صفعة مجلس الأمن.. السلطة في زاوية سيناريوهات صعبة (تحليل)
بعد ما جرى من نكسة لقيادة السلطة في الأمم المتحدة، فتحت الأبواب على سيناريوهات كبيرة خلال الفترة المقبلة؛ فأمام السلطة مخارج مهمة أبرزها العودة للوحدة الوطنية الحقيقية وخيار الشعب الفلسطيني في حال تغيرت لغة الإقصاء والتفرد المتبعة، بينما يرى مراقبون أن هذا سيعطي السلطة مجالا للمجازفة والانتحار السياسي بعيدا عن حاضنة الشعب.
ويرى مراقبون بأن ما يجري من تطورات ينعكس مباشرة على العلاقات الفلسطينية الداخلية الأمر الذي يوجب على السلطة وقف الاستفراد بالقرار والتوجه للفصائل لإجراء المشاورات الحقيقية من أجل خروجها من مأزق أعدم كل الخيارات أمامها بشأن المجتمع الدولي.
ويقول المحلل السياسي الدكتور نشأت الأقطش لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “السلطة من خلال تلك الخطوة حاولت إحراج أمريكا لأنها تعرف بأن القرار لن يمرر، وهذا فتح أبوابا على خيارات تصاعدية سواء من قبل الاحتلال أو السلطة، وأهم ما يجب أن تفعله السلطة عقب نكسة مجلس الأمن الذهاب للمصالحة الحقيقية مع حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، ووقف اتخاذ القرارات دون إجماع، كذلك العودة للمقاومة وخيار الشعب بات مطروحا بعد أن استنفدت كل الطرق والخيارات أمام السلطة، وأعتقد أن المواجهة بدأت بشكل مباشر”.
ويضيف الأقطش بأن الخيارات للاحتلال أيضا باتت أكثر وضوحا؛ وأبرزها احتلال كامل الضفة الغربية وإعلان حل السلطة بالقوة، وهذا خيار وبديله فقط اعتراف الاحتلال بدولة فلسطينية حسب المشروع المقدم لمجلس الأمن؛ وفي كلتا الحالتين فالاحتلال في مأزق أيضا، ولعل ما جرى أدخل الجميع في إعادة الحسابات من أساساتها، وليس فقط شكليات كما المرات السابقة.
وبين أن “التهديدات الصهيونية والأمريكية وحالة الركود في العلاقات الداخلية الفلسطينية، تبقي الأنظار موجهة إلى المقاطعة في رام الله من الشارع الفلسطيني الذي يرتفع صوته يوما بعد يوم مطالبا بوحدة جادة على خيار المقاومة، والذي عزز تلك النظرية ما تعرضت له السلطة من فشل ميداني وسياسي وحتى على الصعيد الدبلوماسي والدولي”.
من جانب آخر يحذر المحلل السياسي أسعد العويوي من انتحار السلطة سياسيا من خلال مماطلة ذهابها للمنظمات الدولية والإبقاء على التحرك إعلاميا فقط، ما يعني أن هناك أزمة حقيقية في القرار.
ويشير العويوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى وجود حلول أمام السلطة قليلة جدا؛ بالتمسك بمسار الذهاب للمنظمات الدولية بشكل حقيقي والبعد عن المماطلة، لأن ذلك يعني الانتحار السياسي بحد ذاته، وكذلك الوحدة الوطنية بعيدا عن الإعلام وضرورة الدخول في عمق العلاقات الفلسطينية الداخلية سيكون داعما للمواقف على كل الساحات، مبينا أن الجريمة الإسرائيلية مستمرة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني بات في الواجهة، والمطلوب مواقف جدية بعيدا عن التصريحات.
ويتابع العويوي القول: “الاحتلال أسال الدماء وما يزال يسيلها في كل المناطق حتى في الأراضي المحتلة عام 1948 ، وهذا يعني بالضرورة أن يكون هناك موقف مبني على الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات، والتراجع عن الخيارات المذكورة هو مضيعة للوقت وهدر للقضية”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابة 9 إسرائيليين بانفجار مسيرة مفخخة في الجولان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 9 إسرائيليين، اليوم الأحد، جراء انفجار طائرة مسيرة أطلقت من جنوب لبنان، وسقطت في الجولان السوري المحتل....
حماس تنعى الشهيد سعيد جابر: ارتقى بعد مسيرة مشرّفة من الجهاد والمقاومة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، "الشهيد البطل سعيد جابر، الذي ارتقى إلى العلا ظهر اليوم جراء القصف الصهيوني الغاشم...
إعدادنا مستمر.. القسام تبث مشاهد من إعداد عبوات العمل الفدائي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، مقاطع مصورة لأحد كوادرها...
الأسير ثائر حنيني يتنسم الحرية بعد اعتقال استمر 20 عاما
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاحد، عن الأسير ثائر ناجح توفيق حنيني (42 عاماً) من بلدة بيت دجن شرق نابلس،...
مستوطنون يحرقون أراضٍ زراعية بعصيرة القبلية جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أقدم مستوطنون، الأحد، على إحراق أراض زراعية في بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة....
ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 9450 منذ 7 أكتوبر
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية، اليوم الأحد، إلى 9450 منذ 7 أكتوبر الماضي، بعد اعتقال جيش...
حزب الله ينفذ 4 عمليات ويعلن استشهاد 3 من مقاتليه
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني، الأحد، تنفيذ أربع عمليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني، بأسلحة مختلفة، واستشهاد ثلاثة من...