الأربعاء 30/أبريل/2025

الحاج أبو أيمن.. قصة رباط يومية في الأقصى منذ 30 عاماً

الحاج أبو أيمن.. قصة رباط يومية في الأقصى منذ 30 عاماً

بشكل دائري يلتف حول قدميه خمس وعشرون قطة ويحلق فوق رأسه أكثر من خمسين طائرا ما إن تطأ قدماه (باب المجلس) أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، يجلسون بانتظاره منذ ساعات الصباح الباكر حتى يأتي موعد مجيئه عند الساعة السابعة والنصف صباحاً.

 يسرعون باتجاهه ويلتفون حوله منتظرين ما بحوزته من لحم “مرتديلا” ويحلق الطير فوقه منتظرا طعامه الخاص أو أكياس “الفستق المذبذبة”.. إنه الحاج المرابط غسان رفقي يونس “أبو أيمن” 68 عاماً، يرابط منذ أكثر من ثلاثين عاماً في ساحات المسجد الأقصى المبارك من بلدة عارة وعرعرة في المثلث بالداخل المحتل.

رحلته الصباحية 

يروي الحاج أبو أيمن رحلته الصباحية  لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” قائلاً: “أستيقظ قبل ساعتين من صلاة الفجر، أتناول طعام الإفطار ومن ثم أتوضأ وأصلي بعضا من ركعات قيام الليل حتى خمس دقائق من أذان صلاة الفجر، ومن ثم أتجه إلى المسجد لأصلي صلاة الفجر جماعة في مسجد عرعرة، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر أتجه إلى بلدة الناصرة حيث تأتي الحافلة بالمرابطين، ونتجه عند الساعة السادسة إلى مدينة القدس حيث المسجد الأقصى المبارك”.

ويضيف: “أهيئ نفسي لدخول المسجد الأقصى المبارك لأن كل نسمة هواء وكل دقيقة وكل ثانية لها حساب، وما إن تطأ قدماي باب المجلس أرى القطط تنتظر، وحين تراني مباشرة تأتي إلي، وتبدأ بالدوران حول قدميّ لمعرفتها بما في حوزتي بالحقيبة التي أحملها يومياً، وذلك الفضل من الله سبحانه وتعالى لأن الله سخرني لهذا العمل”.

ويتابع: “يوجد في حقيبتي يومياً 2 كيلو من اللحم “المرتديلا” وكيس خاص لإطعام القطط، تسير القطط والطيور معي بشكل دائري من باب المجلس باتجاه قبة الصخرة المشرفة، إلى منبر برهان الدين، وهناك تجتمع باقي القطط وأكثر من سبعين طائرًا، أضع لهم الطعام ثم أذهب إلى مصطبة أخرى في ساحات المسجد الأقصى، حيث يكون بانتظاري أكثر من مائة عصفور من عصافير “الدويري” التي تحب حبات الفستق المذاب فأنثر لها ستة من أكياس الفستق على المصطبة، فتتطاير العصافير دفعة واحدة على الأرض ملتقطة الطعام، ثم أتجه باتجاه الكأس حيث يكون بانتظاري حوالي الخمس عشرة قطة أضع لها من اللحم”.

يقول أبو أيمن: “أحب أن أكرم المرابطين والمرابطات والمصلين والمصليات وكل من يأتي إلى المسجد الأقصى، وهذا شيء قليل، وكما نعلم بأن الحقيبة ممتلئة من جميع أنواع  السكاكر والحلوى، أقدم الحلوى لهم لأدخل الفرحة على قلوبهم وأرى الابتسامة على وجوههم”.

ويتابع: “من ضمن جولتي اليومية هناك جولة إلى الأطفال والشباب، حيث أتوجه إليهم بالأسئلة المتنوعة من الدين والقرآن والألغاز وأقدم لهم الهدايا والجوائز التحفيزية حتى يبقى قلبهم معلقا ومرتبطا في ذاكرتهم بمواقف جميلة من المسجد الأقصى المبارك”.
 

الرباط في قلبه

ويستطرد الحاج أبو أيمن: “أنهيت دراستي من الكلية الزراعية اليهودية في عام 1967م، وقد كان متعارفًا عليه أن من ينهي المدرسة اليهودية يعمل على الفور، ويحصل على وظيفة معلم، ولكني رفضت الأمر لأنه يتوجب عليّ الحصول على واسطة”.

ويقول: “في الوقت الحالي آتي بمعدل 25 يوما في الشهر إلى المسجد الأقصى، ولكن في السابق كنت آتي طيلة أيام الشهر، وكنت دائم الرباط في المسجد، وفي اليوم الذي لا آتي فيه إلى المسجد أشعر وأنا أمشي في الشارع بأني أمشي في ساحاته، وأتصور مصاطب العلم والمصلين”.

ويتابع: “تعرضت ككل مرابط ومحب للمسجد الأقصى لعدة مضايقات واعتداءات، حيث عايشت وقائع وأحداث الانتفاضة الأولى، ورأيت كل المضايقات ومنها احتجاز بطاقة هويتي الشخصية لمدة شهر كامل في المسكوبية، واعتقلت من داخل ساحات المسجد الأقصى قبل ثلاثة أعوام، وأبعدت طيلة أيام شهر رمضان عن المسجد، تحت ذريعة الاعتداء على مستوطن، وتم الاعتداء عليّ في بيت الياهو على يد قوات الاحتلال التي اعتقلتني، وتعرضت مرارا وتكرارا للتحقيق في غرف المسكوبية”.

ويستذكر أبو أيمن: “قبل خمسة عشر عاماً لم يكن المسجد بهذا الفراغ الموحش، ولم يكن البلاط فارغا من المصلين، بل كان ممتلئاً”.

ويرى أن المسجد الأقصى يحتاج إلى أناس دائمي التواجد يرابطون ويصلون من صلاة الفجر وحتى العشاء ليملؤوا ساحاته كما كان قبل خمس عشرة سنة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...