الخميس 08/مايو/2025

العمليات الفردية.. وجه جديد للإخفاق الإسرائيلي

العمليات الفردية.. وجه جديد للإخفاق الإسرائيلي

كشفت العمليات الفدائية الأخيرة التي نفذها شبان فلسطينيونفي الضفة الغربية والقدس المحتلة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، عن تسلح الشعب الفلسطينيبإرادة المقاومة ضد المحتل، وخلع رداء الرضا بالواقع البائس والمظلم. وعبرت العملياتعن وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة لما كان عليه الوضع القائم، حيث الاقتحامات المتواصلةللحرم القدسي، والاعتداءات المتلاحقة على المسجد الأقصى.

الأسلحة البدائية

جاءت هذه العمليات الفردية لتفسر تزاحم الإبداعات الصغيرةوخلق المقدمات للإبداعات الكبيرة، حيث استطاعت المقاومة الشعبية التقاط هذه الإبداعاتالتي تفتقت عن العقل الجمعي الفلسطيني. واستناداً إلى ذلك، فإن ما جرى في الضفة والقدسخلال الأسابيع الأخيرة، من نزول الشعب إلى معترك المقاومة، هو تطوير وتحديث للأسلحتهالبدائية الشعبية لتمسي أكثر فعالية من السابق.

زخرت العمليات الأخيرة بأنواع متعددة من الأسلحة التي استخدمهامقاتلوها، وشهدت تطوراً ملحوظا بدءاً بالحجر والمقلاع، مروراً بالسكين والأسلحة الحادة،وانتهاء باستخدام السلاح الناري. وأتى هذا التطوير النوعي لأدوات المقاومة في مواجهةالمحتل لتمنح هذه الأسلحة البدائية إمكانية المقاومة لكل أفراد الشعب، فهذا يرفع متراساً،وذلك يشعل إطاراً، وثالث يصنع المولوتوف، ورابع يحفر خندقاً، وخامس يرش الأرض بالمسامير،وسادس يطعن مستوطناً، وسابع يدهس جندياً، بحيث تحولت فلسطين إلى ورشة شعبية يشارك فيهاالجميع.

ومن خلال استعراض مراحل المقاومة الأخيرة في الأراضي الفلسطينيةوأسلحتها المتعددة، يمكن حصر أهم أسلحتها -البدائية منها والنارية- على النحو التالي:

1- الحجارة:

لجأت جماهير الضفة والقدس في تصديها للآلة العسكرية الإسرائيليةإلى استعمال أسلحة متعددة، أهمها الحجارة، والمقاليع، والزجاجات الحارقة بأنواعها،والإطارات المشتعلة، والعصي، وكرات الحديد، والقضبان الحديدية، والمسامير وصفائح الصاج،والعبوات الحارقة، والسكاكين والأنابيب الزجاجية، وكرات القماش المشتعلة.

واستخدم الحجر لإقامة الحواجز وإغلاق الطرق وبناء السواتروالمتاريس والكمائن، وإذا كان الأثر المادي لإلقاء الحجر لا يثير في الذهن صورة المعاركالملحمية، فإن رمزية التعبير مثقلة بالمعاني، فهي تمثل قوة التقابل بين الحجر والأسلحةالمتطورة التي يملكها عدو يمتلك القنبلة النووية.

2- النقيفة والمقلاع:

هي وسيلة من تقنية المقاومة مكونة من مقبض على شكل حرف V أو رقم 7، يربط بها حبلان من المطاط،بهما قطعة من الجلد، يوضع فيها الحجر، ثم يتم إطلاقه بعد شد الحبلين، وتستخدم في قذفالحجر لمسافة أكبر. ومن يجيد فن التصويب ينجح في إحداث إصابات بين صفوف الجنود، وكثيراًما تُشاهد دماؤهم تسيل، ويصرخون من الألم.

يستخدم الفلسطينيون النقيفة في عمليات القنص ضد قوات الاحتلالومستوطنيه ووسائل نقله المختلفة، وتكمن أهميتها في الاستخدام غير المرئي، مما يربكالاحتلال وقواته. ورغم أن إصابتها في العادة ليست قاتلة، فإنها تصيب بجروح قد تكونقوية إذا كانت من مسافة قريبة وكان الحجر قوياً، فضلاً عن قوة الشخص الرامي.

3- الحرائق والإطارات المشتعلة:

اعتمدت المقاومة فتح جبهة واسعة تطال إحدى الخاصرات الرخوةللوجود الإسرائيلي في المناطق المحتلة، وأخطر تجسيدات الاحتلال ممثلة في الاستيطان،فبينما زادت استفزازات المستوطنين صعّدت الجماهير من هجماتها على الشبكة الاستيطانيةالقائمة في المناطق المحتلة.

وكان الإسرائيليون هذا الصيف على موعد مع فصل حار وصلت نيرانهإلى قلب “إسرائيل”، حيث اندلعت عشرات الحرائق في غاباتها وأحراشها مشعلةآلاف الهكتارات، لتشكل مفاجأة أخرى لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي غدت تستفيق بين الحينوالآخر على مفاجأة جديدة من مفاجآت المقاومة.

4- المتاريس والعوائق:

أسلوب لجأت إليه المقاومة لإغلاق المداخل والشوارع في المدنوالقرى والمخيمات أمام سيارات جيش الاحتلال، مما ساعد الشبان في توزيع مهمات الهجومعلى القوات الإسرائيلية، ناهيك عن الانسحاب في الوقت المناسب، مع ضمان عدم نجاح مطاردتهممن قبل السيارات والمدرعات العسكرية الاحتلالية. والمتراس عبارة عن حاجز معيق لحركةآليات الجيش وسيارات المستوطنين أثناء عمليات المطاردة، أو لإغلاق بوابات المدن والمخيماتوالقرى في وجه المحتلين.

حرب السكاكين

جزء من حرب الأسلحة الحادة التي تستخدم باليد، وبشكل مباشر،ووجها لوجه، ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، ومنها: السكين، والخنجر، والبلطات سواءبالمقابض الخشبية أو الحديدية، والسيوف الطويلة ذات المقابض المهذبة، أو القصيرة ذاتالمقابض الحديدية الملحومة، والعصي المعدنية مع النهايات المدببة، وأدوات الطعن سواءبالمسامير أو بدونها، والمناجل والفؤوس، ونصال الرماح.

وشكلت السكاكين أكثر أسلحة المقاومة الشعبية استعمالاً فيالآونة الأخيرة في الضفة الغربية والقدس، وكان آخرها عملية الطعن في كنيس يهودي أسفرتعن مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين.

وتأتي أهمية عمليات الطعن بسبب وجود هذه الأسلحة الحادة فيكل بيت، وتأثير استخدامها مهم جداً، ليس على صعيد فاعلية ما يحدث عنه من قدرة القتلفحسب، بل ما يقوم به من تأثير سيكولوجي على نفسية الإسرائيلي الذي يرى ويعرف أن جنديهقتل بسكين وهو يحمل بندقية آلية متطورة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات