الخميس 04/يوليو/2024

نتنياهو 2015

خالد معالي
نفش ريشه “نتنياهو” بعدما كسب معركة التصويت على المشروع الفلسطيني بإنهاء الاحتلال في مجلس الأمن؛ وعاد وكشر عن أنيابه بعد طلب السلطة الفلسطينية الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية؛ وراح – كعادته – يهدد ويتوعد الطرف الأضعف في المعادلة؛ ويدعي ويزعم أن جيشه الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم؛ وما علم أن “مادح نفسه كذاب”.

سواء نجح “نتنياهو” عام 2015 أو تراجع في الانتخابات وهو الأرجح؛ فإنه يشكل ودولته الفانية المقامة بقوة السلاح والخالية من الأخلاق؛ حالة نادرة في التاريخ؛ بعدم احترامها أو التفاتها ولو بطرفة عين للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، التي لا تجيز استعباد وإذلال شعب بأكلمه؛ وكأنها فوق منطق الأشياء والتاريخ وباقي مفرداته.

“نتنياهو” لا يعتبر، ويرفض تعلم دروس التاريخ وعبره، وما يتقنه فقط هو التهديد والوعيد، وإشعال الحروب؛ فلا هو يريد دولة فلسطينية على أراضي 67، ولا هو يريد أن يرى فلسطينيا على وجه الأرض( حسدا من عند أنفسهم).

“نتنياهو” عام 2015 لن يتغير فيه شيء؛ فسيبقى ناكرا للحقوق الفلسطينية؛ إلا بقدر ما يتم انتزاعه منه نزعا تحت ضغط المقاومة والحق الفلسطيني؛ وهو في كل الأحوال لا يرأس جمعية خيرية تقدم المساعدات مجانا؛ بل يرأس آخر احتلال ظالم ومجرم في العالم؛ ويحاول جاهدا “نتنياهو” إطالة عمر احتلاله إلى أطول فترة ممكنة في ظل التحولات والتغيرات المتسارعة حوله؛ والتي ستلفظه إلى مزابل التاريخ هو ودولته الظالمة.

سياسة “نتنياهو” الهوجاء؛ قبل أن تشكل خطرا على الفلسطينيين؛ فإنها تشكل خطرا على قطعان المستوطنين أنفسهم، واليهود في فلسطين المحتلة؛ كونه يعامل الفلسطينيين بفوقية وانتهازية مقيتة؛ فلا المستوطنات توقفت، ولا إذلال الفلسطينيين والحط من كرامتهم على الحواجز توقف، ولا طرد وتهجير المقدسيين توقف، ولا التضييق على الأسرى والأسيرات توقف، ولا الدولة الفلسطينية أقيمت بعد قرابة 20 عاما من المفاوضات، ولا يوجد فلسطيني واحد من بين 12مليون إلا ويشعر بالقهر.

يعلم “نتنياهو” وقادة دولة الاحتلال أن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة أقرته المواثيق والقوانين الدولية التي تجيز مقاومة المحتل بكل الأشكال حتى كنسه وطرده؛ ولكنه يصفها بالإرهاب ظنا منه أنه يستطيع تضليل العالم.

من المفروض أن تكون المقاومة – أية مقاومة – واعية ومدروسة بدقة تؤتي أكلها، بحيث لا تستغل من قبل “نتنياهو” بشكل يكون مردوده سلبيا على المجموع الفلسطيني؛ ومن هنا باتت الحاجة ملحة لبرنامج وطني موحد مقاوم بعد فشل خيارات التسوية، وفشل المجتمع الدولي، وانحيازه الظالم لدولة الاحتلال وعلى رأسه أمريكا.

انعكاس عجرفة “نتنياهو” وتنكره للحقوق الفلسطينية يقود المنطقة لدوامة عنف لا يعرف مداها إلا الله، وهو بعكس الطبيعة الإنسانية التي تسعى للراحة والهدوء والسلام؛ والشعب الفلسطيني فرض عليه الاحتلال فرضا ، وفرض عليه أن يتحدى آخر احتلال في العالم. الجدلية التاريخية والسنن الكونية قضت بأن لكل فعل رد فعل، والأيام دول، وهو ما لا يريد أن يفهمه “نتنياهو”، لأنه يريد أخذ كل شيء ولا يريد أن يعطي شيئا بالمقابل؛ ولكن “نتنياهو” يعلم أن هناك من يعرفه حق المعرفة ؛ بأنه لا يفهم غير لغة القوة؛ والقوة بعد سنين ستطاله هو وجيشه المهزوم.

خلال فترة حكم “نتنياهو” عام 2014؛ تواصلت جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية، واستشهد في غزة في العصف المأكول أكثر من 2200؛ وتواصل هدم المنازل وسرقة الأراضي لصالح الاستيطان.

وتواصلت الحملة المسعورة على أحياء مدينة القدس المحتلة؛ بمصادرة أراضيها، وإقامة المستوطنات حولها، وهدم البيوت، وتوجيه مئات الإخطارات لهدم المزيد منها، وطمس معالمها الحضارية العربية والإسلامية، وعزلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل، وإفراغ المنطقة من أي تواصل مع المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الصلاة فيه.

أليست سياسة “نتنياهو” هي التي تؤجج العنف؟! أليس هو الاحتلال المنبوذ لدى جميع دول العالم، والوحيد الباقي في العصر الحديث؟! أليس “نتنياهو” هو من يقود المنطقة برمتها إلى حافة التدهور والحرب التي لا تبقي ولا تذر؟! وهي التي ستكون نهايته فيها؛ بفعل تقلص دولته؛ وليتأمل كل متبصر كيف طرد “نتنياهو” من جنوب لبنان ومن غزة؛ صاغرا ذليلا لا يلوي على شيء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات