السبت 06/يوليو/2024

خالد مشعل بين حقيقة الاستقرار وإشاعات المغادرة

حنين العبد

تدوالت العديد من المواقع الإخبارية خبراً مفاده أن الديوان الأميري القطري أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بضرورة ترك أراضيها (قطر) تجنباً لضغوط خارجية قد تفرض على قطر عقب المصالحة بين قطر والسعودية والإمارات، كما تناقلت وكالات أخبار تركية نقلاً عن صحيفة “أيدنلك” التركية المعارضة أن الزيارة الأخيرة لمشعل ولقائه المطول برئيس الوزراء التركي داوود أوغلو قد تكون قادت إلى إمكانية استقرار خالد مشعل في تركيا، تاركاً الدوحة. 

لقد أصبح واضحاً، لمن يريد أن يرى بعينه لا بخيال جامح نحو الثأر، أن حرص خالد مشعل وقادة الحركة على المكان هو الحرص فقط على حسن العلاقات مع كافة الجهات الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني إن كانوا في الشرق أو الغرب، لكن بعيداً من لغة الاستتباع والمنّة

وقال موقع” ديبكا” المقرب من المخابرات الإسرائيلية إن خالد مشعل سيتوجه ليستقر في  طهران ولكن سورية قد تعترض على هذا الأمر، وخاصة أنه غادرها قبل سنتين بعدما تردت العلاقات بين سورية وحركة حماس بسبب موقف الحركة من الأحداث في سورية. وتقاطعت جريدة “الأخبار” اللبنانية مع موقع “ديبكا” في الحديث عن مغادرة مشعل لدولة قطر.

وبين قطر وتونس وسورية وايران وتركيا والسودان، تدور إشاعات البعض، وأمنيات البعض الآخر، آذتهم أن تتصاعد مقاومة حركة حماس، وتصمد هذا الصمود الأسطوري، وتخوض ثلاث حروب في خمس سنوات، بعيداً عن مسميات المحاور. لا تخطئ البوصلة، ولا تتوه في حسابات السياسات الضيقة. حتى الآن، لم يدرك البعض حقيقة حركة حماس، وكأنه لم يشهد انطلاقتها، ولا معاناة قادتها، ولا تضحياتهم بأنفسهم وأبنائهم وأموالهم من أجل قضية واحدة؛ فلسطين. لو نظروا إلى ذلك لأدركوا أن المكان تفصيل في مسيرة الحركة طالما أقدام مجاهديها راسخة في تراب الوطن. 

ومع ذلك فليطمئنوا! فقد نفت حركة (حماس)، على لسان أحد قيادييها سامي أبو زهري، هذه التسريبات والإشاعات، معتبرةً أن لا أساس لها من الصحة، كما ونفى وزير الخارجية القطري خالد العطية ما يتم تناقله من إشاعات عن مغادرة خالد مشعل قطر بناءً على طلب رسمي من الإمارة، مؤكداً أن الهدف من بث مثل هذه الإشاعات هو ثني الدوحة عن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق، واصفاً خالد مشعل بأنه الضيف العزيز في بلده، كما ونفى أن يكون لدى تركيا هذا التوجه أيضاً. 

لقد أصبح واضحاً، لمن يريد أن يرى بعينه لا بخيال جامح نحو الثأر، أن حرص خالد مشعل وقادة الحركة على المكان هو الحرص فقط على حسن العلاقات مع كافة الجهات الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني إن كانوا في الشرق أو الغرب، لكن بعيداً من لغة الاستتباع والمنّة.

لو كان المكان ه

لن يكون الخيار صعباً لدى رئيس المكتب السياسي، وسيبقى خالد مشعل الثابت على الثوابت، وهو يقود حركة تدافع عن قضية من لحق بها فاز

و الهاجس الأوحد، لما أصرت حركة (حماس) وقادتها على نهج المقاومة، والتمسك بالمبادئ، يوم كان الكل يركض خلف سراب التسوية. ولو كان قادة الحركة يبحثون عن أمن شخصي لما عرّضوا أنفسهم لاغتيالات ومحاولات اغتيال، وقدموا أبناءهم على طريق حرية فلسطين. 

كل قائد من قيادات حماس هو مشروع شهيد، في نهج ارتأته الحركة، وسارت عليه، مؤمنة بأن الحذر لا يمنع القدر. إن حركة تقصف “تل أبيب”، هي حركة ربانية، لا تسأل عن متاع الدنيا، بل عن رضا الله، ثم مصالح الشعب. لا مكان لمثل هكذا حركة أفضل ولا أثبت من مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم، وحيث يوجد لاجئ فإنه يتوافر مكان لمشروع (حماس). 

لذا لن يكون الخيار صعباً لدى رئيس المكتب السياسي، وسيبقى خالد مشعل الثابت على الثوابت، وهو يقود حركة تدافع عن قضية من لحق بها فاز، ليكمل مسيرة مائة عام من الصراع. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات