الإثنين 12/مايو/2025

الصهيونية والإعلام العالمي

الصهيونية والإعلام العالمي

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام، نبأ عن ندوةعقدتها جمعية في الولايات المتحدة، كان ضيفاها اثنين من كبار الأثرياء اليهودوالعالم، هما العنصري المتشدد تجاه الفلسطينيين، وصديق بنيامين نتنياهو الشخصي،شلدون إدلسون، وحاييم سبّان، صاحب “مركز سبّان” المعروف في بعض”المنصّات” العربية. وجاهراً فيها بسعيهما إلى شراء صحف أميركية معارضةللسياسة الإسرائيلية، بهدف إسكاتها وتغيير توجهاتها. وهو ما يعزز الإثباتات علىحقيقة مساعي الصهيونية للانقضاض على وسائل إعلام عالمية مركزية، بهدف المساهمة فيبلورة الرأي العام الشعبي لصالح المشروع الإسرائيلي الصهيوني.

ونقرأ في ذلك النبأ عن الندوة التي عقدتها جمعية مهاجرينإسرائيليين إلى الولايات المتحدة، أن سّبان “اشتكى” أمام الحاضرين منأنه لم يكن على علم بنيّة بيع صحيفة “واشنطن بوست”، لأنه كان ينوي معإدلسون شراءها. فتبعه إدلسون بالقول إن عليهما السعي لشراء “نيويوركتايمز”، من خلال طرح ثمن أعلى بكثير من قيمتها، بما يجعل أصحاب الأسهم يضغطونعلى العائلة صاحبة غالبية الأسهم لبيعها. وقال إدلسون: “إن المال يقدمالإجابات عن كل شيء. علينا أن نعرض أعلى بكثير من قيمة الصحيفة”.

وبحسب ما نشر، فإن الاثنين لا يأبهان بالخسائر التيتتكبّدها الصحف. وقالا بكل صراحة، إنهما يقدمان تبرعات سنوية بقيمة أكبر من تلكالخسائر. ونذكر أن ثروة إدلسون تقدر حالياً بنحو 37 مليار دولار، يجنيها من شبكاتنوادي قمار في العالم، وخاصة في لاس فيغاس؛ بينما سبّان الثري “بدرجةأقل”، متعدد باقتصاده، لكنه يساهم بشبكات اتصال، منها ما كانت إسرائيلية.

ما سبق ليس جديداً، فالحركة الصهيونية تشجع أثرياءاليهود في العالم على امتلاك وسائل إعلام عالمية مركزية، وهناك وكالات أنباءعالمية وكبرى غالبية أسهمها مملوكة من أثرياء يهود. وهو ما ينعكس على سياسة تلكالوكالات. فمثلاً، هناك وكالات واسعة الانتشار، تبث بعضها أخبارها باللغة العربيةومنتشرة في الإعلام العربي، ترفض استخدام مصطلح “الاحتلال”، من قبيل”جيش الاحتلال”، ووصف المناطق المحتلة منذ العام 1967. كذلك، إذا دققنافي المضامين، فإن توجهات تلك الأنباء تضع الاحتلال الإسرائيلي في موقع من”يرد” على “هجمات الفلسطينيين”. وكل هذا يجري تحت مزاعم”الموضوعية” و”الحيادية” الإعلامية، لكن بينه وبين الحيادوالموضوعية سنوات ضوء فلكية عديدة.

ونرى أن الأثرياء اليهود في العالم يندفعون نحو وسائلإعلام في الدول المركزية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى،سعياً منهم للتركيز على الرأي العام الشعبي في تلك الدول، وعدم الركون فقط إلىالحكومات هناك. وهذا ما يحصل على أرض الواقع.

ليس هذا فحسب، إذ إن الأمر يسري أيضاً على وسائل الإعلامالمركزية الإسرائيلية. وقد شهد الكنيست، يوم الأربعاء الماضي، جدلاً واسعاً بشأنمشروع قانون يهدف إلى الحد من توزيع صحيفة “يسرائيل هيوم” السياسيةاليومية المجانية التي يملكها إدلسون الذي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية. وعدا عنموقف الصحيفة اليميني المتشدد، فإنها صحيفة متخصصة بتسويق نتنياهو والدفاع عنهباستماتة، ومهاجمة كل معارضيه، بمن فيهم أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمهنتنياهو.

وأقر الكنيست بالقراءة التمهيدية مشروع القانون، ما شكّلصفعة مدوية على وجه نتنياهو الذي حارب لمنع إقرار القانون، ولو بالقراءةالتمهيدية، رغم أن هناك شكوكاً في إمكانية إقراره نهائياً. لكن الجدل الذي شهدتهالهيئة العامة للكنيست، يدل على أي مدى تصل الأمور عند شخص إدلسون؛ الذي يموّلالحزب الجمهوري الأميركي، وخاصة التيار المتشدد فيه، بمئات ملايين الدولارات.فإدلسون يُصدر صحيفة تسجل خسائر باستمرار، يغدق عليها عشرات ملايين الدولاراتسنوياً، كما قال مقدم مشروع القانون النائب إيتان كابل، الذي قال أيضاً، إن تلكالخسائر لا تهز إدلسون، فنهر الأموال يتدفق عليه من شبكات القمار في العالم، وهويستغني عن القليل منها (نسبياً)، من أجل تمرير أجندته السياسية.

إن تراجع مكانة القضية الفلسطينية في أجندة الرأي العالمالعالمي، لها الكثير من الأسباب، ومن بينها تأثير الإعلام المركزي، بكل لغاتالعالم تقريباً. وهذا ما يستوجب وضع استراتيجيات متشعبة، منها ما يحمي”الساحة الداخلية” أيضاً.

صحيفة الغد الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....