د. أحمد بحر: الانتخابات الحل الوحيد للخروج من الأزمة الداخلية

أكد الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، أن الفصائل الفلسطينية بات لديها قناعة أن المعطل الأساسي للمصالحة هو محمود عباس.
وفي حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، شدد بحر على أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هي الانتخابات، مؤكدًا أن عباس لازال يعطل اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي تم الاتفاق على اجتماعه منذ عام 2005.
ودعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، حكومة التوافق الوطني إلى أن تقوم بدورها وتمارس مهماتها وأن تلتزم بما تم الاتفاق عليه، مبينًا أنه إذا ما قامت الحكومة بذلك فإن “الشعب الفلسطيني سيكون له موقف وسيصنع حدثًا”. كما قال.
وفيما يلي نص الحوار:
* أعاد استئناف المجلس التشريعي جلساته بعد توقف أشهر عدة، التساؤلات عن قانونية هذه الجلسات؟
– في البداية، المجلس التشريعي كان مستمرًّا بقانونية الجلسة، ولكننا توفقنا بسبب الاتفاق الذي تم في الشاطئ، وينص على تشكيل حكومة تقسم أمام الرئيس باليمين الدستورية وتأخذ ثقة من المجلس التشريعي ومن ثم الرئيس، وكان البند الثاني تفعيل المجلس التشريعي بعد شهر تقريبًا، نحن فعلنا ذلك وأوقفنا عمل المجلس التشريعي الفلسطيني من أجل التفاهمات الفلسطينية ومن أجل وحدة الشعب الفلسطيني، ومضينا في هذا الموضوع، وبعد شهر تشكلت الحكومة بالتوافق الوطني وأقسمت أمام الرئيس، ومن ثم المفروض أن يفعل التشريعي، لكنه لم يفعل، وليس فقط التشريعي، بل تم تهميش الموضوع الأهم وهو اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأشير هنا إلى أن قضية اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بما فيهم “الجهاد” و”حماس” كان متفقًا عليه من سنة 2005، ومرت السنوات إلى 2014 وهي نفس الاتفاقيات ولم يجتمع الإطار القيادي.
* برأيك ما الذي يخشاه أبو مازن من اجتماع الإطار القيادي؟
هناك قرار سياسي بامتياز أنهم لا يريدون المشاركة السياسية الفلسطينية، إنهم يريدون أن يستحوذوا على منظمة التحرير الفلسطينية التي انتهت مدتها واعترفت بـ”إسرائيل”، وألغت الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، ولذلك هذه التحولات الخطيرة وقلب كل القضية النضالية والجهادية، ولذلك كان الاجتماع للإطار القيادي مهم من سنة 2005 حتى يجلس هؤلاء ويصلحوا منظمة التحرير الفلسطينية ويعيدوا لها النضارة ويعيدوا لها القوة والوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني، ولكن للأسف الشديد اتفقنا على هذا الموضوع من سنة 2005 لعقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبما فيهم “الجهاد” و”حماس”، ولهذه اللحظة لم يجتمع، ولذلك هم يريدون أن يستحوذوا على القرار الفلسطيني ولا يريدون مشاركة فلسطينية فاعلة، ولذلك هذا موضوع خطير تمر به القضية الفلسطينية.
* هل يعكس عقد الجلسات الإحباط من مسار المصالحة، بعدما تنكر رئيس السلطة للاتفاق الذي نص على دعوته لدورة جديدة للمجلس؟
هذه قضية دستورية واستحقاق دستوري قانوني والشعب الفلسطيني أعطانا الثقة، وبالتالي نحن نريد أن نتحمل هذه الأمانة ونمضي في الطريق ورغم العقوبات ورغم العراقيل ورغم اعتقال “إسرائيل” 45 نائباً في المجلس وعلى رأسهم رئيس المجلس الدكتور عزيز دويك، منذ بداية 2006، وللأسف فإن فتح تماهت وتغازلت مع “إسرائيل” في تعطيل المجلس التشريعي منذ 2006، لكن نحن أمام هذا الإجرام الصهيوني والتغازل الفتحاوي في إغلاق المجلس والهدف منه أنهم يريدون سلب إرادة الأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهذه هي المشكلة أنهم لا يريدون المجلس التشريعي وهم يعاقبون الشعب الفلسطيني بالحصار الموجود والحروب الثلاثة لأنه اختار الديمقراطية.
* برأيك ما هو الحل، وهل أنتم جاهزون مجددًا للانتخابات؟
– نحن نقول إن الحل هو الانتخابات، ونحن جاهزون لها، وقد أعلنا ذلك، والشعب وصندوق الاقتراع هما الحكم، ولكن يجب أن يتوفر في هذه الانتخابات أجواء مريحة للناس حتى يتمكنوا من اختيار ممثليهم بحرية ونزاهة وشفافية، وكيف يكون ذلك والسلطة في رام الله تعتقل كل الشرفاء من “حماس” و”فتح” و”الجهاد”.
* لكن الآن كيف يمكن أن يفعل المجلس دوره في مواجهة تقصير الحكومة وهل يمكن أن نصل للحظة يتم فيها الصدام، أم أن هذا الأمر محكوم بالاستراتيجيات العامة للمصالحة؟
– نحن لا نريد أن نصل للاصطدام، نحن وحتى الآونة الأخيرة مصرون على المصالحة ونريد لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني أن تقوم بدورها، ولماذا سُميت توافق وطني؟ حتى تعمل لفئة على حساب أخرى، أم أننا كنا نريد مشاركة سياسية؟!.
نحن ندعو الحكومة إلى أن تقوم بدورها وتمارس مهماتها وتلتزم بما تم الاتفاق عليه، على الأقل بصرف رواتب الموظفين، الأمر الذي لا يجوز عقلاً وشرعًا وعدالةً، أن الموظف الذي عمل تحت النار وفي الحروب الثلاثة وقدم روحه وقدم أعضاءه من أجل فلسطين يُحرم من قوت أطفاله.
منع الرواتب يعمق الانقسام ويظهر العنصرية، ويظهر أن هذه الحكومة ليست لغزة والضفة، وكان يجب على الحكومة أن تقوم بدورها في رفع الحصار وإعادة الإعمار وليس قطع الرواتب.
* الحديث عن تقصير الحكومة يدفعنا للحديث عن تأزم مسار تنفيذ المصالحة.. من المسؤول عن هذا التعطيل، وكيف يمكن مواجهة ذلك؟
– نحن نؤكد أن المسؤول الأول والأخير هو أبو مازن بقرار سياسي، والحكومة قالت إنها مرهونة في أبو مازن، ونحن تواصلنا مع كل الفصائل الفلسطينية ووضعناهم في الصورة، وفي اعتقادي أصبح قناعة لدى الفصائل الفلسطينية وخاصة الذين عاشوا معنا في غزة أن المعطل الأساسي هو أبو مازن، نحن نأمل أن تقوم الحكومة بواجباتها وإذا لم تقم بواجباتها فإن الشعب الفلسطيني سيكون له موقف وسنتواصل مع الفصائل الفلسطينية والمستقلين والوجهاء وأبناء الشهداء والجرحى ولابد أن يقفوا ويصنعوا حدثًا.
ونحن في المجلس التشريعي عندنا أمانة كبرى، ونحن مستعدون أن نجمع الفصائل الفلسطينية كما جمعناهم في 2006 على وثيقة الأسرى التي سميت بوثيقة الوفاق الوطني، ونحن تبنينا الموضوع، وتابعنا مع الفضائل الفلسطينية وكان التوافق على وثيقة الوفاق الوطني، فنحن بفضل الله نريد فك الحصار.
* الناس في غزة فقدّت الأمل.. برأيك على ماذا تطالبونهم أن يعلقون آمالهم؟
الناس تعلق آمالها على قضيتين، أولهما وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، ووحدة الأحرار الشرفاء الذين يردون إنقاذ البلد، والشيء الثاني هو صبر هذا الشعب الفلسطيني على الحصار.
نحتاج إلى أن نتوحد وأن نلتف حول ثوابتنا الفلسطينية والتأكيد على المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة وفي والقدس وفي 48 والشتات ونتوحد على ثوابت المقاومة والتي ستكون الطريق الوحيد، والذين يريدون إما الإعمار وإما نزع السلاح هؤلاء يتكلمون بجنون، نحن لن نلقي السلاح، ولن نكف عن المقاومة، وهذه أرواحنا وثوابتنا التي ندافع عنها.
* الواضح أن عباس وحركة فتح يعطلون المصالحة.. لماذا هذا التعطيل بعدما أقدموا على الشروع فيها من قبل؟ هل هم يستخدمون المصالحة كورقة مساومة لتحسين أوضاعهم في المفاوضات مع الاحتلال؟
– أبو مازن وقّع اتفاق أوسلو ولا يستطيع أن يخرج عن هذا الاتفاق، والنقطة الثانية كانوا يراهنون على أن حماس تريد أن ترفض المصالحة، وشركاؤهم من الدول العربية كانوا ينتظرون هذه اللحظة، وقالوا انتظروا أيامًا وستعلن حماس رفضها لذلك، وحماس لأنها صادقة مع نفسها وشعبها ومن أجل وحدة شعبها تتنازل في بعض الأحيان عن القضايا من أجل وحدة الشعب الفلسطيني، وهذه حكمة سياسية ومكان القوة بحماس أنها واثقة بنفسها وواثقة بشعبها.
* هل ترون أن هناك تأزمًا جديًّا في المفاوضات بين عباس والاحتلال أم هي مناورات في ظل وجود مخاوف من مفاوضات سرية؟
– لا يوجد مفاوضات، فبعد 20 عامًا، ازداد الاستيطان والتهويد والجدار وازداد هذا الموضوع، وهم معلقون بقضية التفاوض، واليهود لن يعطوا شيئًا، وهم يعلمون ذلك جيدًا، وهم ذهبوا للتفاوض وقدموا مشروع إنهاء الاحتلال حتى 67، هذا كلام فارغ، والضفة الغربية مليئة بالمستوطنات، 50% من المستوطنات بالضفة الغربية والمستوطنات الموجودة من القدس للخليل، لا يمكن أبدًا أن يتخلى اليهود عن المستوطنات، وأن تصبح القدس عاصمة بيننا وبين اليهود هذا كلام فارغ، وكل هذا النضال والجهاد والأسرى والشهداء والتدمير؛ وفي النهاية نقسم عاصمتنا بيننا وبين اليهود؟ هذا كلام فارغ، وقضية حق العودة أين ذهبت؟
* إذًا على ماذا تراهن السلطة؟
– السلطة تراهن أول شيء على الوقت، وتراهن على أن عباس وحده الذي يتخذ القرار مع الزمرة الموجودة حوله، وطبعًا في اللجنة الت
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...