الجمعة 09/مايو/2025

تقديرات صهيونية متباينة حول الوضع الميداني على حدود غزةبين تطوره لحرب أو تصعيد م

تقديرات صهيونية متباينة حول الوضع الميداني على حدود غزةبين تطوره لحرب أو تصعيد م

قررت هيئة أركان الجيش الصهيوني نشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ تحسباً من تحول مفاجئ في مسار الأحداث على حدود قطاع غزة باتجاه مواجهة كبيرة، لأن تطور الأمور على حدود غزة مقلق للغاية.

وقد تلقت الجبهة الداخلية تعليمات بالحذر والجاهزية دون الإعلان عن أي طوارئ حالياً، في ظل التهديدات الصادرة من غزة، واتهام الفلسطينيين “إسرائيل” بأنها تعرقل إعادة اعمار غزة، وأن عمليات تهريب السلاح إلى غزة مستمرة، ودخول إيران مجدداً على خط تسليح الفصائل الفلسطينية بكثافة قد يزيد من التوتر، ويشجعها على إشعال الجبهة الجنوبية أملاً في الخروج من المأزق الحالي.

 وأكد المحلل العسكري “رون بن يشاي” أنّ الجناح العسكري لحماس يُراهن على تجديد القتال مع “إسرائيل” من أجل خلط الأوراق، والخروج من المأزق الماليّ الذي يُعاني منه سكان القطاع.

 وأضاف: التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن حماس بعد الحرب الأخيرة على غزة استخلصت العبر، وبلورت نظرية قتالية للمعركة المقبلة، وبدأت تجهز لها بتعزيز الاهتمام بالأنفاق الهجومية كقوة فاعلة خلال الحرب، والمنظومة الصاروخية مع تطوير طريقة عملها، وقد رممت أنفاقها السابقة التي دمرت خلال الحرب الأخيرة، وبدأت بناء أنفاق جديدة.

 وأشار إلى اتخاذ حماس عددا من القرارات الجديدة على مستوى الذراع العسكري في إطار الاستعداد للمعركة المقبلة، حيث سرعت وزادت من عمليات إنتاج الصواريخ المحلية متوسطة وطويلة المدى باستخدام مواد محلية، كما كثفت خلال الأسابيع الأخيرة تجارب إطلاق الصواريخ من غزة، وأن كمية الصواريخ لديها تقدر بالآلاف، وتسعى لتعزيز مخزونها كماً ونوعاً.

 وأوضح أن حماس ستزيد من كميات قذائف الهاون التي تطلق على البلدات المحاذية لقطاع غزة لفعاليتها الكبيرة، وعدم قدرة “إسرائيل” على إيجاد حل فعلي يقلل من خطورتها بشكل حقيقي، وبين أن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن حماس بلورت نظرية قتالية جديدة للمعركة المقبلة، تهدف لإدخال مجموعات كبيرة من المقاتلين عبر الأنفاق الهجومية لنقل ساحة المعركة لداخل الكيان.

 كما أن تأخير إعمار قطاع غزة قد يدفع حماس لفتح مواجهة عسكرية جديدة بضغط شعبي يزداد عليها، وقيادتها تتحدث بصراحة حول هذا الخيار.

 فيما أكد “رؤوبين باركو” المستشرق الصهيوني أن المؤشرات تقول إن حماس لا تريد التصعيد، والواقع الجديد اضطرها لاستيعاب حجم الضربة التي أنزلتها “إسرائيل”، لأن إطلاق النار الذي نفذته وحدة القناصة في حماس من منطقة القرارة بالقرب من عبسان في غزة باتجاه قوة الجيش بالقرب من الجدار جنوب كيسوفيم أدى لإصابة أحد الجنود إصابة بالغة، لكن حماس دفعت ثمنا كبيرا لذلك.

 •تسليح الحركة
وأضاف: هذا الاختبار للحدود تسبب في مقتل قائد وحدة القناصة، وإصابة مسئول أعلى منه، النار الفورية للجيش من الأرض والجو كانت إنذاراً واضحاً بأن سياسة “إسرائيل” تجاه حماس هي عدم التحمل، وإن المحاولات الفلسطينية المتقطعة واجهت رداً فورياً ومؤلماً من “إسرائيل” وحماس التي تُظهر اللامبالاة تعتبر نفسها سيادة مسئولة عن مواطنيها، وملزمة بالرأي العام الداخلي في القطاع، وتهتم بحاجاته.

 لذلك فإن حماس معرضة للإصابة وقابلة للردع مثل أي قيادة تريد البقاء، صحيح أنها تستمر في تطوير قدراتها، لكن زعماءها شعروا أنهم لا يريدون فتح مواجهة جديدة من العنف.

 وأوضح أن حماس غير مستعدة لمواجهة عسكرية أخرى حتى إذا أراد زعماؤها التغاضي عن الألم الذي يعانيه مواطنو غزة الذين تم إخلاءهم من مناطق الدمار التي كانت في يوم من الأيام بيوتهم، وتأخذ حماس في حسابها التفوق المطلق للجيش والسياسة غير المتحملة، وأحد أسباب ذلك أن حماس تعاني من ضائقة اقتصادية خانقة.

 فقد تم إعطاء وعود بمليار دولار لإعمار القطاع، لكنها لم تصل، والشتاء يضرب بدون رحمة في المناطق التي أُخليت، ولا أحد في حماس يريد زيادة الكارثة، والتفضيل هو عدم التضييق على مرور المنتجات الزراعية من غزة إلى الضفة، ودخول الشاحنات المحملة بالإسمنت والحديد من “إسرائيل” التي يفترض أن تساعد في إعادة إعمار الأنفاق وبيوت المواطنين التي دمرتها عملية الجرف الصامد.

 وألمح إلى أنه رغم وضع حماس لكنها متفائلة في هذه الأيام، حيث يفترض دخول الهواء إلى مخابئ قيادة التنظيم، ويكشف المصريون في الآونة الأخيرة عن مرونة حيث فتح معبر رفح في الاتجاهين، ويبدي الإيرانيون استعدادا علنيا للمساعدة على تسليح حماس، وفي ظل الحرب ضد داعش والقاعدة تم إخراج حماس من قائمة التنظيمات الإرهابية في الغرب، ولذلك تقوم أوروبا بتشجيع حماس.

 ومع ذلك يمكن الافتراض أنه رغم إخراجها من قائمة الإرهاب، فان مكانة حماس ستتراجع كلما زادت أعمال داعش في العراق وسوريا، حيث أن المهاجرين الإسلاميين العائدين من العراق وسوريا سيبثون الرعب في دول الغرب.

 كما أن طريق حماس للتسلح والتمويل في حدود سيناء تصل إلى طريق مسدود، وسبب ذلك الخطوات المصرية على خط فيلادلفيا، والضربات العسكرية التي توجهها مصر تجاه أنصار بيت المقدس في سيناء، وقد قدمت الولاء لداعش، وسيتعامل المصريون هكذا مع أي تنظيم يعتبر من ولاة الإخوان المسلمين، أو يسعى لزعزعة الهدوء في المنطقة.

 وختم قائلاً: ستضطر حماس لقياس تأثير الصراع مع السلطة الفلسطينية، وهذا جزء من نظام الترويض لأعمالها، وما زال نشطاؤها ينتظرون بأيدي ممدودة أموال الدعم والرواتب، ولم تسلم حماس بالاتفاق الذي فرض عليها بوساطة مصرية، ووضع السلطة الفلسطينية كعنوان رسمي للقطاع، لأن الدول العربية والغرب يعتبرون السلطة المسئولة عن توزيع أموال الإعمار وتحافظ على المعابر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...