعت الانفجار وكان كبيراً صعدت إلى سطح منزلي ونظرت لجهة سماع صوت (الجهة الجنوبية الغربية) وشاهدت سحب دخان .. اعتقدت في البداية أنه قصف مصري استهدف موقع الحشاشين قبل أن يتبين أنه ناجم جراء التفجيرات داخل الأراضي المصرية.

كان إعلاميون مصريون وجهوا مؤخراً دعوات تحريضية للجيش المصري كي يشن هجمات على غزة بدعوى محاربة الإرهاب وهو الأمر الذي أثار مخاوف العديد من المواطنين والمتابعين بأن يكون ذلك لتهيئة الرأي العام لضربة محتملة، غير أن هذه الأجواء التحريضية تكاد تكون هدأت في الأيام الأخيرة.

ويأمل سكان جنوب قطاع غزة بأن يتوقف صوت التفجيرات ويتحقق الأمن ليتمكن الجميع من العيش بأمان وسلام.