السبت 06/يوليو/2024

نظرية طلِّقها وارمِ أولادَها!

إياد القرا
إن اللقاءات المغلقة التي عقدتها حركة حماس في الفترة الماضية، وجزء كبير منها يدور حول كيفية الخروج مما تعيشه غزة، وما هي السبل لمواجهة التحديات والمتغيرات؟، وتشهد تلك اللقاءات الكثير من النقاش والآراء المختلفة تدلل على أن حماس تعمل بكل جهد ممكن لإزالة جميع العقبات وتذليل الصعوبات.

جزء من اللقاءات الرسمية له علاقة بتحميل كافة الأطراف المسؤولية بدرجات متفاوتة حول الواقع المرير، وجزء يحمل حماس كامل المسؤولية ، إلا أنه يسجل لحماس أن تنظيم هذه اللقاءات يأتي من باب الحرص على المشاركة وقد أقر جزء كبير من المشاركين بذلك، وأنها لم تترك باباً إلا وطرقته في هذأ الشأن بل سهلت وساهمت في لقاءات داخلية وخارجية معلنة وسرية من أجل ذلك.

بعض الآراء توجه الاتهامات لحركة حماس بأنها تتحمل مسؤولية الواقع وعليها المبادرة في الخطوات باعتبارها الجهة التي كانت تسيطر على غزة من خلال حكومتها السابقة، وهنا لا تستطيع حماس أن تتهرب من المسؤولية في ذلك، لكن من يقول ذلك يضع نظارة بعين واحدة، ليرى من الكأس ما هو فارغ ويترك النصف الممتلئ.

والدليل الذي يساق رداً على ذلك هو أداء ودور حكومة التوافق وتهربها من تحمل المسؤولية، حيث يوجد هناك إجماع فلسطيني على أنها فشلت فشلاً واضحاً في تحمل المسؤولية وأن عباس لم يعطها القرار السياسي وآخر تلك المواقف موقف حركة الجهاد الإسلامي حول أداء الحكومة وعدم التزامها باتفاق المصالحة.

أحد محاور النقاشات يتعلق بتسلم الحكومة الحالية لمهامها وممارسة دورها ودعوة حماس للتخلي عن كافة المؤسسات بطريقة “طلقها وارمِ أولادها” وهي الطريقة المثلى اجتماعياً وتربوياً لتدمير الأسرة، ويراد تحويلها إلى مدرسة سياسية جديدة وسابقة قانونية وإدارية خطيرة لم يكتب الخبراء والمحللون عنها بعد.

ويتجاهل الجميع أن الحكومة اسمها حكومة توافق وطني وقائمة على مبدأ المشاركة لكافة أطياف الشعب الفلسطيني، ويتجاهل أيضاً أن غالبية من يتولون المناصب الإدارية والرسمية العليا في الحكومة هم موظفون سابقون عينوا في ظل الحكومات السابقة وبينها حكومة محمود عباس ذاته عام 2003، وجزء كبير قبل عام 2000.

معاناة المواطنين يجب أن تكون حافزاً للتعاون لوضع حد لمعاناة المواطنين وعدم الانجرار وراء خطوات تزيد من معاناتهم واختلاق المشكلات بسبب تفاهات يصنعها البعض لمصالحهم الشخصية، كما حدث الأسبوع الماضي بالقرب من معبر بيت حانون وتعطيل حياة المواطنين لخلاف حول معرش صغير وضعه أحد أفراد الأجهزة الأمنية لحماية نفسه من البرد والمطر، ما اضطر لتدخل الكثير من المسؤولين داخلياً وخارجياً لحل المشكلة.

الإيمان والعمل بمبدأ الشراكة هما المخرجان الحقيقيان للواقع المرير في قطاع غزة، وأن نظرية “طلقها وارمِ أولادها” لم تعد تنجح بل تقود نحو الكارثة، والتدمير الذي ستدفع ثمنه الأجيال القادمة، وإن النقاش في الغرف المغلقة بحاجة لوضوح أكثر ومسؤولية وطنية تحمي الجميع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات