الأحد 11/مايو/2025

فصل صهيوني لمعلم عربي في أم الفحم لدواع دينية

فصل صهيوني لمعلم عربي في أم الفحم لدواع دينية

تلقى الاستاذ الفحماوي عبد الرؤوف ابو شقرة مكتوب فصل من التدريس من قبل المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم ميخال كوهن، وذلك بحجة عدم امتلاكه رخصة لمزاولة التدريس بالرّغم أنّه حاصل على درجة الماجستير في العلوم الشرعية وعلى شهادة تدريس وكلّ المتطلّبات اللّازمة.

وقد جاء قرار الوزارة عقب وصول معلومات من جهاز المخابرات “الشّاباك” أنّ أفكار ومعتقدات الأستاذ عبد الرّؤوف أبو شقرة لا تتوافق مع كونه معلّمًا في جهاز التّعليم، مدعين في ذلك انه يحمل فكرًا متشدّدًا.

وفي حديث مع الاستاذ عبد الرؤوف ابو شقرة صرح لمراسلنا: “الحمد لله وكفى والصّلاة والسّلام على النّبيّ المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اصطفى وبعد.. ليس مستغربًا مثل هذه الحملة المخابراتيّة الممنهجة، حيث وصلني مكتوب سابق من وزارة المعارف ومكتوب منع السّفر من وزارة الداخلية في يوم واحد، متّكئين على إيعاز جهاز المخابرات الشاباك.. وما كنت لأكترث أن يضيّق عليّ لأجل هذا الدّين، فهذه سنّة الله سبحانه في الّذين خلوا من قبل. ولكن طريقة هذا الفصل وأسلوبه يستدعي منّا وقفة وانتباهًا، فمنطقهم يدلّ على أنّهم حوّلوا البوصلة من حرب على المسلمين إلى حرب على الإسلام، وأنّ جهاز المخابرات “الشاباك” هو المتصرّف في كلّ أجهزة هذا الكيان، وهذا ليس اتّهامًا بل هو واضح صريح في مكتوبهم.

فمن الأمور الّتي ارتكزت عليها الوزارة لفصلي معتقدات يؤمن بها كلّ مسلم، وأقوال قلتها –كما جاء في القرار- في تّحقيقات الشّاباك قبل سنوات، وليس داخل المدرسة وهي من صلب هذا الدّين، وليست خاصّة بجماعة أو تيّار كما زعموا ! بل هي موجودة صريحة في القرآن الكريم، والسّنّة النّبويّة وكثير منها لا نزاع فيه بين المسلمين، ثمّ يأتي هؤلاء فيزعمون أنّها أفكار سلفيّة جهاديّة..

1- فمن التّهم الموجّهة إليّ أنّني أؤمن بالقرآن وبالنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأنّني أسعى لتقريب النّاس للدّين من خلال دعوتهم لذلك، وأنّ الإسلام هو طريق الجنّة الوحيد.

2– ومن التّهم أنّني قلت في مواجهة مع المحقّق قبل سنين إنّ التّوراة محرّفة، حرّفتموها أنتم وقد كان فيها اسم النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ثمّ حذفتموه.
فهذه المسألة لا علاقة لها بفكر ولا تنظيم ولا جماعة ولا تشدّد، بل هي مصداق قول الحقّ سبحانه (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) وقال سبحانه (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
فإن كان الإيمان بالقرآن فكرًا سلفيًّا جهاديًّا متشدّدًا، فنِعمَ الفكر.. ونِعمَ السّلف.. ونِعمَ التّشدّد، وكلّ المسلمين حينها متشدّدون !

3-ومن التّهم أنّني أجبت المحقّق حينها عن سؤاله هل أنت منتمٍ للحركة الإسلاميّة، بأنّني منتمٍ لكلّ مسلم يدعو لله سبحانه. 

4-ومن التّهم أنّني قلت للمحقّق: إنّ الشّريعة الإسلاميّة عندي مقدّمة على كلّ شيء، ولن أتجاوز حدودها ولو كلّفني ذلك حياتي.

5-ومن التّهم أنّني تحدّثت في مواقع التّواصل عن الشّهادة وفضلها وعظم أمرها عند الله سبحانه.
وهذا أمر قلته وأقوله وسأقوله –بإذن الله- كما هو في كتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، ولن يثنيني إن شاء الله عن ديني أحد..

6-ومن التّهم أنّني لا أعتبر النّساء متساويات مع الرّجال إذ خلقهنّ الله بغير خلقة الرّجال، فلهنّ حقوق وعليهنّ واجبات، وللرّجال حقوق أخرى وواجبات أخرى، فكيف يستويان ؟ هذه التّهم حربٌ على كلّ فكر بل حرب على الإسلام فالله سبحانه قال (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) وقال (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) وما ذلك انتقاصٌ لمكانة المرأة، بل حُفظت وأُكرمت وأُمر الرّجال بإكرامهنّ، والنّفقة عليهن، وتأمين المسكن والملبس وكلّ احتياجاتهنّ، لأنّهم لسن كالرّجال، ولأنّهنّ لسن كالرّجال خفّف الله عليهنّ في العبادات والمعاش وحساب الآخرة.. وعجبًا إذ يزعمون أنّهم نظام ديمقراطيّ يفسح لجميع الأفكار أن تُنظر وتُناقش، ولكن يبدو أنّ بريق الإسلام أرّق قلوبهم، وأثقل من أن تُرى أو تُسمع حججه الدّامغة..

7-ومن التّهم أنّني قلت إنّ المهمّة الأساسيّة للمرأة هي تربية أبناءها والاعتناء بزوجها، فهنّ ينشئن القادة، وفي أحضانهنّ تربّى العظماء، وأنّ اللّباس غير المنضبط يصرف تفكير الرّجال للمحرّمات ويفسد فطرهم.
وهذا قول علماء المسلمين وعامّة أهل السّنّة والجماعة ولا علاقة له بتشدّد ولا جماعة ..

فهذه التّهم تدلّ على أنّ الحرب دينيّة بامتياز، وأنّ الحرب تحوّلت من حربٍ ضدّ المسلمين إلى حرب ضدّ الإسلام، وعلى العلن وبكلّ صلافة، بعد أن كانت دهرًا حربًا خفيّة على هذا الدّين.. 

فإن كان تصرّفهم هذا لتضييق في الرّزق فقد قال الحقّ سبحانه (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ). وإن كان لحجب كلمة الحقّ، ومنع ظهور هذا الدّين فقد قال الحقّ سبحانه (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) وإن كان لمجرّد التّضييق والأذى فقد قال سبحانه (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا)”
صوت الحق والحرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات