الجمعة 09/مايو/2025

قلق صهيوني من تدحرج الموقف الميداني في غزة لمواجهة تدريجية مع حماس

قلق صهيوني من تدحرج الموقف الميداني في غزة لمواجهة تدريجية مع حماس

توعد “بنيامين نتنياهو” رئيس الوزراء الصهيوني بالرد على أي صواريخ من غزة، محملاً حركة حماس المسئولية كاملة عما وصفه أي خرق لتفاهمات التهدئة في قطاع غزة، وسنرد بشكل حازم وصارم على أي محاولة لخرق الهدوء الذي حصلناه بعد الحملة العسكرية الجرف الصامد، فيما أصدر الجيش تعليمات للمزارعين المستوطنين في المجلس الإقليمي أشكول بوقف العمل قرب السياج الحدودي.

وهدد وزير شؤون الاستخبارات “يوفال شتاينتس”، بشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة، لدك البنية العسكرية والمؤسساتية لحماس، إذا استمرت في ضعضعة الأوضاع الأمنية على الحدود، لأننا لن نوافق على تدهور الوضع الأمني على حدود القطاع.

وقالت أوساط صهيونية إن حالة من الخوف والقلق الشديد تسود في صفوف سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة خشيةً من تجدد المواجهات وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ونقلت عن سكان غلاف غزة أملهم أن يكون التصعيد هذا الأسبوع شرق خانيونس عرضياً، وألا يتطور لمواجهة، لأنه بعد ما يزيد عن 4 أشهر على إعلان وقف إطلاق النار، عادت في نهاية الأسبوع مشاهد حرب الصيف الأخير إلى الجنوب، حيث شوهد المستوطنون وهم يهربون للمناطق الآمنة على صوت صافرات الإنذار والطائرات الحربية وهي تشق عتمة الليل في طريقها لمهاجمة أهداف فلسطينية في أعماق القطاع.

وأضافت: يأمل مستوطنو غلاف غزة أن يكون هذا الحدث “استثنائيا”، ولا يعدو كونه “خرقا موضعيا” لاتفاق وقف إطلاق النار، لأن أحداث نهاية الأسبوع تؤكد على تحقق مخاوفهم أن عملية “الجرف الصامد” لم تنجح بتحقيق الهدوء والأمن في المنطقة، ونقلت عن سكان التجمعات الاستيطانية في محيط قطاع غزة أن خوفهم الكبير هو عودتهم للوراء، حيث كانت تتساقط فيها الصواريخ بشكل غير منتظم، وتشوش حياتهم جميعا، ويخافون أن يكون هذا الروتين الذي ينتظرهم الآن، محمّلين “نتنياهو” المسؤولية الأولى.

على صعيد متصل، يُراقب المستوى السياسي والأمني في “إسرائيل” عن كثب الحدث الاستراتيجيّ الأهّم في المنطقة، وهو مبادرة المصالحة التي أطلقتها السعودية لإعادة المياه لمجاريها بين مصر وقطر، ومن منظور “إسرائيل” التي تهتم أولاً وأخيرًا بحدودها، وإنّ تأثير المصالحة على حماس يتصدر هواجسها، لأن حماس رغم تصريحاتها عن أهمية التهدئة لكنها قد تلجأ لصراع جديد مع “إسرائيل”.

واتفق خبراء صهاينة على أن حماس تتصرف تحت ضغط كبير، فمن جهة تريد تهدئة الأوضاع في القطاع، لكن كلما تأخرت مشاريع الإعمار، زاد الضغط عليها في أن تقوم بخطوات استفزازية تجاه “إسرائيل” لتضغط بدورها على الدول المجاورة والمانحة الإسراع في إعمار غزة، وإنعاش الاقتصاد هناك. 

وقال محلل الشؤون العسكريّة “عاموس هرئيل” أنّ حماس بعد مرور 4 أشهر على الحرب ما زالت عاجزة على تقديم الإنجازات لسكان القطاع في سبيل تبرير العناء الذي حلّ بهم جرّاء الحرب، وكلمّا واصلت مصر في تضييق الحصار على القطاع، زاد عزم حماس على جر “إسرائيل” لجولات قتالية بهدف دفع مصر بصورة غير مباشرة لتقديم التسهيلات والإسراع في إعمار غزة.

غياب الردع

ويوافق “رون بن يشاي” الخبير العسكري على أنّ حماس تراهن على تجديد القتال مع “إسرائيل” من أجل خلط الأوراق، والخروج من المأزق الماليّ الذي يُعاني منه سكان القطاع، وإنّ قيادتها السياسية في القطاع تبث رسائل مفادها أنّها معنية بتثبيت التهدئة، وتُواصل تهديد “إسرائيل” من أجل الضغط على مصر والسلطة الفلسطينية من أجل التعاون في قضية إعمار غزة.

وأشارت أوساط عسكرية إن حماس لم تعد مردوعة، وتواصل تنفيذ عشرات محاولات تنفيذ إطلاق النار نحو البحر، وتريد بناء قدراتها العسكرية، وتبني الاستحكامات قرب الجدار وتحاول إعادة بناء شبكة الأنفاق، وكلما تفاقمت أزمتها الاقتصادية، وتأخرت المساعدات الدولية عن الوصول، ستواصل إطلاق النار نحو “إسرائيل”، والمعنى أن الساعة نحو الجولة التالية باتت “تتكتك” بسرعة منذ الآن، لافتة أنه بات واضحا بأن الردع الذي تحدثوا عنه كثيرا في القيادة السياسية والجيش آخذ في التبدد، بعد 4 أشهر من نهاية حملة الجرف الصامد، وإن النيران التي أطلقت على “إسرائيل” من غزة مؤخراً، أساسها حماس، التي وقعت على اتفاق التهدئة، وليست حركة أخرى فـُقد السيطرة عليها، وإن الحديث هذه المرة يدور عن حدث خطير بشكل خاص بالضبط لسبب أن حماس
 موقعة عليه.

وأضافت: نشر الجيش مقطع فيديو يُظهر أن حماس تقوم ببناء مواقع عسكرية مقابل مستوطنة “ناتيف هعسراه” الواقعه شمال غرب معبر “إيرز” شمال القطاع، وإن سكان المستوطنة قلقون جدًا، فمواقع حماس تشرف على منازلهم.
 
وبعد مرور 4 أشهر على انتهاء الحرب ضد غزة يبدو أن حماس تستعد للمواجهة المقبلة، فهي تبني مواقع محصنة في خط الدفاع الأول شمالي قطاع غزة مقابل مستوطنة (ناتيف هعسراه)، وتقوم جرافاتها ببناء أكوام من التربة الطينية حول مواقعها التي تطل على المستوطنة، ورايات حماس ترفرف على تلك المواقع، وهذا الواقع الجديد يقلق سكان المستوطنة، فحماس في الآونة الأخيرة منشغلة بجمع المعلومات عبر مواقع رصد، ولوحظ أن عناصرها يعملون على مدار ساعات النهار والليلة في تلك المواقع.

وقد تفقد قادة وجنود الجيش منطقة عملية قنص جنود شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث وصلت عدة آليات وجيبات قيادة منطقة عملية القنص، وعملت على معاينتها وتفقدها، في إطار ما يبدو عملية تحقيق للجيش في ملابسات إصابة الجندي، فيما نشر سلاح الجو بطاريتين للقبة الحديدية في منطقتين محاذيتين لقطاع غزة، بئر السبع ومستوطنة نتيفوت”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...