الرشق: حماس تَدَّخر للاحتلال مفاجآت وإعدادات غير مسبوقة

كشف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وعضو مكتبها السياسي، عزت الرشق، أنَّ ما عرضته كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في الآونة الأخيرة -سواء من قدرات أو معلومات حول طبيعة العمليات التي استهدف فيها الاحتلال- تمثل “غيضا من فيض ممّا تمتلكه الحركة وجناحها العسكري وما تدخره للاحتلال من مفاجآت وإعدادات غير مسبوقة”.
ويوضح الرشق، في لقاء شامل وخاص بـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن حركة حماس تتطلّع إلى علاقات طيبة ومنفتحة مع الجميع؛ دولاً وحكومات ومنظمات، تحت مظلة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ولن تترك الحركة منبراً أو محفلاً إلاّ وستطرق أبوابه من أجل حشد التأييد والدعم لصالح الشعب وقضيته العادلة. مؤكداً على أن الأصل بالعلاقات التي تبنيها الحركة مع جميع الأطراف -مهما بلغت التباينات والتناقضات معها تجاه مواضيع وعناوين مختلفة- نابع من قاسم مشترك معها، يتمثل في القدس وفلسطين.
ورحب الرشق بقرار المحكمة الأوروبية الأخير، القاضي برفع اسم حركة حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، معتبراً إياه خطوة في الاتجاه الصحيح الداعم لقضية شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة، وقال: “نحن في حركة حماس نرى أنَّ قرار المحكمة الأوروبية برفع اسمنا من قائمة المنظمات الأوروبية هو تصحيح لقرار سابق ظالم وخطأ تاريخي وقع فيه الاتحاد الأوروبي”. وهو من جانب آخر انتصار قانوني للشعب الفلسطيني في انتزاع اعتراف بحقه الطبيعي في الدفاع عن أرضه المحتلة وحقوقه المغتصبة.
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
ما هي الرسائل التي توجهها في ذكرى انطلاقة حماس إلى: الاحتلال – الشعب الفلسطيني – المقاومة -الإقليم العربي والإسلامي – الأسرى؟
منذ انطلاقة حركة حماس المباركة بتاريخ 14-12-1987م، وهي تنتهج ميدان الأفعال لا الأقوال، تعمل بحكمة وتبدع بصمت، وتترك أفعالها هي التي تتكلم عنها، هذا هو منهجها، فميدانها الأفعال لا الأقوال، كما عبّر الشاعر العربي: السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ..
وعندما تبعث برسائل في مناسبات معيّنة، فهي رسائل الفعل التي تعبّر عن نهج المقاومة الذي تؤمن به الحركة، وهي في مضمونها رسائل الإثخان في العدو الصهيوني، فما دام الاحتلال جاثماً على أرضنا، وإجرامه مستمرا ضد شعبنا، وآلاف الأسرى يقبعون في السجون، فإنَّ الحركة لن يهدأ لها بال، ولن تدخر جهداً في مقاومة ودحر الاحتلال.. هذا هو الطريق الذي أثبت نجاعته في قهر الاحتلال وزلزلة كيانه الهشّ.. واستطاعت المقاومة بفضل الله أن توحّد الشعب الفلسطيني، وقد لمسنا ذلك جلياً في الحروب الثلاثة الأخيرة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية، حيث ضرب الشعب الفلسطيني أروع أمثلة الثبات والصمود والمقاومة برجاله وحرائره وأطفاله، وأظهروا التحاماً شعبياً منقطع النظير مع المقاومة، هذا التلاحم سيستمر ويتعزّز بإذن الله نحو مزيد من الصبر والإعداد والتضحية، وهو الأمر الذي يغيظ الأعداء والمتربصين بالشعب الفلسطيني والمتآمرين على حقوقه وثوابته، فتراهم يكيلون الاتهامات الباطلة، ويختلقون الشبهات بهدف التشويش والتشويه، لكنهم لن يفحلوا، فشعبنا الفلسطيني بات واعياً لطبيعة المعركة التي تحاك ضدّه، وأهدافها ووسائلها أصبحت مفضوحة سواء كانت سياسية أو إعلامية.
وفي خضم هذه المعركة التي تنوّعت أدواتها وأشخاصها وأدوارها، لا يزال في الأمَّة العربية والإسلامية وأحرار العالم الخير الكثير في الوقوف مع الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته العادلة، وهناك أمثلة ونماذج لا يتسع المقام لذكرها هنا عن دعم الشعب الفلسطيني في ميادين شتى تقوم بها دول وحكومات وشخصيات وهيئات ومنظمات عربية وإسلامية ومن أحرار العالم، فهؤلاء لهم منّا كل التحيّة والتقدير، لأنهم يمثلون عمقنا الإستراتيجي والحاضنة الأم للشعب ومشروعه المقاوم. وعهدنا بهم أن يستمروا في هذا الدعم لأنَّ التحام الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة الاحتلال يشكّل واجهة مشرّفة للدفاع عن شرف الأمّة وكرامتها.
وكل محاولات التشويه والتحريض والخنق والحصار، التي تتعرّض لها الحركة وقياداتها ونهجها عبر مسمّيات مختلفة، وتحت غطاءات متنوعة، أثبتت فشلها وارتدّت على أصحابها ومموّليها، لأنَّ نصاعة المشروع الذي تؤمن به حماس وتعمل من أجله يعبّر عن تطلّعات الشعب الفلسطيني ونبض الأمَّة العربية والإسلامية، وقد علّمنا التاريخ أنَّ الشعوب هي التي ستنتصر.
هناك حديث عن قرب انطلاق المفاوضات الخاصة بالأسرى بين المقاومة والاحتلال، وذلك من خلال مساعٍ يبذلها الاحتلال مع أطراف عدة؟ هل تلقيتم رسائل وساطة بهذا الشأن؟
الخبر المؤكّد أنَّ حركة حماس تمتلك من الإرادة والخبرة ما يؤهّلها لإدارة أيّ صفقة تبادل قادمة تشرّف الشعب الفلسطيني، وتحفظ عهد الشهداء والجرحى، وتفي بالأهداف التي ضحّوا من أجلها. كما تمتلك الحركة من أوراق القوّة ما يمكّنها من انتزاع حقوقها من هذا المحتل المجرم.
منذ أن أُبلغنا بتأجيل انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال عبر الوسيط المصري، لا جديد في الموضوع حالياً، وقد تحدث انفراجات في هذا الموضوع في أيّ وقت، طالما أنَّ الاحتلال يعيش في مأزق حقيقي أوقعه فيه نتنياهو بحماقته وغطرسته عندما دخل حرباً ضد قطاع غزة دون أن يحسب حساب المقاومة الشرسة والصمود الذي ينتظره من الشعب الفلسطيني.. لايزال الاحتلال إلى الآن يتجرّع التداعيات الوخيمة بعد انتصار المقاومة في معركة العصف المأكول داخلياً ودولياً، لذلك من المتوقع أن يسعى إلى طلب استئناف المفاوضات الخاصة بالأسرى، ووقتها فإنَّ للمقاومة وعلى رأسها كتائب القسّام كلمتها.
ما كشف عنه القسَّام مؤخّراً من فيديوهات لعملية زكيم وأبو مطيبيق، شكّلت صعقة للاحتلال، كيف تقرأ هذه المفاجآت؟
نستطيع القول: إنَّ هذا غيضٌ من فيض ممّا تمتلكه كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام وما تدخره للاحتلال من مفاجآت وإعدادات غير مسبوقة. هذه الكتائب المظفرة بإذن الله تمضي في طريق الإعداد والإبداع دون توقف. وعندما تضع الحرب أوزارها في كل مرّة تبدأ بالإعداد والتطوير الكمي والنوعي للعتاد والأسلحة؛ لتفاجىء العدو من جديد بأسلحة وأساليب مواجهة لم يسمع بها بل ربما لم تخطر على باله جواً وبراً وبحراً.
ما كشفته القسّام مؤخراً من فيديوهات يعمّق الشرخ الحاصل في عمق الاحتلال بين مختلف مكوّناته السياسية، ويضع نتنياهو وأركان جيشه في مأزق حقيقي، ويكشف بوضوح هشاشة بيت هذا الجيش الذي يسمّونه زوراً “الجيش الذي لا يقهر”. هذا الجيش الذي فرّ جنوده بين مرعوب ومنتحر، وبين قتيل وجريح خلال معركة العصف المأكول خلال 51 يوماً.
كما يكشف حقيقة كذب وادّعاءات قادة جيش الاحتلال من خلال تسويقهم للكذب والوهم لمستوطنيهم ممّا يزيد من حجم الحنق والتذمر الشعبي من حكومة نتنياهو متصدّعة الأركان.
كيف تصف لنا استعدادات المقاومة بعد أشهر من انتهاء حرب العصف المأكول؟
معركة العصف المأكول ما هي إلاّ محطة من محطات وجولات الصراع مع العدو الصهيوني، وفي كل حرب يفرضها الاحتلال على شعبنا، تثبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام بما لا يدع مجالاً للشك، أنّها على قدر تحمّل مسؤولية الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
المعركة مع الاحتلال لا تزال مستمرة، قد تطول وقد تقصر .. لكننا مؤمنون بأنَّ النصر يأتي مع الصبر والإعداد المتواصل عبر كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والإعلامية والثقافية والتربوية وغيرها..
الإعداد العسكري الذي تقوده كتائب القسّام لا يتوقف ما دامت المعركة مستمرة مع الاحتلال.. حتى في خضم المعركة معه لا يتوقف الإعداد والتصنيع والإبداع .. صحيح لا يمكن المقارنة العسكرية بين كتائب القسّام وجيش الاحتلال من حيث العتاد والآليات .. لكن المؤكّد أنَّ ما تمتلكه الكتائب وجندها لا يمتلكه جيش الاحتلال عبر تاريخه .. وهو الفيصل في الانتصارات التي تحقّقها كتائب العزّ القسامية وكل كتائب المقاومة الفلسطينية .. إن سألتم ما هو ؟ .. قلنا : إنَّه الإيمان بالله واليقين بعدالة القضية، ثمّ قوة الإرادة والصمود والتضحية والإقدام والثبات والإيمان بالنصر .. والروح القتالية العالية، والإصرار على قهر الظروف والعقبات والنحت في الصخور.. وتفجير كل أشكال الإبداع .. التي لا يستطيعها إلا أصحاب الحق وأصحاب الأرض ..وهو الأمر الذي لا يملكه جيش وجنود الاحتلال، فتراهم يفرّون من المعركة ولا يقاتلون إلاّ محصّنين وراء آلياتهم المدرعة، أو طائراتهم الحربية، ولا يقدرون على المواجهة. بينما جند القسّام يواجهونهم من نقطة الصفر ببسالة وإقدام..
الإعداد في كتائب القسّام لا يتوقف، بل هو في تطوّر مستمر على مستويات مختلفة عبر التوسّع النوعي البشري، والتنوّع المبدع العسكري، وشعارهم في ذلك (وأعدوا) وحداؤهم في ذلك (وإن عدتم عدنا).
صدور قرار المحكمة الأوروبية برفع اسم حركة حماس من لائحة المنظمات الإرهابية، في ظل تصويت بعض البرلمانات الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، كيف تقرأون ذلك؟ وما دلالاته؟
لا شك أنَّ هذه القرارات تعدُّ خطوة في الاتجاه الصحيح الداعم لقضية شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة، ونحن في حركة حماس نرى أنَّ قرار المحكمة الأوروبية برفع اسمنا من قائمة المنظمات الأوروبية هو تصحيح لقرار سابق ظالم وخطأ تاريخي وقع فيه الاتحاد الأوروبي. وهو من جانب آخر انتصار قانوني للشعب الفلسطيني في انتزاع اعتراف بحقه الطبيعي في الدفاع عن أرضه المحتلة وحقوقه المغتصبة.
حركة حماس تتطلّع إلى علاقات جيدة مع الجميع دولاً وحكومات ومنظمات تحت مظلة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ولن تترك الحركة منبراً أو محفلاً إلاّ وستطرق أبوابه من أجل حشد التأييد والدعم لصالح الشعب وقضيته العادلة… لكنّنا على يقين أن تحقيق الشعب لحلمه في التحرير والعودة منبته فلسطيني ولن يأتي من الخارج، فكلّما كان الشعب صلب الإرادة قوي الكفاح استطاع أن ينتزع حقوقه، فعوامل القوة في شعبنا كبيرة ومتجذرة علينا أن نعزّزها ونؤسّس عليها، وحينها تأتي مواقف الدول تأييداً للحق الفلسطيني الذي أصحابه ثابتون على أرضهم متمسكون بحقوقهم.
لن ندخل في حسابات النوايا والأهداف التي تقف وراء تلك الاعترافات، لكنّنا نؤمن بأنَّنا معنيون بالتسمك بحقوقنا وثوابتنا. وعلينا نحن الفلسطينيين الاستغلال الأمثل والاستفادة القصوى من هذه الاعترافات بما يعزّز حضور الحق الفلسطيني في كل التحالفات والمؤسسات الدولية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...