الخميس 04/يوليو/2024

رهف تشكو إلى الله ظلمكم

محمد ياسين
إلى كل من يطبق الحصار على قطاع غزة، ويشارك فيه ولو بشطر كلمة، أبشروا فقد انتصرتم على حركة حماس، وسحقتموها، وأرديتموها حيث تشتهون، إذ فاضت روح الطفلة البريئة رهف علي أبو عاصي ذات الشهرين جراء برد المنخفض الجوي الذي عجز منزل والدها أن يحميها منه كونه تضرر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، لتلحق بمن سبقها من ضحايا الحصار اللعين، شاكية إلى الله تعالى ظلمكم وجوركم.

تمضي رهف لتجاور عمرو وخالد اللذين قضيا مؤخراً في مخيم الشاطئ بغزة احتراقاً في ظل عتمة القطاع بسبب استمرار أزمة الكهرباء الطاحنة، وغيرهم الكثير ممن قضوا ظلماً وجوراً بسبب الحصار المطبق على القطاع منذ عدة سنوات وسط صمت دولي وتآمر إقليمي على حرمان أهل غزة من حقهم الطبيعي في الحياة.

ولعلمكم، فقد رحلت رهف عن الدنيا راضية مرضية بإذن الله، لا يحرق قلبها الملائكي الصغير سوى لوعة والديها على فقدها، إذ إن الرحيل بالنسبة لها أرحم من الحياة في ظل طغيان الظلمة واستبدادهم الذي بلغ مداه في عالم يدعي الحضارة وحقوق الإنسان، والواقع أنه فقد أي معنى للإنسانية، بل ويرقب سحق الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة لا لشيء سوى أنه يدافع عن كرامته وكرامة أمته، بل عن حقه في الحياة.

هنيئاً لكم، فحصاركم منع إعادة إعمار البيوت المدمرة، وعطل عجلة الاقتصاد الهش في غزة، وفتح المجال لانتشار البطالة جنباً إلى جنب مع تفشي الغضب والسخط على حصاركم، لاحظوا، أقول، حصاركم، لأنكم من ستدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً، ولعلكم تذكرون خلال عدوانكم الأخير الذي تواطأ فيه معكم القريب والبعيد، وعجزتم خلاله عن كسر شوكة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة رغم استخدامكم أعتى أنواع الأسلحة على مدى 51 يوماً من العدوان الهمجي والبربري في أطول معارككم منذ اغتصبتم أرضنا، وستعلمون غداً، أن القادم أعظم وأشد بإذن الله.

تنعموا وتلذذوا وشركاءكم في الحصار بمتاع الحياة الدنيا ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وشددوا حصاركم وخناقكم لغزة، فلن تجنوا إلا انفجار البركان في وجوهكم، ولن تحصدوا إلا الثورة على ظلمكم، ولن تنالوا خيراً، بل أقول لكم: إن حصاركم الخانق أفضل وصفة لحشد الشعب الفلسطيني خلف مقاومته الباسلة لاقتلاعكم من جذوركم، فلا حل إلا بالتحرير والتحرير الكامل عبر انتزاع سرطان الاحتلال من جسد الأمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات