عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

سر مذاق الكعك المقدسي الذي يقاوم تهويد المدينة المقدسة

سر مذاق الكعك المقدسي الذي يقاوم تهويد المدينة المقدسة

تشتهر مخابز البلدة القديمة في القدس المحتلة بصناعة الكعك المقدسي والذي يتميز بطريقة صنعه وسر مذاقه الذي يخفى على صانعه والتي يدرك آكلها إن كان تم صنعها في مخابز البلدة القديمة أم خارجها لسر مذاقها.

أبًا عن جد!

يقول مالك مخبز في البلدة القديمة حمزة الرازم لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” والذي يمتلك مخبزًا في حارة النصارى: “أعمل في صناعة  الكعك من عشر سنوات، فأنا ورثت صناعة الكعك عن والدي منذ الصغر، كنت أحضر للمخبز وأساعده في تحضير الكعك لتوزيعه على البائعين المتجولين في البلدة القديمة وأبوابها وأحيائها”.

ويضيف: “أبدأ بتحضير عجين الكعك من الليلة التي تسبق خبزه، فأضع الطحين والماء والسكر والخميرة في ماكنة العجين، وما أن تختلط جميع المكونات ببعضها البعض حتى أبدأ بتقطيع العجين لقطع دائرية وأبدأ ببسطها على الخشب واضعاً عليها السمسم، ومن ثم أقفل الكعكة وأضعها في الطرحة وتتابع العملية، يترك العجين لـ5 ساعات”.

ويشرح الرازم: “وعند الخامسة فجراً أبدأ بإشعال فرن الحطب، واضعاً الأخشاب والحطب داخله ليدفأ ويشتعل لتبدأ عملية خبز الكعك، ثم أضع الكعك على عصا خشبية تحمله إلى الفرن وتعيده، ليتم قلبه، فالكعك لا يتعدى العشر دقائق ليتم خبزه، وتتكرر العملية إلى أن تمتلئ الطرح والتي ستوزع على بائعي الكعك الجوالة بين حواري وأحياء البلدة القديمة وقرى القدس المحتلة”.

ويتابع: “كعك القدس مشهور وبالأخص ما تنتجه الأيدي التي تعمل في خبزه بالبلدة القديمة، الكعك بالبلدة القديمة أزكى وله طعم مختلف وسر خاص لا أعرف ما هو ولا يدرك أحد سره”.

صمود وتحدٍّ

والتقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بالحاج زكي الصباح بائع الكعك في منطقة باب الخليل في القدس المحتلة ليروي لنا عن علاقته بالكعك.

يقول الصباح: “من الصباح الباكر أذهب إلى المخبز لاستلام طرحتي من الكعك الذي تم تجهيزها للبيع ومن ثم أضعها على رأسي متجهاً إلى باب الخليل حيث أضع الطرحة الخشبية وسط ساحة تعج بالسياح الأجانب والمستوطنين والقليل من العرب”.

ويضيف: “الكعك مصدر رزق لي ولعائلتي منذ 35 سنة، وعندما كنت في العشرينات من عمري وأنا أعمل من بيع الكعك إلى قبل ثمانية أشهر حيث توقفت عن بيع الكعك في باب الخليل بأمر من بلدية الاحتلال، وبسبب تراكم الديون والمخالفات علي فقد تضاعفت حتى وصلت إلى مليون و200 ألف شيكل”.

“قبل سنة من الآن داهمتني شرطة الاحتلال في باب الخليل، وقال لي أحد عناصر الشرطة: اتبعني للقشلة، ذهبت معه، وحين وصلت تم وضع الكلبشات في يدي وأوقفوني في مركز التحقيق” يقول الصباح.

ويتابع: “قال لي المحقق أنت موقوف وقد تم إصدار أمر سجن بواقع 3600 يوم بحقك، وذلك بسبب تراكم ديون المخالفات، سجنت لمدة 19 يوماً، ومن ثم أطلقوا سراحي بعد فضيحة مزلزلة في الإعلام الصهيوني والعربي والتي تناقلت الخبر بأن دولة الكيان الصهيوني دولة عنصرية”. 

ويضيف: “صادروا طرحة الكعك عشرات المرات، وخالفوني عشرات المرات، واعتقلت عشرات المرات من باب الخليل، ولكني صامد ومرابط رغم عدم بيعي للكعك من ثمانية أشهر حتى اليوم، ورغم الظروف واعتداءات المستوطنين علي أثناء بيعي للكعك ومواقفهم العنصرية تجاه العرب حيث كانوا عندما يقتربون لشراء الكعك يدركون بأني عربي فيقولون لي: الموت للعرب، أو لا يشترون أبداً”. 

مذاق خاص

أما السائحة إيزابيلا فتقول حول الكعك المقدسي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “لم أذق كعكًا طيلة حياتي أزكى وأروع مذاقاً من كعك مخابز القدس، وعندما آتي لأزور القدس أتجه لشراء الكعك من مخابز البلدة القديمة، فرائحة الكعك تشدني لشرائه، فأنا أحبه، ومدينة القدس وأحياؤها مرتبطة ارتباطًا كليًّا بالكعك”.

ولا يزال الكعك المقدسي يحتفظ بسره الكامن في صناعته؛ يقاوم فيه ملامح تهويد المدينة المقدسة وكل ما يحيط بها وبتاريخها وتراثها وأبنيتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...