السبت 10/مايو/2025

الاحتلال يجري تدريبات لمحاكاة قتال ضاري بأحياء سكنية في غزة

الاحتلال يجري تدريبات لمحاكاة قتال ضاري بأحياء سكنية في غزة

كشفت أوساط عسكرية صهيونية أن الجيش بدأ في الأيام الماضية الأخيرة تدريبات عسكرية واسعة في منطقة رهط العربية في بئر السبع، تحاكي العمل في أماكن مكتظة بالسكان كمنطقة قطاع غزة، وتهدف التدريبات لرفع قدرات الجنود في التعامل مع مشاهد معقدة في أحياء غزة المكتظة بالسكان خاصةً وأنها مأهولة، وجلب الجنود للواقع أكثر من خلال هذه التدريبات الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة للجيش. 
وتأتي هذه التدريبات في إطار الدروس المستخلصة من عملية الجرف الصامد على غزة، وتركز على محاكاة مطاردة المسلحين في مناطق مدنية مكتظة، والتحديات التي يمكن أن تواجههم خلال القتال بالأحياء المأهولة، وكيفية التعامل معها، والتكيف مع تلك الأساليب.
من جهة أخرى، زعم ضابط صهيوني كبير أن حماس تعكف على ترميم أنفاقها عسكرية بفضل اقتناء إسمنت من 8000 آلاف صاحب بيت حازوا على مواد بناء من الأمم المتحدة مؤخرا، ما يعني انتقال حماس من طريقة الدفاع والاستنزاف إلى الهجوم والقتال على الأرض الصهيونية، بهدف نيل صورة انتصار، والمس بقدرة الصهاينة على الصمود، ومن دروس الجرف الصامد امتلاك حماس لقذائف هاون قصيرة المدى تحمل مواد متفجرة كبيرة، إضافة لإطالة أمد الحرب وتوزيعه لقواعد، على نحو يتحاشى ضربة واحدة قاضية.
وأضاف: هناك مخاوف من محاولات إيران استعادة حماس لأحضانها، ولا يستبعد حربا جديدة على غزة في العام الجديد، رغم أن حماس تمتلك اليوم 30% من ترسانتها قبل عملية الجرف الصامد، وقد زادت ذخائرها منذ انتهائها بنسبة 5-10%.
فيما استبعد المحلل العسكري “آلون بن دافيد” إقدام حماس على التهور بمواجهة جديدة في المدى المنظور؛ بالنظر لآثار الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويلاحظ ضبط حماس لعناصرها مؤخراً لعدم الانجرار لمواجهة جديدة في الوقت غير المريح لها، إذ تسعى حاليًا لاستعادة قوتها وترسانتها التي استهدفت في الحرب، وليست جاهزة اليوم لفتح مواجهة جديدة، رغم أن حماس لم تصمت يومًا عن دماء رجالاتها، وتعتبرهم خطًا أحمرًا، لكنه فسر ضبطها لنفسها هذا الأسبوع بعدم جاهزيتها لمواجهة جديدة، وانتظار الإعمار.
وأضاف: لا يجب الانخداع بالواقع، فحماس لم تغير جلدها، وتواصل تطوير منظومتها الصاروخية، وترميم أنفاقها التي استهدفت في الحرب الأخيرة، ولم تتحول يومًا لـ”حبيبة صهيون”، زاعما أن حماس تنظر بقلق للمصالحة التي تمت بين قطر ودول الخليج ومصر، مما سيؤثر سلبا على نشاطها، بعد أن دُفعت للهامش.
ومن أجل فهم الاستفزازات الكلامية للمنظمة المتراجعة اقتصاديا وعمليا، فهي تريد تذكير “إسرائيل” بوجودها، وضعفها الداخلي يسمح لمنظمات محيطة راديكالية وإسلامية بمحاولة القيام بعمليات، من هذه الناحية فان الرد الصهيوني المؤلم الذي يعتبر حماس المسؤولة الوحيدة عن هذه العمليات يمنعها من التملص، ونزع سلاح حماس ومحاكمة زعمائها خلال عملية الجرف الصامد هما شرط التقدم في المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين على المستوى السياسي.
•الإنجاز السياسي
وقال “عاموس هارئيل” المراسل العسكري أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة يدفع الفلسطينيين لإطلاق النار باتجاه “إسرائيل”، معتبرا أن الحرب الأخيرة على غزة حققت إنجازين بارزين يشكلان في الوقت نفسه سببا لتجدد المواجهات مرة أخرى، أحدهما وقف الحرب بدون أن تتمكن حماس من تحقيق أي إنجاز سياسي، وهو ما من شأنه أن يهدد استمرار الهدوء في الجنوب بعد 4 شهور من وقف القتال.
وهناك سبب آخر لخرق وقف إطلاق النار من الجانب الفلسطيني واضح، بادعاء عدم تحقيق أي إنجاز من قبل حماس، حيث لا يزال الحصار مفروضا على قطاع غزة، وتمنع الحركة على معبر رفح في غالبية أيام الأسبوع، بينما تجري عملية تحويل الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة ببطء شديد.
وأضاف: القاهرة تشدد الضغط على قطاع غزة، ولا تنوي التخفيف عن حماس، بالاستفادة من حقيقة أن المجتمع الدولي لا يلومها على تعاملها مع الفلسطينيين، كما أن حماس لن تبادر للاحتكاكات العسكرية مع مصر، ورغم المخاوف الفلسطينية من رد فعل عسكري عنيف من قبل “إسرائيل” في قطاع غزة، لكن من المحتمل أن يكون قادة حماس باتوا قريبين من الاعتقاد أنه لم يعد هناك ما يخسرونه، حيث أن “إسرائيل” تلاحظ احتمالات أن تقوم حماس بكسر قواعد اللعبة، وجرها مرة أخرى لمواجهات عسكرية.
ويضيف: هناك اعتبارات أخرى لا يمكن تجاهلها، وهي انتخابات الكنيست القادمة، حيث يفترض أن نتانياهو يميل تقليديا لإبداء الحذر عند الحديث استخدام القوة العسكرية، لكن وضعه هذه المرة ليس عاديا، فاستطلاعات الرأي غير مشجعة بالنسبة له، ويواجه هجمات إعلامية مكثفة على خلفية الوضع الاقتصادي، وفي الوقت نفسه يخشى أن تصبح تعهداته بأن الحملة الأخيرة على قطاع غزة غيرت الوضع الأمني في الجنوب، فارغة من أي مضمون، مما قد يدفعه لتغيير جدول أعماله السياسي إلى المستوى العسكري، حيث يعتبر الليكود هناك أقوى انتخابيا.
القناة العبرية الأولى

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات