تقييم عسكري صهيوني للحرب الأخيرة على غزة ترصد نقاط الضعف والقوة لدى إسرائيل وحما

قالت دراسة عسكرية صهيونية عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أن حماس أعدت نفسها جيدًا للمعركة عبر حفر الأنفاق الهجومية والدفاعية والعابرة للحدود، وإعداد ترسانة صواريخ ضخمة، إضافة لقذائف الهاون القاتلة، تسببت بحوالي ثلث قتلى الحرب الصهاينة، وكانت تهدف من ذلك لتجاوز عقبات منظومة القبة الحديدية التي اعترضت العدد الأكبر من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، في حين ركزت ضرباتها صوب أهداف إستراتيجية كمطار بن غوريون شرقي تل أبيب ومفاعل ديمونا بالنقب.
وأضافت: خططت الحركة لعمليات قتل جماعية داخل المستوطنات القريبة من القطاع، وأسر الجنود والمستوطنين داخل القطاع عبر خطة معدة سلفًا وممتدة على طول القطاع وعرضها من خلال عشرات الأنفاق الهجومية العابرة للحدود، واستغلت إخلاء سكان مناطق غلاف غزة خلال الحرب للتدليل على انتصارها في المعركة، كما بنت مقرات سرية للقيادة والسيطرة مكنتها من مواصلة القتال على مدار أيام المعركة عبر سلسلة أوامر قيادية ومنظمة.
وأشارت: تمكنت حماس من بناء قوتها على مدار السنوات الماضية، والاستفادة من عبٍر الجولات السابقة، إذ فاجأت “إسرائيل” بمدى صواريخها المطور، وأنفاقها الهجومية العابرة للحدود، وبتطور أدائها على الأرض، وأن منظمات كبيرة كحزب الله ستستفيد من تجربة حماس في الحرب الأخيرة.
وكشفت الدراسة أن أحد أهداف الحرب كان عزل حماس عن محيطها المجتمعي، ودق إسفين بينها وبين حاضنتها المجتمعية في القطاع، وتمثل بقصف الأبراج السكنية في الأسبوع الأخير من المعركة؛ في محاولة لفك هذا التحالف بين رؤوس الأموال في غزة وحماس، لكن هذا المخطط فشل إلى حد ما؛ بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين مما عكس الصورة، وجعل المزيد من هذه الطبقات تؤيد نهج حماس.
ورأت أن فرصة نادرة أتيحت لـ”إسرائيل” من أجل خلق تعاون إقليمي مع الدول المعتدلة التي وقفت ضد حماس خلال الحرب، بل وانتظرت أن تقضي عليها كالسعودية ومصر والأردن، لكن “إسرائيل” لم ترغب بتوطيد علاقاتها مع هذه الدول في حينها حتى لا يطلب منها دفع ثمن سياسي من قبيل العودة للمفاوضات، أو تبني مبادرة السلام العربية.
كما أن المعركة لم تزل مجهولة المنتصر حتى الآن؛ فحماس تقول إنها انتصرت عبر قدرتها على الصمود على مدار 51 يومًا من المعركة، وقدرتها على مواصلة إطلاق الصواريخ والهاون على المدن والبلدات الإسرائيلية، بالإضافة لعمليات الأنفاق، في حين ترى “إسرائيل” أنها انتصرت كونها نجحت في ضرب البنية التحتية لحماس، وتمكنت من قتل 4 من كبار قادة جناحها العسكري.
ورأت الدراسة أن مصطلح النصر لا يناسب الحرب مع منظمات كحماس وحزب الله، بل الجيوش النظامية أكثر، وبالإمكان الإشارة لنصر صهيوني في المعركة لو تمكنت من منع تسلح حماس وباقي المنظمات.
فيما قالت أوساط عسكرية أن المخاطر ما زالت قائمة بتجدد القتال مع قطاع غزة رغم مضي 3 أشهر على انتهاء العمليات ضد القطاع، ولابد من اتخاذ خطوات لسحب البساط من تحت أقدام حماس حتى لا تستغل الضائقة الاقتصادية الحالية لتجديد الأعمال العسكرية ضد “إسرائيل”.
•تهدئة طويلة
وأضافت: بعد مرور 3 أشهر على انتهاء عملية الجرف الصامد، ما زالت غزة تشكل تهديداً قد ينفجر في وجوهنا في أي لحظة، رغم أن حماس تم ردعها، لكنها قد تنطلق من واقع اليأس الذي تعيشه بسبب عجزها عن تقديم الحلول للضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها سكان القطاع، لأن عملية إعادة إعمار غزة ما زالت عالقة، والـ 5.4 مليار دولار التي وعدت بها الدول لهذا الغرض لم يصل منها شيء.
كما أن الأمطار الغزيرة أدت لفيضانات جعلت وضع مئات الآلاف يتدهور لحافة المأساة الإنسانية التي تزيد خطورتها، وعليه فإن سلطة حماس في غزة مهددة، ما يجعلها تفضل الاقتراب من وضع التصعيد العنيف على ان تستمر في وضعها الحالي، كما كان عليه الحال قبل الجرف الصامد.
وأشارت إلى أن عمليات إطلاق النار التي تجددت مؤخراً على الحدود مع القطاع، تشير أن التهدئة تسير نحو نهايتها، وما يمنع ذلك هو رغبة “إسرائيل” بعدم التصعيد، وسعيها لخلق وضع يؤدي لتهدئة طويلة الأمد على جانبي الحدود، فبعد 3 حروب كبيرة، يطالب سكان الجنوب بسياسة جديدة تؤدي لتهدئة بعيدة الأمد واستقرار متواصل، لكن تحقيق ذلك يواجه عدة صعوبات، في مقدمتها عدم إمكانية موافقة حماس والتنظيمات المسلحة الأخرى على نزع سلاحها من تلقاء نفسها، ولن توافق على تجريد قطاع غزة من الأسلحة، او وجود قوة دولية تراقب تعاظم قوتها العسكرية.
كما أن أي حوار بين حماس و”إسرائيل” سواء مباشراً أم غير مباشر لن يؤدي لتحقيق هذا الغرض، ووبدون حوار معها، فلـ”إسرائيل” مصلحة قوية وبعيدة المدى بإعادة إعمار القطاع، ليس من منطلق محبتها لحماس او للغزيين، بل خوفاً من تحول الضائقة الاقتصادية والدمار أداة بيد حماس للتحريض على تجديد القتال ضد “إسرائيل” المتهمة الأولى والأخيرة فيما يعاني منه أهالي القطاع.
وطالما لا يوجد مكان لأي وسيط أمين بين “إسرائيل” وحماس، يتوجب على “إسرائيل”أن تقوم بتفعيل عوامل ضغط وروافع ضد حماس لدفعها بالاتجاه المطلوب، على النحو التالي:
1-أول هذه الروافع الغزيين أنفسهم الذين لا علاقة لهم بالعمل العسكري، فهؤلاء بإمكانهم أن يشكلوا عامل ضغط على حماس لردعها عن القيام بالأعمال العسكرية، وفي هذه الحالة يتوجب على “إسرائيل” ان تغير برنامجها، وتضع إعادة إعمار القطاع والبناء الاقتصادي في مقدمة أولوياتها وقبل أي اعتبار آخر.
2-ثاني هذه الروافع المتابعة الاستخبارية الدقيقة وراء المنظمات المسلحة في القطاع، والرد العسكري الفوري على اي رصد لعملية إعادة بناء القوة العسكرية لها، مما يشكل رادعاً قوياً بعيد المدى، وقبل ذلك يجب تهيئة سكان الجنوب لذلك، لأنهم أول من سيعاني من ردود الفعل على ذلك.
3-ثالث هذه الروافع إعداد أطراف خارجية للمساعدة في تحقيق الرافعين الأوليين كمصر والأمم المتحدة والإدارة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، إضافة لقطر، فهذه الأطراف بإمكانها تمويل إعادة اعمار غزة، ومنع تسلل مواد البناء لأغراض غير مقبولة، وممارسة الضغط على حماس لمنعها من التوجه لأعمال العنف.
وختمت بالقول: إذا كان هذا هو الإجراء الذي ستتبعه “إسرائيل”، وتبادر إليه، فهناك احتمال بأن يؤدي ذلك ليس فقط لتحقيق الهدوء على جبهة قطاع غزة فحسب، بل سيخلق تحوّلا ذو مغزى على الجبهة الفلسطينية بأكملها، وإذا أرادت “إسرائيل” ذلك، فلن يكون مستحيلا تحقيقه”.
معهد أبحاث الأمن القومي
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...