الأحد 30/يونيو/2024

كتائب القسام.. أسطورة المقاومة الفلسطينية (إطار)

كتائب القسام.. أسطورة المقاومة الفلسطينية (إطار)

أعلنت كتائب عز الدين القسام، التي قضت محكمة مصرية، السبت، باعتبارها “منظمة إرهابية”، عن نفسها لأول مرة في 1 يناير/كانون ثاني 1992، حينما أصدرت بيانها الأول الذي تبنت فيه عملية استهدفت مستوطنة كفار داروم”، التي كانت تقع وسط قطاع غزة.

وتحوّلت “القسام”، خلال السنوات الماضية، من مجموعات صغيرة، تعتمد أسلوب “حرب العصابات”، إلى ما يشبه “الجيش النظامي”، وتمكنت حركة حماس بفضلها من التصدي لـ 3 حروب عدوانية عسكرية كبيرة شنها الكيان المحتل ضد القطاع.

وقضت محكمة مصرية، اليوم السبت، في حكم أولي، باعتبار كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، “منظمة إرهابية”. واستندت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في منطقة عابدين، وسط القاهرة، إلى “تورط الكتائب في العديد من العمليات الإرهابية، آخرها تفجير كمين كرم القواديس (قبل نحو 3 أشهر)”، وفق زعمها.

ويستعرض هذا الإطار الذي أعدته وكالة الأناضول، أبرز مراحل تطور كتائب القسام:

“القسام”، هي الجناح المسلح، لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تأسست في 14 ديسمبر/كانون أول 1987 على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.

وتحرص “القسام”، على التأكيد دوما أن عملها يقتصر فقط على داخل الأراضي الفلسطينية، نافية أي تورط لها في أي عمليات خارجية.

وقررت حركة حماس حمل السلاح، منذ بداية تأسيسها، وأسست جهازا عسكريا أسمته “المجاهدون الفلسطينيون” عام 1987، تزامنا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1994)، ثم أسست جناحها المسلح الحالي (كتائب عز الدين القسام) عام 1992.

ولم يكن قرار حمل السلاح، بالأمر السهل، نظرا لافتقاد السلاح داخل قطاع غزة “المحتل”، وفي بداية عملها المسلّح، لم تمتلك حركة حماس، سوى بنادق قديمة، من مخلفات الحروب السابقة، وهي ذات نوعيات رديئة، كبندقية “كارل غوستاف”، التي انقرضت تقريبا من العمل العسكري.

كما كان عدد المسلحين المنتمين لكتائب القسام، في كل قطاع غزة، لا يزيد عن 20 شخصا، حسب المصادر المقربة من حماس.

وعملت حركة حماس، خلال الانتفاضة الثانية (بدأت نهاية عام 2000) على توسعة جناحها العسكري، وحولته إلى جهاز عسكري كبير ومنظم، خاصة في قطاع غزة.

 ووفق نشرة سابقة أصدرتها “القسام”، فإن عدد عناصر القسام في قطاع غزة لوحده، تجاوز العشرة آلاف مقاتل، يكونون “جيشا حقيقيا تحت تشكيلات عسكرية، تبدأ من الفرد والمجموعة، مرورا بالفصيل والسرية، وانتهاءً بالكتيبة واللواء”.

ووفق النشرة فيتم تقسيم “القسام” إلى أربعة ألوية: “لواء شمال القطاع، ولواء غزة، ولواء الوسطى، ولواء الجنوب”.

وتعتمد كتائب القسام أسلوب “حرب العصابات”، في مواجهة جيش الاحتلال الذي يصنف كأحد أقوى جيوش المنطقة.

وتطور تصنيع كتائب القسام لسلاحها بشكل كبير؛ حيث بدأت بصناعة العبوات الناسفة، البدائية، ثم تطورت قدراتها، لتتمكن من تصنيع “صواريخ” قادرة على ضرب كبريات المدن المحتلة.

وكانت مستوطنة سديروت جنوبي الأراضي المحتلة، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع أطلقته كتائب القسام يوم الجمعة 26 أكتوبر/تشرين أول2001.

وعلى نحو متسارع؛ قامت حماس بتطوير هذا الصاروخ إلى “قسام 2” واستخدمته لأول مرة في فبراير/شباط 2002.

وتمكنت من توسيع دائرة ضرباتها الصاروخية تدريجياً لتغطي دائرة يبلغ نصف قطرها أكثر من 80 كيلومتراً.

وطوّرت كتائب القسام صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75 وقد أطلقته في الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام 2012، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ R160 أطلقته على حيفا.

وفي تطور نوعي ولافت؛ أعلنت كتائب القسام، يوم الاثنين 14يوليو/تموز 2014 (خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة) رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات بدون طيار، وإنتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصة في الأراضي التي يحتلها الكيان.

وتبدو كتائب القسام كأي جيش نظامي، إذ أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة، ووحدة الدفاع الجوي، ووحدة المدفعية، ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، وغيرها.

وخلال الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام عن أول عملية لوحدة الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عملية في قاعدة “زكيم” العسكرية الصهيونية، في مدينة عسقلان جنوب غربي الكيان.

وأظهر مقطع مدته 5 دقائق ونصف، نشره موقع مقرب من حماس يدعى “مجد” الشهر الماضي، مقاتلين يشنون عملية داخل القاعدة (زيكيم)، مشيرا إلى أن هذه المشاهد تم الحصول عليها من خلال اختراق قراصنة فلسطينيين، لشبكة حواسيب تابعة للجيش الصهيوني.

ويظهر ذلك الفيديو اشتباكا مسلحا مباشرا بين المقاتلين الفلسطينيين، وقوات الاحتلال، من مسافة قريبة للغاية، حيث حاولوا تفجير إحدى الدبابات الصهيونية.

ويكذب الفيديو الرواية الصهيونية التي أكدت فشل العملية، ولم تتحدث عن الخسائر التي وقعت في صفوف الجيش.

وتميزت كتائب القسام بإدخالها لتقنيات ووسائل قتالية ورادعة لمواجهة جيش الاحتلال، وتؤكد القسام أنها أول من صنع الصواريخ المضادة للدروع مثل “البتار” و”الياسين” والعبوات الناسفة التي دمرت أسطورة دبابة الميركافاة الصهيونية الصنع.

وفي مطلع شهر أغسطس/آب من العام الماضي نشرت كتائب القسام، شريط فيديو مسجلا لبندقية قنص جديدة مصنعة محليًّا في قطاع غزة.

وقالت الكتائب، في تعليق مكتوب على شريط الفيديو الذي بثته على موقعها الإلكتروني، إن “بندقية القنص الجديدة، والتي أطلقنا عليها اسم (غول)، هي من عيار 14.5 مم، وذات مدى قاتل يصل إلى 2 كم، وهي من ضمن الصناعات القسامية المحلية”.

ونسبت الكتائب اسم البندقية “غول” إلى عدنان الغول، أحد أبرز قادتها الراحلين، والذي اغتاله الكيان في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، إثر استهداف طائرة حربية صهيونية لسيارة كان يستقلها وسط مدينة غزة بصاروخين، ما أسفر عن مقتله مع أحد مهندسي القسام، وإصابة عدد آخر من المارة بجراح مختلفة.

وبثت الكتائب مقاطع فيديو مسجلة لعمليات قنص جنود صهاينة خلال الحرب على غزة، استخدم فيها مسلحو القسام البندقية الجديدة.

وقامت “القسام” بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان من بينها الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة حماس والاحتلال، في أكتوبر/تشرين أول عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت سلطات الاحتلال آنذاك عن 1050 أسيرا، مقابل تسليم حماس للجندي “شاليط”.

وتصدت كتائب القسام لحربين شنتهما “إسرائيل” على قطاع غزة (2008، 2012)، وتقول إنها كبدت جيش الاحتلال خسائر فادحة.

كما تصدت كتائب القسام للحرب الصهيونية الأخيرة والتي دامت 51 يوما، وأعلنت، أنها كبدّت جيش الاحتلال خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي صهيوني، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.

ويتهم الكيان حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، (هدار غولدن) قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس/آب الجاري، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه حتى الآن.

 وأفادت بيانات رسمية صهيونية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين صهاينة، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 صهيونيا، بينهم 740 عسكريا، خلال الحرب الأخيرة.

وكشفت صحيفة معاريف العبرية في وقت سابق أن 500 جندي صهيوني، أصبحوا معاقين جراء إصابتهم في الحرب على القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات