عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

حمدان : لن نقبل فرض الانكسار من بوابة الإعمار وخياراتنا مفتوحة (الجزء الثالث)

حمدان : لن نقبل فرض الانكسار من بوابة الإعمار وخياراتنا مفتوحة (الجزء الثالث)

يقول مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أسامة حمدان، في سياق حديثه عن إعمار غزة وما يرافقها من محاولات ابتزاز، “لن نقبل معادلة تفرض الانكسار على الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع أن يعلم بأن خيارتنا ليست مقفلة وأن بإمكاننا أن نفعل ما من شأنه أن يخلط الأوراق”.

ويؤكد حمدان، في الجزء الثالث، من الحوار الخاص والشامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن كل محاولات استدراج حماس إلى مواجهة مع مصر بائسة ولا يمكن أن تؤدي النتيجة المطلوبة.

ملف الإعمار

يصنف حمدان الذين يتحدثون عن الإعمار إلى ثلاث فئات، الأول؛ فئة صادقة، تريد أن تحقق الإعمار، وهي تقدم دعما كبيرا، ولكن يعرقلها المنظومة التي تسعى إلى تعطيله، ويصفها بأنها “فئة تواجه كل العقبات وتقدم للشعب الفلسطيني مشكورة، وشعبنا يدرك من يفعل ذلك”.

أما الفئة الثانية، فهي تتعامل مع مسألة الإعمار تقنيا، فإذا وضعت العراقيل تتوقف حتى تذهب، وربما تحاول أن تبدو متجاوبة، بحسب القيادي بحماس، مع شروط يفرضها الاحتلال الصهيوني تحت العنوان الدولي. 

وأما الأخيرة، فنيتها الحقيقية تعطيل الإعمار وتشديد الحصار وتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني.

ويقول حمدان: “حكومة الوفاق الوطني قصّرت بالإعمار، ورئيس الحكومة تعامل مع الإعمار وكأن الكارثة وقعت ببلد آخر، في سياق رده على دور حكومة الوفاق، ويتابع: “رامي الحمد الله افتقد للحس الوطني بالتعامل مع الكارثة التي حلت بغزة جراء العدوان، وافتقر إلى الحس الفني والتقني في المبادرة السريعة للبدء بعمليات الإعمار وتوفير متطلبات الشعب الفلسطيني العاجلة والضرورية”. 

دور حماس

وفي إطار الحديث عن دور حماس في إغاثة المنكوبين، يقول حمدان إن حركة حماس تستشعر المسؤولية اتجاه الشعب الفلسطيني، لاسيما أن الذين هدمت بيوتهم كانوا طوال فترة العدوان إلى جانب المقاومة، ويؤكد أن محاولات الاحتلال الصهيوني تحطيم الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يمكن أن تحقق النتيجة التي يرجوها العدو.

يوضح حمدان بالقول: نحن كحركة قدمنا إغاثة عاجلة مالية وعينية للعائلات المنكوبة، وهذا أقل الواجب الممكن، والحصار هو الذي يقلل من فرص تفعيل عملية إعادة الإعمار.

خيارات حماس

يؤكد حمدان، أن الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات سيعبر هذه المرحلة وسينجح بإعادة الإعمار، وإذا كان هناك تضييق على الشعب الفلسطيني فإنه لن يطول لثلاثة أسباب: الأول، حماس لن تقبل معادلة تفرض الانكسارعلى الشعب الفلسطيني وتحطم معنوياته، ويحذر بالقول: “على الجميع أن يعلم بأن خيارتنا ليست مقفلة، وأن بإمكاننا أن نفعل ما من شأنه أن يخلط الأوراق”. 

المسألة الثانية، بحسب حمدان، أن هذا الشعب ليس شعبا عاجزا، فالشعب الذي بادر وتحرك بالقدس والضفة في مرحلة استيقان البعض أنه في حالة موت سريري يمكن أن يتحرك بسياقات أخرى في غزة ويفاجئ الجميع.

أما المسألة الأخيرة، لا شك أن استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني لن يدفع به إلى الاستسلام للموت.

ويقول حمدان متوعدا، حماس لن تقف مكتوفة اليدين أمام هذا المشهد ولن تسمح أن يتحول المشهد إلى عملية استئصال أو ابتزاز في الحد الأدنى للشعب الفلسطيني ولكرامته، والاستمرارعلى هذا النحو سيدفع كل القوى المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني إلى الاتجاه بخيارات أخرى ربما لا يتوقعها أحد، ويستدرك “لا أعني هنا حالة من التفجير، بقدر ما أعني حالة من البدائل التي تفرض وقائع مختلفة بالبيئة الفلسطينية”.

وعن بدائل حماس في حال استمر الاحتلال بالمماطلة بإعادة الإعمار؛ يقول حمدان: “دون الدخول بجدليات وفرضيات، أعتقد أن البدائل ليست بديلاً وحيداً يعني قتالا ودماء، فالبدائل أوسع من ذلك، لكن لو وجد الشعب الفلسطيني نفسه مضطرا لاختيار هذا البديل فسيكون أكثر استعدادا وقدرة على التضحية، لأنه رأى تنكر المجتمع الدولي لمساعدته، ورأى حجم الجريمة الصهيونية، وحجم خذلان حكومة الوفاق ورئاسة السلطة الفلسطينية للشعب، وكأن هذا الشعب هو شعب دولة أخرى تعيش في مكان آخر على الكرة الأرضية”.

مصارحة الشعب

وعن المطالبات بمصارحة حماس للشعب الفلسطيني وكشف من يتآمر عليه ويعطل الإعمار، يقول حمدان، حركة حماس نهجت منهجا واضحا في التعامل مع القضية الوطنية ولم تغرر يوما بالشعب الفلسطيني ولم تقدم له وعودا وأوهاما زائفة.

ويتفق على أن مسؤولية أي قيادة وطنية في المفاصل التاريخية أن تصارح شعبها بحجم وطبيعة المؤامرة، ويؤكد: “في اللحظة التي يحتاج الأمر إلى هذه الصراحة سيجد الجميع حركة حماس صريحة بشكل كامل، وواضحة ودقيقة في تشخيص المشهد ومبادرة أيضا في تقديم رؤية للخروج من هذا المشروع الذي يتأمر ويحاك من أجل تحطيم القضية الفلسطينية”.

ويتابع: “الاحتلال كان يراهن على دفن القضية الفلسطينية حية، من خلال الانقسام والذهاب بالتفاوض حتى تفكيك القضية الفلسطينية، وأيضا استمرار الخنق والحصارعلى قطاع غزة، ففوجئ بمصالحة جادة تقودها حركة حماس، وتقدم فيها تنازلات حقيقية لصالح المشروع الوطني الفلسطيني”.

وفي خضم السعي الحثيث لبناء المشروع الوطني الفلسطيني على أساس المقاومة؛ فشل البعض بالساحة الفلسطينية، بحسب حمدان، بقراءة المشهد فتصرفوا بصبيانة مطلقة وبمراهقة سياسية لا معنى ولا مبرر لها، وفي المقابل حركة حماس تعاملت مع هذه المعركة بوعي وإدراك، ولم تتعامل معها بطريقة مغلقة وضيقة حزبية أو فصائلية، وإنما تعاملت معه بالمستوى الوطني المراد له، فكانت أن دعمت موقفا وطنيا موحدا، وبادرت بتشكيل وفد فلسطيني موحد.

وينتقد حمدان رئيس السلطة، قائلاً: “أبو مازن لا يتحدث بصراحة؛ فهو يحاول إحباط الشعب الفلسطيني، والقول له إنه لا مخرج سوى الاستسلام للاحتلال”.

ويتابع: “لم يقل عباس يوما لشعبه أن المطلوب هو خوض معركة فيها قدر من التضحيات من أجل الوصول إلى هدف وطني”.  

وباستهجان يضيف: “أبو مازن أرسل لعائلة الشهيد محمد أبو خضير بالقدس يطلب منها أن تطالب الشعب الفلسطيني بأن لا ينتفض لكرامة القدس ولا لدماء الشهيد، أي مسؤولية وطنية وصراحة في مثل هذا الموقف، هذه دفع فواتير سياسية لا نقبلها، أتمنى أن يكون القادة الفلسطينيون صرحاء مع شعبهم، وأتمنى أن يقف محمود عباس بصراحة ويقيم عمية التسوية ويقول لنا ما هو حصاد الهشيم الذي حققته هذه التسوية”. 

ويلخص حمدان المشهد قبل أن ينتقل إلى ملف آخر، “ما يحتاج إلى صراحة سيجدنا الشعب الفلسطيني صرحاء فيه، لكن ليس على قاعدة المصالحة التي تأتي  للإحباط، ولكن على قاعدة المصالحة التي تستبق مشروعا ينهض بالحق الفلسطيني إلى مرحلة أفضل مما هي عليه الآن”. 

مفاوضات التهدئة 

وفيما يخص ملف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال؛ يقول حمدان: “المفاوضات عالقة لدى الوسيط المصري، وهو الذي يفترض أن يحدد الموعد، وكان هناك موعد في منتصف الشهر الماضي وتأجل لأسباب غير واضحة”.

ويضيف حمدان، “يفترض أن يكون هناك موعد في هذا الشهر، ونحن من طرفنا ما زلنا نتواصل مع الوسيط المصري من أجل عقد هذه الجولة من المفاوضات”.

أما فيما يتعلق بعلاقة حماس بمصر، يقول حمدان: “حركة حماس ليس عندها مشكلة مع مصر، ولم تشعر يوما أنها تعيش أزمة معها، ويدنا مبسوطة للتعامل بشكل إيجابي معها ويبقى القرار مصريا”.

ويضيف: “العلاقة الجيدة بين مصر والقضية الفلسطينية هي مصلحة مشتركة لكلا الطرفين، والعلاقة الجيدة بين مصر وحماس هي مصلحة فلسطينة مصرية مشتركة، وأي إشكال بهذا العلاقة هي مصلحة إسرائيلية”.

“هناك سياسة واضحة لدى حماس بعدم التدخل بأي شان داخلي عربي وعدم خوض أي معارك بالبيئة العربية”، في رده عن مزاعم تدخل حماس بمصر، ويضيف حمدان: “نحن نأمل أن تكون العلاقة بيننا وبين مصر علاقة سوية تركز على مصالحنا المشتركة وعلى العدو الذي يستهدفنا، ومواجهته تشكل مصلحة استراتيجة مشتركة يمكن البناء عليها”.

ويؤكد حمدان أن كل محاولات جر حماس أو استدراجها إلى مواجهة مع مصر محاولات بائسة ولا يمكن أن تؤدي إلى النتيجة المطلوبة، وهي في ذات الوقت لن تمنع حماس من الرد عليها وتوضيح كذبها وافترائها. 

وفي تعليقه على الدور المصري الحالي، يقول حمدان: “تسطيتع مصر أن تكون فاعلة، وأكثر تأثيرًا بالشأن الفلسطيني، فالطريق الذي تنتهجه مصر اليوم لا يحفظ دورا لا لمصر أو لغيرها وهو طريق مدمر لدور مصر ليس على المستوى الفلسطيني فقط بل على الصعيد الإقليمي والدولي”.

ويختم حديثه في هذا الجزء من الحوار بالقول: “الأمن القومي المصري لا يهدده شيء في هذه المنطقة سوى إسرائيل”.

موعدكم مع الجزء الرابع والأخير يوم غدٍ بمحور (حماس والعلاقات الخارجية)

إقرأ أيضا:
حمدان: اتهامات عباس لحماس “انكفاءة” عن المصالحة (فيديو)
أسامه حمدان: “انتفاضة القدس” انعكاس لروح المقاومة (الجزء الأول)
أسامة حمدان: زمن احتكار القرار الفلسطيني ولى (الجزء الثاني)

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات