الأحد 30/يونيو/2024

صفعة مجلس الأمن.. السلطة في زاوية سيناريوهات صعبة (تحليل)

صفعة مجلس الأمن.. السلطة في زاوية سيناريوهات صعبة (تحليل)

بعد ما جرى من نكسة لقيادة السلطة في الأمم المتحدة، فتحت الأبواب على سيناريوهات كبيرة خلال الفترة المقبلة؛ فأمام السلطة مخارج مهمة أبرزها العودة للوحدة الوطنية الحقيقية وخيار الشعب الفلسطيني في حال تغيرت لغة الإقصاء والتفرد المتبعة، بينما يرى مراقبون أن هذا سيعطي السلطة مجالا للمجازفة والانتحار السياسي بعيدا عن حاضنة الشعب.

انعدام الأفق

ويرى مراقبون بأن ما يجري من تطورات ينعكس مباشرة على العلاقات الفلسطينية الداخلية الأمر الذي يوجب على السلطة وقف الاستفراد بالقرار والتوجه للفصائل لإجراء المشاورات الحقيقية من أجل خروجها من مأزق أعدم كل الخيارات أمامها بشأن المجتمع الدولي.

ويقول المحلل السياسي الدكتور نشأت الأقطش لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “السلطة من خلال تلك الخطوة حاولت إحراج أمريكا لأنها تعرف بأن القرار لن يمرر، وهذا فتح أبوابا على خيارات تصاعدية سواء من قبل الاحتلال أو السلطة، وأهم ما يجب أن تفعله السلطة عقب نكسة مجلس الأمن الذهاب للمصالحة الحقيقية مع حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، ووقف اتخاذ القرارات دون إجماع، كذلك العودة للمقاومة وخيار الشعب بات مطروحا بعد أن استنفدت كل الطرق والخيارات أمام السلطة، وأعتقد أن المواجهة بدأت بشكل مباشر”.

ويضيف الأقطش بأن الخيارات للاحتلال أيضا باتت أكثر وضوحا؛ وأبرزها احتلال كامل الضفة الغربية وإعلان حل السلطة بالقوة، وهذا خيار وبديله فقط اعتراف الاحتلال بدولة فلسطينية حسب المشروع المقدم لمجلس الأمن؛ وفي كلتا الحالتين فالاحتلال في مأزق أيضا، ولعل ما جرى أدخل الجميع في إعادة الحسابات من أساساتها، وليس فقط شكليات كما المرات السابقة.

وبين أن “التهديدات الصهيونية والأمريكية وحالة الركود في العلاقات الداخلية الفلسطينية، تبقي الأنظار موجهة إلى المقاطعة في رام الله من الشارع الفلسطيني الذي يرتفع صوته يوما بعد يوم مطالبا بوحدة جادة على خيار المقاومة، والذي عزز تلك النظرية ما تعرضت له السلطة من فشل ميداني وسياسي وحتى على الصعيد الدبلوماسي والدولي”.

انتحار سياسي

من جانب آخر يحذر المحلل السياسي أسعد العويوي من انتحار السلطة سياسيا من خلال مماطلة ذهابها للمنظمات الدولية والإبقاء على التحرك إعلاميا فقط، ما يعني أن هناك أزمة حقيقية في القرار.

ويشير العويوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى وجود حلول أمام السلطة قليلة جدا؛ بالتمسك بمسار الذهاب للمنظمات الدولية بشكل حقيقي والبعد عن المماطلة، لأن ذلك يعني الانتحار السياسي بحد ذاته، وكذلك الوحدة الوطنية بعيدا عن الإعلام وضرورة الدخول في عمق العلاقات الفلسطينية الداخلية سيكون داعما للمواقف على كل الساحات، مبينا أن الجريمة الإسرائيلية مستمرة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني بات في الواجهة، والمطلوب مواقف جدية بعيدا عن التصريحات.

ويتابع العويوي القول: “الاحتلال أسال الدماء وما يزال يسيلها في كل المناطق حتى في الأراضي المحتلة عام 1948 ، وهذا يعني بالضرورة أن يكون هناك موقف مبني على الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات، والتراجع عن الخيارات المذكورة هو مضيعة للوقت وهدر للقضية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات