عباس وغزة الطلاق البائن
طوال هذه الأعوام ظل عباس يعتبر غزة ورقة يمكن المناورة فيها مع الأطراف المختلفة وخاصة الاحتلال الصهيوني، فكان كلما أعلنت اسرائيل فشل المفاوضات أو حجز أموال الضرائب يلوح بورقة المصالحة مع غزة وهو ما أكد بوضوح للجميع أن عباس لا يريد القطاع وأن المشكلة ليست مع حماس وإنما مع سكان القطاع بشكل عام في ظل احتضان هذا الشعب لخيار المقاومة وسلاح المقاومين، وهو ما يفسر الآن التحريض المستمر من قبل قيادات فتح وسفارتها في القاهرة على سكان غزة، والضغط في اتجاه مواصلة إغلاق معبر رفح تحت ذرائع واهية.
تحت ضغوط مختلفة وقعت فتح على المصالحة، لكن عباس وسلطته من خلال الأفعال في الميدان من قبل الحكومة ومن خلال السلوك السياسي والإعلامي يحاول بكل ما يستطيع التخلص من المصالحة أو إفشالها أو إبقائها مع عدم دفع استحقاقاتها، فالرجل تعامل مع اتفاق الشاطئ على أنه صفقة بين المنتصر والمأزوم، لهذا تعامل مع ملفاتها بانتقائية ومارس الابتزاز السياسي في تنفيذ شروطها خلال تشكيل الحكومة، وتنكر لنحو 50 ألف موظف وحرمهم من أبسط حقوقهم وهي “الراتب”، مما جعل عجلة عمل الحكومة تتعثر في غزة.
وأكثر من ذلك فالرجل تنكر لكل ما جاء في اتفاق المصالحة من توحيد للمؤسسات ورفع للحصار والتحضير للانتخابات، وركز جهد حكومته على إقصاء حماس بكل الوسائل معلناً بشكل عملي رفضه مبدأ الشراكة الإدارية كما السياسية، فعباس يريد أن يدجن حماس بظهوره دولياً على أنه صاحب القرار، ولا يريد للعالم أن يفهم أن المقاومة انتصرت في الحرب، ويحاول أن يقنع كل الأطراف أن الشعب الفلسطيني مقتنع بخياراته السياسية التي أثبتت فشلها طوال عقدين من الزمان، كما أن الرجل يحاول تصدير الأزمة مع حماس للهروب من أزمة أشد تعاني منها حركة فتح وهي الشرخ الحاصل في جسم التنظيم بينه وبين خصمه محمد دحلان.
وفي الوقت الذي يعيش فيه القطاع أزمات متلاحقة، تبدو الفصائل الفلسطينية شبه غائبة عن المشهد إلا من بعض التصريحات الجوفاء دون عمل ميداني حقيقي لإنهاء هذا الاستفراد والتسلط والتجاهل الذي تمارسه السلطة بحق القطاع، وتأكيد عباس في أكثر من مناسبة أن إعادة الإعمار واستمرار إغلاق المعابر يأتي بقرار منه أو على الأقل بغض الطرف من قبله.
وأمام هذا المشهد وحالة الطلاق البائن بين عباس وسلطته والقطاع وأهله فإن المطلوب اليوم، ليس التراجع عن خطوة المصالحة، بل البحث عن بدائل حقيقية تنقذ قطاع غزة من الواقع الذي يعيشه في ظل أزمات إنسانية متلاحقة ومتصاعدة ذات انعكاسات خطيرة على الواقع الأمني والاجتماعي والسياسي، حيث بلغت معدلات الفقر والبطالة أكثر من 80%، فيما يعاني نحو 57% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، الأمر الذي يضاعف المسئولية الأخلاقية والوطنية للجميع، ويضع الكل الفلسطيني أمام مسئولية تاريخية.
ومن هنا فإن الدعوة إلي مؤتمر وطني حقيقي وجامع يخرج لنا بهيئة وطنية عليا تدير بشكل عملي قطاع غزة وتحصل على كل الصلاحيات اللازمة بتفويض ودعم شعبي وفصائلي هو الحل الأمثل في المرحلة المقبلة، لحين إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بسلطاته التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إيران إلى واشنطن: مرحلة ضبط النفس انتهت
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أرسلت طهران عبر قطر رسالة إلى واشنطن تؤكد فيها انتهاء مرحلة ضبط النفس، وذلك عقب الضربة الصاروخية الإيرانية التي...
معاريف: الهجوم الإيران على قاعدة نيفاتيم سيضعف الدفاع الجوي الإسرائيلي
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية العكسرية جراء الهجوم الصاروخي الإيراني...
وفد قيادي من حماس يلتقي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام التقى وفد من قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس برئاسة محمد درويش رئيس مجلس شورى الحركة، مع الرئيس مسعود بزشكيان...
حزب الله يستهدف قوة صهيونية متسللة والاحتلال يصف العملية بالحدث الخطير
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني أنه فجّر عبوات ناسفة في قوات إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل اليوم الخميس عبر الحدود وأوقع...
الشيكل وبورصة تل أبيب يواصلان الخسائر بعد خفض تصنيف إسرائيل
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام واصل الشيكل الإسرائيلي ومؤشر بورصة تل أبيب خسائرهما، اليوم الخميس، مسجلين تراجعا جديدا بنسبة 0.23% و1.41% على...
268 شهيدًا وجريحًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 99 شهيدا و169...
حرب الإبادة تحرم 800 ألف من التعليم واستشهاد 11600 طفل في سن التعليم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة التربية والتعليم العالي إن حرب الإبادة الإسرائيلية حرمت قرابة 800 ألف طالب في المراحل التعليمية المختلفة...