الثلاثاء 13/مايو/2025

دار الحديث.. صرح علمي بـالأقصى يخرج أجيالاً

دار الحديث.. صرح علمي بـالأقصى يخرج أجيالاً

لا تستطيع أن تلمحها إلا إذا اقتربت منها.. أشجار السرو والزيتون -لكثرتها- تغطي مبناها مربع الشكل، فهي في زاوية غير ظاهرة للأعين.. وما إن تمشي بضع خطوات متصاعدة باتجاهها حتى تسمع أصوات أناس ترتل القرآن ترتيلاً أو يتدارسون الفقه الإسلامي داخلها، ولعل تواجدها بالقرب من بابي “الرحمة” و”الأسباط” أكثر ما يميز موقعها، فهي في زاوية شرقية للمسجد الأقصى، إنها “دار الحديث الشريف” في المسجد الأقصى.

الدكتور ناجح بكيرت، المسؤول عن التعليم في الأقصى، يشرح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل هذا المكان المجهول بقوله: “دار الحديث الشريف أسست عام 1981م، وقديمًا كانت في مدرسة الشيخ الخليلي على سطح قبة الصخرة والتي تستعمل اليوم مكاتب لمهندسي المسجد، وكانت قبة المعراج فيها “مكتبة دار الحديث”، وأيضًا الخلوة الغربية التي بها قسم المحاسبة، ومن ثم احتاجتها دائرة الأوقاف الإسلامية للمهندسين وانتقلت دار الحديث إلى مقام كرسي سليمان”.

بداية نشطة

ويقول بكيرات: “دار الحديث الشريف بدأت بنشاط كبير جدًّا داخل المسجد الأقصى المبارك، وكان أول من أسسها الشيخ جميل حمامي عام 1981م، وكان هناك عدد من المدرسين وتضم عددًا كبيرًا جدًّا من الذكور والإناث، ومدة الدراسة في دار الحديث سنتان، وما زالت حتى اليوم.. ثلاثة أيام للإناث وثلاثة أيام للذكور، وكانت تعتمد منهاج ثقافي وتركز على الحديث الشريف، وتعتمد على النشاط القرآني”.

ويشير إلى أن دار الحديث أقامت عدة نشاطات في المسجد الأقصى من ضمنها مهرجان السنة النبوية وكان هذا المهرجان يضم أكبر معرض للكتاب ومحاضرات وندوات وورش عمل، ومعرضًا للألبسة والنشاط الإسلامي”.

ويقول بكيرات: “كان عدد الطلاب السنوي يتراوح ما بين 100 إلى 120 طالبًا وطالبة، وكان يأتي حضور من قطاع غزة والضفة الغربية ليشاركوا في النشاط الذي تقيمه دار الحديث بالمسجد الأقصى، وبقي نشاطها إلى عام 1985م”.

دورات مجانية

المشرف على دار الحديث الحالي، الشيخ يوسف أبو سنينة يقول عن دار الحديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “دار الحديث الشريف تعقد دورات فيها بشكل مجاني تحت رعاية دائرة الأوقاف الإسلامية، والمدرسون فيها يدرسون لوجه الله تعالى، أنشئت دار الحديث عام 1981م واستمرت في إعطاء رسالتها لعام 1991م، وما إن اشتعلت انتفاضة في فلسطين، ووقعت اضطرابات في المسجد الأقصى قل عدد القادمين لدار الحديث الشريف”.

ويضيف أبو سنينة: “من عام 2000م لا يوجد لدينا دورات إلا دورات وعظية للنساء مختلفة الأعمار، ودورات لتحفيظ القرآن الكريم على مدار السنة، ولا يوجد دورات حاليًّا للرجال، وافتتحت دار الحديث أقسامًا أخرى في تعليم الفقه، وهنالك دورات جديدة في علم تجويد القرآن الكريم”.

ويتابع: “يتم في دار الحديث إثراء معلومات عامة ووعظية وإرشادية في مناحي الحياة كافة، ويوجد كل يوم خميس درس عام للنساء، وثلاثة أيام في الأسبوع، أحد وثلاثاء وخميس لتحفيظ النساء القرآن الكريمـ وخلال العام المنصرم حفظت المصحف الكريم 20 امرأة، وأكثر من 200 امرأة تخرجوا من دار الحديث بنسب متفاوتة بالنسبة لأجزاء مختلفة من القرآن الكريم ويجري لهم اختبارات مرة في منتصف السنة”.

وأردف: “دار الحديث تعمل الآن على تعليم النساء، وفي الفترة الأخيرة قلّ عدد النساء بسبب تضييقيات الاحتلال والشرطة على أبواب المسجد الأقصى، ومنع النساء من دخوله، ولا يوجد أية مشاريع مستقبلية لدار الحديث الشريف بسبب التضييق الحاصل على المسجد الأقصى، وليس هنالك أناس مشرفون متخصصون متفرغون في دار الحديث ويدرسون في هذا الشأن”.

أهمية تاريخية

وبين أن “المكان له أهمية كبيرة؛ حيث إن من المتعارف عليه عند أهل القدس من المسلمين أن  “كرسي سليمان” اعتقادًا أن سيدنا سليمان عليه السلام جلس في المسجد الأقصى، وخلفه مباشرة كان فيما بعد قبران من قبور الصحابة: “عبادة بن الصامت، وشداد ابن أوس”، وبجانبه الباب الذهبي “سجن سيدنا سليمان”، وفي آخر الزمان يفتح الباب ويدخل منه سيدنا المسيح عيسى بن مريم ويصلي عنده تحية المسجد، وسيكون مفتوحًا كسائر أبواب المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات