الخميس 08/مايو/2025

لحظة الحقيقة الفلسطينية

لحظة الحقيقة الفلسطينية

حتى الآن لم يتوقف التصعيد الرسمي وغير الرسمي«الإسرائيلي» بشأن مدينة القدس وما يدور داخلها وفي محيطها القريب.

فحكومة نتانياهو أعلنت بعد حادثة (السكاكين والبلطات)التي نفذها الناشطان الشقيقان الشهيدان (عدي وغسان أبوجمل) من الجبهة الشعبيةلتحرير فلسطين بعد يوم واحد من قيام المستوطنين بشنق الشاب الفلسطيني المقدسي يوسفراموني، أعلنت عن عطاءات جديدة للاستيطان في القدس.. وزادت من ذلك ممارسات مجموعاتالمستوطنين الذين يصولون ويجولون دون رقيب أو حسيب.. عدا عن العودة لنغمة فقدان الشريكالفلسطيني والطرف المقابل، في مسعى لتحشيد المتطرفين من اليهود، ولتفجير الوضعبرمته.

الأوضاع في القدس تَزدادُ تَأزُماً، ويتوقع للمواجهات أنتتسع مع تواصل مشاريع الاحتلال، وتواصل المَس بالمواطنين المقدسيين، والمَسبأملاكهم وبيوتهم وحرياتهم الشخصية، والمَسُ بالمسجد الأقصى، وانفلات مجموعاتالمستوطنين، الذين يحظون بحماية رسمية من قبل سلطات الاحتلال وأجهزته الأمنية،ويمتشقون السلاح الناري الآلي في الشوارع.. فضلاً عن تغذية المشاعر البهيمية ضدالفلسطينيين عند القاعدة الواسعة من اليهود، والتي تقوم بها جماعات المُتطرفينوبعض الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة في «إسرائيل» وقواعد حزب الليكود وحزب«إسرائيل بيتنا» الذي يقوده المتطرف اليهودي المولدافي الأصل أفيغدور ليبرمان.

وغني عن القول، بأن مجموعات المُتطرفين اليهود من تياراتاليمين التوراتي (أحزاب الحريديم) الغارقة في عصبياتها وفاشيتها، ومعها غالبية منقواعد أحزاب «اليمين القومي العقائدي» (كحزب الليكود وحزب إسرائيل بيتنا وحزبشاؤول موفاز)، ترى ضرورة التصعيد في منطقة القدس، انطلاقاً من مساعيها للإطباق علىالمدينة بشكلٍ كامل، وكسب الوقت لتمرير الجزء الأكبر من مشاريعها الموضوعة لإحداثالتفوق الديموغرافي اليهودي في المدينة المقدسة بجزئيها الشرقي والغربي، وإحلالأكثرية يهودية على حساب أصحاب المدينة ومواطنيها الأصليين تحت عنوان (قدس يهودية..قدس قوية).

في هذا المعمعان التفاعلي من الأحداث المتسارعة، يُقَدَربأن الأمور، وعلى الأرجح، لم تَعد قابلة للرتق أو التقطيب، أو حتى الطي، ولم يَعدبالإمكان إخضاعها للمناورات السياسية، وللجهود السرية والعلنية على حدٍ سواء، التيبدأت الإدارة الأميركية ببذلها عبر التدخل المباشر لوزير الخارجية جون كيري الذيوصل المنطقة قبل أيام وغادرها.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات