أوساط صهيونية: تنظيم الدولة يعتمد استراتيجية عسكرية جديدة ضد الجيش المصري في سين

قالت أوساط أمنية صهيونية أن الحرب في سيناء ازدادت تعقيداً، بعد اتّجاه تنظيم “الدولة الإسلاميّة” لاقتصار مواجهته مع الجيش المصريّ، بالعمليّات المفخّخة والتّفجير عن بعد، ممّا يزيد من الصعوبات أمام الجيش النظاميّ في محاربة العناصر التي تجيد فنون التخفّي في التضاريس القاسية.
ووفقاً للقراءات الميدانيّة، التي حصرها مراسلون عسكريون صهاينة وأجانب خلال الثلاثين يوماً الأخيرة، فقد زرع تنظيم “بيت المقدس ـ ولاية سيناء” 21 عبوة ناسفة، بشكل شبه يوميّ، في طرق مختلفة تسير عليها قوّات الجيش والأمن في شمال سيناء، في المناطق الممتدّة من العريش وضواحيها إلى رفح، مروراً بالشيخ زويد.
ونجح الأمن في اكتشاف 7 عبوات وتفكيكها، وانفجرت 14 عبوة، وأصابت 6 عبوات الآليّات العسكريّة، ممّا أدّى إلى مصرع 4 عناصر من رجال الأمن وإصابة 24 آخرين، من بينهم حالاتهم حرجة للغاية (جنود وضباط)، فضلاً عن انفجار 8 عبوات من دون إصابة الهدف.
وفي هذا السياق، فإنّ تكثيف “بيت المقدس” للعبوات الناسفة يأتي في سياق عدم قدرتهم على مواجهة الجيش المصريّ الذي يتفوّق عليهم في المواجهات المباشرة القتالية من حيث العدد أو الأسلحة، خصوصاً أنّه جيش نظاميّ متدرّب على تلك النوعيّة من المواجهات.
ولا يمكن بأي طريقة مراقبة كافة الطرق مترامية الأطراف لمنع زرع العبوات، وتجري محاولات الاستهداف وتفجير العبوات عن بعد اعتمادا على تكنولوجيا الاتصالات، وحاول الجيش التخفيف من هذه الضربات بإغلاق شبكات المحمول اثناء التحركات العسكرية يوميا من الرابعة فجرا وحتى السادسة مساء، إلا ان المسلحين اعتمدوا مؤخرا على الشبكات اللاسلكية وأجهزة الراديو والتي تعتمد على تقنية تردد UHF مع تزويدها بمكثفات الكترونية لتقوية الإشارة للتفجير من مسافة تصل إلى كيلو متر.
وحذّرت الأوساط الصهيونية من نقل العمليّات المفخّخة إلى قلب مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، لأنه مع تضييق الخناق على عناصر “بيت المقدس”، وتكثيف الحملات العسكريّة على قرى جنوب الشيخ زويد يوميّاً، فقد يتّجهون إلى قلب مدينة العريش في محاولة للهروب من استهداف العمليّات، ومن المرجّح أن ينفّذوا عمليّات بواسطة العبوات الناسفة في الطرق الداخليّة للمدينة التي تتحرّك فيها المدرّعات الأمنيّة والعسكريّة في شكل مستمرّ من دون اتّخاذ إجراءات السلامة”.
•نقل العمليات للداخل
وأضافت: عدد المقاتلين لدى “بيت المقدس” لا يتعدّى الـ50 شخصاً داخل سيناء، لكنّه نجح أخيراً في فتح جبهات داخل المحافظات المصريّة، خصوصاً بعد بيعتهم إلى تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، حيث انضمّ اليهم عدد من الحالمين بفكرة الخلافة الإسلاميّة الجهاديّة، وبعض المنشقّين من تنظيم الإخوان، وخصوصاً الناقمين من الدولة في أحداث مجزرة رابعة والنّهضة.
كما أن الدلالات التي تتحقق على أرض الواقع، تؤكد دقة معلومات المصدر المقرب من هذه التنظيمات الجهادية، حيث أعلن تنظيم بيت المقدس (ولاية سيناء) مسؤوليته عن تنفيذ عمليات اغتيال لضباط وجنود في الجيش المصري في منطقة جسر السويس في قلب القاهرة، وتصفية ضابط ومجند بمحافظة القليوبية، وأن العمليات نفذت من سرية تابعة لهم تسمى “الشهيد ابي عبيدة المصري”، وفقا لبيانهم على شبكة الأنترنت.
مجمل العمليات الأخيرة لبيت المقدس، تؤكد اعتمادهم على استراتيجية الاستهداف عن بعد، سواء في عمليات التفخيخ أو الاغتيالات أو تفجيرات المؤسسات الحيوية للدولة مثل تفجير خطوط الغاز، وذلك يؤكد على ابتعاد التنظيم عن المواجهات المباشرة مع الجيش المصري، خشية فقدانهم عناصرهم شحيحة العدد بحسب تأكيد المصادر المقربة منهم، فيما يخشى النشطاء والمراقبون في سيناء من زيادة عدد عناصر التنظيمات مستقبلا في حال استمرت الدولة في محاربة العنف بالممارسات سيئة السمعة.
وعن تفجيرات خطوط الغاز في سيناء، قالت الأوساط الصهيونية أن “بيت المقدس” سوف تستمر في تفجير خطوط الغاز لثلاثة أسباب:
1-أوّلاً، استعادة الزّخم الإعلاميّ لإثبات تواجدهم أمام الحملات العسكريّة القاسية في سيناء.
2-ثانياً، إحداث خسائر اقتصاديّة في منظومة الجيش الاقتصاديّة التي تعتمد في شكل كبير على الأرباح الهائلة من مصانع الإسمنت في وسط سيناء وعلى الغاز في عملها.
3-ثالثاً، وقف ضخّ الغاز المصدّر إلى الأردن تحت مبرّر انضمام الأردن إلى التّحالف الدوليّ لمحاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة”.
وفي الوقت الذي تتعرض فيه مصانع الأسمنت للجيش المصري والتابعة لرجال أعمال مقربين من النظام الحكم في القاهرة، لخسائر تعطل الانتاج وصفها أحد العاملين بهذه المصانع بالفادحة، إلا أن الدولة كذلك تتكبد خسائر كبيرة للغاية، حيث يؤكد أحد المسؤولين بشركة “غاسكو” المشغل الرئيسي والمسؤول عن إصلاحات الغاز في سيناء، أن كل مرة يتم فيها تفجير الأنبوب يتم إصلاحه بملايين الجنيهات تدفع من ميزانية الدولة.
كما أن الخسائر امتدت لتصل الأردن التي تعتمد على الغاز المصري في توليد الكهرباء، مؤكدا على استحالة تأمين خطوط الغاز التي تمتد في الصحراء الشاسعة والمكشوفة بطول أكثر من 100 كيلو متر، وهذا يخل في التعاقدات الاقتصادية المبرمة مع الأردن، ويعرض البلدين (مصر والأردن) إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
وأشارت إلى أن المواطن البسيط وحده من يتحمل الخسائر والعمليات خاصة المتعلقة بتفجير خط الغاز، لأن التفجيرات المتكررة دفعت الإدارات المسؤولة عن تشغيل المصانع سواء الخاصة أو مصانع الجيش إلى رفع سعر البيع 25% نتيجة رفع تكلفة الانتاج بسبب محاولات استبدال الغاز بالمازوت مرتفع الثمن وخاصة في أمور نقله المكلفة وسط سيناء، يذكر أن أنبوب الغاز قد تعرض للتفجير نحو 25 مرة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك، كما أشارت كلّ التحليلات والمعلومات الميدانيّة، إلى صعوبة المرحلة المقبلة مع تزايد معدّلات العنف في سيناء، المرتقب انتقاله إلى قلب العمق المصريّ.
مجلة “بمحانيه” العسكرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...