التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يحد من العمليات الفردية ضد المستوطنين

أصدر رئيس بلدية عسقلان “ايتمار شمعوني”، قراراً يقضي بوقف تشغيل العمال العرب من الداخل او الضفة في مشاريع تحصين الغرف الآمنة التابعة للبلدية بشكل فوري، خشية من امتداد العمليات الفدائية إلى المدينة، وأمر بوضع حراس مسلحين داخل رياض الأطفال والمدارس والأماكن العامة خوفاً من حدوث عمليات معادية، في ترجمة واضحة للأجواءَ التحريضية على الفلسطينيين، حيث قرر رئيس بلدية أسدود تعزيز الدوريات الأمنية في المواقع التي يعمل بها عرب، والعشرات من أصحاب المصالح التجارية، فصلوا عمالاً عرباً انعكاساً لمشاعر الخوف في قلوب الصهاينة غداة العمليات الأخيرة.
وحذرت تقارير استخبارية أن تؤدي حملات التحريض على العرب لارتكاب اليهود عمليات قتل، وحتى مذابح كما حصل في سنوات سابقة، عندما قام عنصريون يهود بإطلاق الرصاص على مجموعات عمالية، لاستغلال التوتر في الشارع بسبب الأوضاع الأمنية.
فيما فصلت شركة الحافلات الصهيونية “إيغد”، 27 سائقاً فلسطينياً من عملهم، وقررت تشغيل سائقين من المتشددين دينيًا لشغل الوظائف التي أُقيل منها السائقون الفلسطينيون.
فيما كشفت أوساط أمنية صهيونية النقاب عن إلغاء وزير الإسكان “أوري أريئيل” اقتحامه للمسجد الأقصى بسبب تحذيرات تلقاها من جهاز “الشاباك”، بعد أن بعث بطلب بقسم تأمين الشخصيات الهامة يبلغهم بنيته دخول الأقصى، إلا أن رد الشاباك جاء بضرورة تجنب دخوله في هذه الأيام، عازياً قراره للوضع الأمني الهش في القدس، وخوفًا على حياته، خشية أن تثير زيارته للمقدسيين أكثر،
في ذات السياق، تتجه أجهزة الاستخبارات الصهيونية حالياً لتكثيف متابعتها ورصدها لمواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الفلسطينيون، لاسيما الشباب الذين يقطنون في مدينة القدس، في مسعى للتعرّف على أولئك الذين لديهم الاستعداد لتنفيذ عمليات مقاومة فردية، وسيكثف عملاء جهاز (الشاباك)، المكلّف بمواجهة الفلسطينيين، من رصد ومتابعة الأنشطة التي ينفذها الشباب المقدسي على مواقع التواصل الاجتماعي ودراستها، لمعرفة ما إذا كانت تشي بتوجّهات نحو تنفيذ عمليات ما.
وأضافت: سيركز “الشاباك” أيضاً على رصد ومتابعة الذين يوظفون مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على تنفيذ العمليات، ويتّجه لجلب مزيد من ضباطه للعمل داخل البلدات والقرى المحيطة بالقدس، في مسعى للتعرف على الشباب الفلسطينيين الذين تبدو عليهم مظاهر “عودة للدين”، على اعتبار أن هذا قد يكون مؤشراً أولياً على استعداد لتنفيذ عمليات.
ولفتت أن إقدام “الشاباك” على هذه الوسائل في إحباط العمليات الفردية يأتي لأنه لا يمكن استخدام الوسائل المستخدمة في إحباطها، حيث تخطط لها وتنفذها خلايا ومجموعات تتبع تنظيمات، مقراً بأن فرص إحباط عمليات المقاومة الفردية قبل وقوعها متدنية جداً، بخلاف عمليات المقاومة التي تخطط لها وتنفذها خلايا ومجموعات تتبع تنظيمات قائمة.
الأوضاع الأمنية
وأوضحت أن السهولة النسبية التي يمكن بها إحباط العمليات التي تخطط لها وتنفذها مجموعات وخلايا منظمة، تنبع أساساً من حقيقة أن إخراج مثل هذه العمليات إلى حيز التنفيذ يأتي نتاج مشاركة عدد كبير نسبياً من الأشخاص في التخطيط والإعداد والتنفيذ، مع كل ما يتطلبه الأمر من إجراء اتصالات بينهم، كما أن توظيف التقنيات المتقدمة التي قطع تطويرها شوطاً هائلاً يساعد على اعتراض الاتصالات بين أعضاء الخلايا، والتعرّف عليهم، واعتقالهم في الغالب حتى قبل أن ينفذوا العمليات.
وكشف “رون بن يشاي” المعلّق العسكري أن قلقاً بات يساور قيادة الجيش والاستخبارات بسبب نتائج الضغوط التي يمارسها الرأي العام الفلسطيني على أجهزة السلطة الأمنية لوقف تعاونها مع “إسرائيل” في إحباط عمليات المقاومة، لافتاً إلى أنه وفق تقديرات المؤسسة الأمنية، فإن الرأي العام الفلسطيني يعتبر العمليات التي نُفذت في القدس “رداً طبيعياً ومطلوباً” على محاولة قادة اليمين الصهيوني المس بمكانة المسجد الأقصى.
وعلى الرغم من تواصل التعاون الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية والجيش الصهيوني، ومع أن أمن السلطة ما زال يتعاون مع “إسرائيل” في إحباط عمليات المقاومة من خلال اعتقال المشتبه فيهم، إلا أن قادة الأمن الصهيوني باتوا يلحظون انخفاض وتيرة عمل أجهزة أمن السلطة في الآونة الأخيرة.
وأضاف: الشارع الفلسطيني لا يمنح أي غطاء للأجهزة الأمنية في تعاونها مع “إسرائيل”، وينظر إليها كأجهزة “عميلة” للاحتلال، لأنها تحاول إعاقة عمل مشروع المقاومة ضد الاحتلال، ووفق تقديرات الأجهزة الأمنية، فإن موقف الشارع الفلسطيني أثّر سلباً على اندفاع أجهزة السلطة الأمنية، وقلّص من حماسها للمساعدة في وقف تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
من جهته، أكد “عامي أيالون” قائد “الشاباك” الأسبق أن ممارسة القوة لن تفضي لوقف أعمال المقاومة، والحل يكمن في إنجاز اتفاق سياسي ينهي الصراع، وإن الخطوة الأهم التي يتوجّب اتخاذها هي التوجه لمفاوضات جادة تقوم على أساس موافقة مسبقة على إقامة دولة فلسطينية، وفي حال لم يكن لدى الفلسطينيين إنجاز، فإن هذا يعني دفعهم لمواصلة تنفيذ العمليات.
ودعا لاتخاذ إجراءات ميدانية لرفع مستوى الشعور بالأمن الشخصي لدى المستوطنين في القدس، عبر جلب الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والاستخبارات ونشر حراس في كل المرافق في المدينة لتقليص قدرة الفلسطينيين على مهاجمتها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...