الجمعة 09/مايو/2025

ذكرى الاستقلال.. تساؤولات عن الدولة والحقوق الوطنية

ذكرى الاستقلال..  تساؤولات عن الدولة والحقوق الوطنية

يصادف اليوم السبت (15-11)، الذكرى الـ (26) لإعلان رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”، وثيقة الاستقلال من جمهورية الجزائر عام 1988.

ونتج عن هذا الاستقلال إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، واعتراف عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، الذي تم بموجبه اعتراف أكثر من 135 دولة بهذه السلطة، كما تعترف الأمم المتحدة بدولة فلسطين ولكنها لا تملك عضوية كاملة فيها، أي أنها “دولة غير عضو” في الأمم المتحدة.

ذكرى إعلان الدولة الفلسطينية أو يوم الاستقلال الفلسطيني، يحيه الفلسطينيون كل عام، وهو يوم عطلة رسمية معتمدة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث ترى السلطة أن هذا اليوم هو ذكرى إعلان الاستقلال عن “إسرائيل”.

نستطلع في هذا التقرير آراء بعض المواطنين وتعقيبهم على يوم استقلال دولتهم، وهل استقل الفلسطينيون أم لا؟! وما مدى نجاعة هذا الاستقلال على قضيتهم.

غطاء دولي للاعتراف بـ “إسرائيل”

الكاتب والمهتم بالشأن الفلسطيني عبد السلام الحايك قال: “إعلان الاستقلال كان الغطاء للاعتراف بدولة “إسرائيل” على حدود 67 وفي نفس الوثيقة، كان مجرد غطاء وهمي لخطوة سياسية حقيقية كانت مطلوبة من المنظمة للتعامل معها سياسياً من قبل الأمريكان، ومع ذلك تبين أن هذا الاعتراف غير كاف وأنه لا يضمن شيئاً من جهة الانسحاب الصهيوني من الضفة والقطاع، وكان النتيجة أن خرجنا بفقاعة علاقات دولية؛ فالدول التي كانت تعترف بالمنظمة اعترفت بالدولة، والاحتلال باق”.

أما إياد القرا مدير صحيفة فلسطين اليومية في قطاع غزة فعلق بالقول: “هذا اليوم قد تم إفراغه من أهميته الوطنية وتحول إلى مجرد يوم إجازة بفعل التيه السياسي الذي تسببت فيه قيادة منظمة التحرير وتخليها عن دورها في تحقيق الاستقلال والدخول في مشاريع التسوية واختزال فلسطين في 23% والتفاوض عليها”.

بدوره الكاتب والمتابع للشأن الفلسطيني إبراهيم المصري تحدث قائلاً: “قراءة وفهم السياقات التاريخية للقرار تعطي بعداً أوسع في فهم مدلولاته ومبرراته وطموحاته، وأعتقد أنها كانت محطة فاصلة وتحول استراتيجي عند حركة فتح تحديداً ومنظمة التحرير عموماً للانتقال من الثورة والكفاح المسلح إلى الدولة والمسار السياسي؛ ظناً بأن بيئتنا كما كل الدول التي انعتقت من نير الاحتلال”.
 
وتابع: “يجب التفكير بجدية كيف يمكن الاستفادة من هذا الإعلان وإعادة تسويق مفاهيمه بما يخدم مشروع التحرير والاستقلال”.

الدكتور عدنان أبو عامر عميد كلية الآداب في جامعة الأمة، شاركنا برأيه مازحاً فقال: “صباح اليوم غير، لسبب أساسي وهو أننا أخذنا قسطاً إضافياً من النوم على غير العادة، ولعلها من المآثر القليلة ليوم الاستقلال، الذي يظلنا اليوم ونحن تحت سطوة الاحتلال، براً وبحراً وجواً، وصدقنا أنفسنا بألقاب الدولة والمعالي والفخامة!”.

لا منفذ لغزة إلا للسماء

الصحفي أحمد طلبة الذي يتابع دراسة الماجستير في الإعلام في تركيا، قال بأن فرحة الفلسطينيين بالإجازة في هذا اليوم تفوق فرحتهم بما يسمى الاستقلال بحوالي 1948 مرة. وتابع: “في واقع الأمر إن كان لا بد من استقلال فيجب أن يكون استقلالًا عن أنفسنا وذلك بتحقيق مصالحة أصبح طعمها بائتًا مقززًا تفوح منه رائحة مفاوضات وخيانة للوطن استمرت أكثر من 20 عامًا دون نتيجة”!

وأردف قائلاً: “الاستقلال الحقيقي يتمثل باستقلال فعلي عن مصر والأردن قبل ما يسمى “إسرائيل”، يكون بفتح تام للمعابر وفك للحصار دون دفع ضريبة ثمنها أرواح 4000 شهيد على مدار أربعة حروب”.

أما الناشط الشبابي هشام حجازي رد متسائلاً: “عن أي استقلال نتحدث ولا منفذ لغزة إلا السماء، والضفة مقطعة الأوصال وتطوقها المستوطنات ويسرح ويمرح فيها العدو كيفما شاء ومتى شاء، أي استقلال هذا و78% من أرض فلسطين التاريخية لا زالت محتلة؟. 

وأضاف: السلطة التي أعلنت الإجازة بهذا اليوم؛ احتفالاً بعيد الاستقلال “بيضحكوا ع الشعب الغلبان”.

شاركه التساؤل الصحفي يوسف غبن الذي قال معلقاً: “استقلال مين؟ هووا في حدا بالفعل استقل .. أم فعلنا كالذي لا يستطيع أن يحيي ما يريد واقعاً.. فأصبح يرسمه خيالاً ولوحات ثم يمزقها”!

خطوة رمزية

الصحفي توفيق حميد، يرى أن عيد الاستقلال ما هو إلا خطوة رمزية من قبل الراحل ياسر عرفات، لكن لا وجود لهذا الاستقلال على الأرض حالياً، كما أن هناك غيابا تاما لأية “استقلالية” يتمع بها الفلسطينيون، سواء في الضفة أو غزة.

يشاركه الرأي المهندس محمد الأغا، الذي قال: “قد تبدو خطوة رمزية؛ ولكن نتيجة لهذا الإعلان تم اعتراف 105 دول بدولة فلسطين، و تم نشر 70 سفيراً على مستوى العالم.

أما الناشط الشبابي محمد العيلة، قال بنوع من التهكم: “عيد الاستقلال تسبب لي بنوع من التشويش في صغري؛ كيف لنا أن نقول عن دولتنا مستقلة، المستوطنات كانت لا تزال في غزة والحواجز أمامنا وعداد الشهداء لم يتوقف!”.

بدورها الناشطة الصحفية إسلام الحصري علقت بالقول: “تاريخ باطل منح ﻹطالة أمد التمويه والخداع على الشعب الفلسطيني، كما أن هذه الذكرى لا أهمية لها سوى إعادة التنكيد على الشعب المكلوم، وإشعاره بالخفقان وتأنيب الضمير، بالتالي تأثيرها كتأثير الهواء الفارغ على سطح ماء بارد!”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات