الأربعاء 03/يوليو/2024

مراقبون: الزيارات الدبلوماسية لغزة حمل كاذب (تحليل)

مراقبون: الزيارات الدبلوماسية لغزة حمل كاذب (تحليل)

لم تكن زيارة توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام للشرق الوسط، لغزة الأحد الماضي 15 شباط (فبراير) الجاري الزيارة الأولى، ولن تكون الأخيرة للدبلوماسيين الغربيين لقطاع غزة، لكنها جاءت ضمن سلسلة زيارات مكوكية لهؤلاء الدبلوماسيين شهدها القطاع، دون أن تثمر هذه الزيارات عن شيء بحسب مراقبين، ومسئولين.

زيارات متعاقبة

وفي اليوم التالي لزيارة بلير لغزة قام وزير الخارجية الإيرلندي تشارلي فلاناغان، بزيارة إلى القطاع.

وسبق هاتين الزيارتين بأيام قيام جيمس رولي، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية “أوتشا” بزيارة القطاع، وتحديدًا في العاشر من شباط (فبراير) الجاري.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قام بزيارة غزة، وذلك في الرابع عشر من تشرين أول (أكتوبر) الماضي، ثم قام وزير الخارجية الدانماركي مارتن ليديجارد بزيارة لغزة في الخامس من تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، وبعده بثلاثة أيام قامت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فديريكا موغيريني، بزيارة القطاع، في حين قام وزير الخارجية الإسباني “خوسيه مانويل مارجايو”، في الثالث عشر من كانون ثاني (يناير) الماضي بزيارة القطاع.

أما على صعيد السفراء لدى السلطة وممثليهم فقد قام في العاشر من شباط (فبراير) الجاري كل من بيتر باوك ممثل السفارة النرويجية لدى السلطة الفلسطينية، وسفير دولة جنوب أفريقيا لدى السلطة الفلسطينية، مكاليما ميلوتغيسي، بزيارة للقطاع.

وفي الثاني من نفس الشهر قام رئيس مجلس أمناء البنك الدولي د. ميرزا حسن خلال زيارة للقطاع.

وقام كذلك ممثل النمسا لدى السلطة الفلسطينية أندريا ناسي في الحادي والعشرين من كانون ثاني (يناير) الماضي بزيارة لقطاع غزة، كما قام السفير الهندي لدى السلطة الفلسطينية موهيش كومار في التاسع والعشرين من نفس الشهر بزيارة القطاع، وسبقها بثمانية أيام قيام نائب السفير السويسري لدى السلطة الفلسطينية جوناس غيث بزيارة غزة، كما قام في الخامس من نفس الشهر، وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بزيارة إلى القطاع.

لا مشروع ولا نتيجة

الدكتور غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية في غزة والذي ينسق هكذا زيارات، أكد أن أغلب الذين يقومون بهذه الزيارات فقط يقومون بكتابة تقرير عن الزيارة وانطباعاتهم عن غزة لإرسالها إلى دولهم دون أن تكون لهم أي تأثيرات على أرض الواقع.

وأشار حمد لـ “قدس برس” أن بلير منذ فترة طويلة لم يصل إلى غزة وهو لا يحمل أي مشروع، ويأتي فقط ليتعرف كيف تسير الأمور في القطاع من أجل وضع الرباعية الدولية في صورة الواقع.

وقال: “لا نشعر أن هناك أي نتيجة من هذه الزيارات، ولكننا لا يمكننا إلا استقبالهم والترحيب بهم، وتقديراتنا أن زيارة بلير الأخيرة فاشلة”.

واتفق الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية مع حديث حمد أن معظم من يصل إلى غزة من دبلوماسيين يقومون بكاتبة التقارير عن القطاع فقط.

وزاد رزقة: إن “هدف هذه الزيارات التعرف عن قرب هل الوضع في غزة آيل للانفجار بحسب ما تقول التقارير الإعلامية والأمنية وذلك لعدم وقوع حرب جديدة”.

وعدّ أن هذه المسألة تكون ضاغطة على الأوروبيين؛ لأن حالة الاستقرار مطلوبة أوربيا لأنه في حال وقعت معركة جديدة سيمارَس ضغوط على أوروبا كونها لا تقدم حلًّا لقطاع غزة.

بين عباس وبلير

واتهم رزقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمحاولته إفشال هذه الزيارات الأوربية والدبلوماسية إلى قطاع غزة، وذلك حينما تحدث عن إرسال وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة ليحاور حركة “حماس” من أجل تطبيق ما تم الاتفاق عليه.

وقال: “عباس يريد أن يظهر من خلال هذا الوفد أن هناك حراكًا من السلطة لحل مشاكل غزة، لكن هذا الإظهار شكلي، لأن عباس ليس لديه قرار لحل تلك المشاكل، لكنه -ولأنه يعلم أن هناك زيارات دبلوماسية لغزة- يريد استباق ذلك لوضع تصوره، ويوحي لهؤلاء الزائرين أن السلطة تسير في الطريق الصحيح، ولأنه ربما يخشى أن تقدم الرباعية الدولية على أخذ قرار أن غزة فيها كارثة ولتفادي ذلك وتجدد القتال لابد من حل كافة المشاكل فيها”.

وأضاف: “هذه الرؤية ستصبّ في قرارٍ ربما يكون لحل بعض مشاكل غزة مثل قضية موظفي حكومة غزة السابقة”.

وعدّ رزقة أن موقف بلير “رغم تاريخه الأسود”، والدبلوماسيين الأوربيين الذين زاروا غزة أكثر إيجابية من موقف رئيس السلطة عباس في التعامل مع مشاكل غزة والحرص على حلها.

إلا أنه استدرك بالقول: “بلير يزور غزة لتحسين إدارة مشاكل غزة من خلال الرباعية، لا لإيجاد حلول جيدة وجذرية لمشاكل غزة، من خلال ثقل الرباعية الدولية في القرارات التي تخص غزة ومشاكل سكانها”.

وأشار رزقة إلى أن هناك نظريتين في تعامل أوربا مع غزة؛ الأولى تدعو إلى تشديد الحصار وتجفيف المنابع، والثانية تطالب بضرورة تسهيل الإعمار وعمل السلطة داخل غزة حتى تعمل على إعادة الإعمار حتى لا يكون هناك خشية من عودة القتال وتدمير ما تم تعميره مجددًا.

حراك استخباراتي

ويرى مراقبون أن هذه الزيارات لغزة تتم بسبب حالة الجمود في “تل أبيب”، ولأنه لا توجد زيارات إلى هناك لانشغالهم في التحضير للانتخابات القادمة فتكون الزيارة لغزة.

وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد الانتخابات الصهيونية في آذار (مارس) المقبل، يقوم هؤلاء الدبلوماسيون بتجهيز تقاريرهم عن غزة لحين عرضها على رئيس الوزراء الصهيوني الجديد كي ينظر ما يمكن تطبيقه منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...