الثلاثاء 02/يوليو/2024

دولة الاحتلال على حافة الهاوية

خالد معالي

وشهد شاهد من أهله. قد يظن البعض أن هذا العنوان فيه مبالغة؛ فكيف لدولة احتلال تملك أسطول جوي هو الأقوى والأحدث في المنطقة؟! وكيف يحصل ذلك ودولة الاحتلال مدعومة من قبل أقوى قوة في العالم وهي أمريكا؛ تكون على حافة الهاوية؟!

ولكن ماذا يصنع القارئ إن علم أن قائله ليس كاتب المقال؛ وليس هو من قبيل رفع المعنويات والحرب النفسية؛ بل هو ما نقلته “القناة الثانية” في التلفزيون الصهيوني عن الأديب المعروف “عاموس عوز” حيث قال:”إن “اسرائيل “تقف على حافة الهاوية”، معرباً عن تشاؤمه من المستقبل الذي ينتظر دولة الاحتلال.

هناك من المفكرين الصهاينة من يدعم قول الأديب “عوز” فبنظرهم أن المؤسسين الأوائل كانوا احرص  على دولة الاحتلال؛ بينما الجيل الجديد من الصهاينة يهرب إلى ألمانيا، ولا يوجد عنده انتماء لدولته المصطنعة والمقامة بقوة الإرهاب والسلاح؛ ولم يعد يقتنع بتبريرات قيام دولة الاحتلال تحت مبررات دينية ما عادت تقنع جيل الشباب من الصهاينة.

كيف أن الجيش الذي لا يقهر؛ بات يقهر  من قبل عشرات أو قل مئات من المقاتلين الأشداء؛ وهو ما تجلى في  جنوب لبنان؛ وقطاع غزة

وتأمل معي كيف أن الجيش الذي لا يقهر؛ بات يقهر  من قبل عشرات أو قل مئات من المقاتلين الأشداء؛ وهو ما تجلى في  جنوب لبنان؛ وقطاع غزة؛ وتفكر في الحرب الأخيرة على غزة؛ حرب العصف المأكول؛ كيف تقهقر الجيش الذي يقهر دون أن يحقق نتائج تذكر في صالحه؛ بل بالعكس نتائج كانت في  جانب المقاومة التي ذاع صيتها بعد حرب العصف المأكول، وصارت رقما لا يمكن القفز عنه.

لوأن قادة دولة الاحتلال يصحوا على أنفسهم؛ ولا تأخذهم العزة بالإثم؛ ويوفروا على أنفسهم عناء وقتل آلاف  من الصهاينة في الحروب المقبلة التي سيهزمون فيها؛ ويعودوا من حيث أتوا لبلدانهم الأصلية؛ أو على الأقل يسمحوا بوقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية؛ ولكن هيهات….هيهات؛ فالطغاة والظلمة لو سمعوا لصوت العقل والحكمة؛ لما ظلموا أو تجبروا، أو طغوا في البلاد.

ولنتابع كلام الاديب”عوز”، والذي يُعد من كبار الأدباء والكتاب في دولة الاحتلال؛ حيث مضى يقول:”أن الواقع الذي تعيشه “اسرائيل” سيء جداً، وان الصهيونية لا تعيش وضعاً جيداً، وانه بدون حل الدولتين سيكون هناك إما دولة فصل عنصري، أو دولة عربية”، مضيفاً “إن أبناءنا وأحفادنا سيشهدون وضعاً لا يُحسدون عليه”.

نعم؛ وضعا لا يحسدون عليه؛ فقادة الاحتلال  لا يفهمون سوى لغة؛ القتل بالقتل؛ والدم والدم؛ والسبب في كل ذلك دول أووربا التي زرعت دولة الاحتلال في  منطقة مضطربة وملتهبة؛ ومقدسة أيضا؛ فأين المفر؟! لا مفر إلا بحرب طاحنة تطيح بدولة الاحتلال؛ بما كسبت أيدي الطغاة؛ فالأيام دول وكذلك هي الدول المحتلة ليست باستثناء.

ويتابع “عوز”؛ حيث يصف عصابات دفع الثمن”زعران التلال” بالنازيين، قائلاً “لن أقدم اعتذاري على هذا الوصف لان ما يقومون به يشبه إلى حد بعيد ما تقوم به مجموعات النازيين الجدد في أوروبا، فكلاهما يقوم بحرق المساجد”.

هكذا هي صيرورة الحياة والكون؛ فما كان بالأمس يصلح؛ بات اليوم لا يصلح. وكل ظالم وطاغية ومهما طال أمده ووقته؛ لا بد من وقت يصبح فيه ضعيفا بنفاذ قوته؛ تطبيقا لسنن التداول الآلهية، (وتلك الأيام نداولها بين الناس)؛ ومن هنا صار واجبا على كل عاقل وحر وشريف أن يعمل بالحكمة؛ (فاعتبروا يا أولي الأبصار).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات